عدنان فالح دخيل
"الميتافيزيقيّ"
ثُلُثا صديقي التركمانيّ سرور محمّد ميتافيزيقا، وثُلُثُهُ
الأخيرُ دوستويڤسكي. كتبَ مجموعةً قصصيةً
واحدةً، وعشقَ امرأةً كرديةً
واحدةً، وتزوّجا لأنّهُ أحبّ الحياةَ التي
لا يفهمها جيّداً، وأذكرُ أنّهُ
قال لي -
يوماً - إنّها وحدَها الحياةُ التي تستحقّ أنْ
تُعاشَ. أستطيعُ القولَ إنّي -
في هذه الليلةِ - أُوافقُهُ
في ذلكَ، مع أنّي أعرفُ
أنّهُ لم يُجرّب الحياةَ الطويلةَ والعصيةَ
مثلي، ولم يأذنْ لنفسِهِ أنْ
يكونَ شخصاً
مختلفاً آخرَ، إذ سرعانَ ما وجدَ نفسَهُ
يقفُ وحيداً -
مع عروسِهِ الكرديةِ بملابس عُرْسِهما
الجديدةِ - فوقَ
جسرِ الجمهوريةِ
في بغدادَ، وقد انتبهَ –
بعدَ فواتِ الأوانِ - إلى أنّه
غيرُ مملوءٍ
بالهواءِ، وأنّه -
بكلمتَيْنِ - لا يتنفّس.
***********************
***********************