المهدي الحمروني
حاجةٌ لخيال اليقين
بكثافةٍ طليقةٍ
لضبابٍ مُحتَبَس
في رجوع الشتاء
أفتقدك
أنت الموغلةُ في البعاد
تأخدين المعنى معك عن الشعر
غير مباليةٍ بنضوبه عنّي
وبتركي حالةً أزمَنَها اليُتمُ دونك
والفاقةُ إلى الرؤيا
وتصحُّر الخيال
وتجاعيد مُحيَّا الكلمات
كيف أنهرُ سؤالك الفَضُول عمّا أرى في حضورك
الذي لا تستوعبه المرايا
لأنك بُهرةٌ تُعجِز التفاصيل
كرسولةٍ في عين مُريدها
سأكتفي بصوتك في العطر
المتجاوِز للمتعارف من الحس
والمتواتر في الأساطير
والمتداوِل للدراما
وأنكِ عطفًا على ضوئك المُطلق في المدى
يُشبِهُك القمر
في سنَح الرؤية القصيَّة
المُحالة الحفظ
يحتاجك الخيال للعناق
لكي يلمس يقينه فكرة الحياة
في بؤر التآويل
كما أنَّ ابتسامك اختصار السموات لأقزاح الومض
والثابت في متحولات
البروق
ظل الحُبُّ يتجدد لابتكارك
كمنابع الأنهار المقدسة
حتى بلغ النبضُ أشُدُّه في الأنا
أنا الانتظار الخاشع لصمتك
في أرق الأثير
وكان الآخرون هم أنت وحدك
بعمق اللامتوقع
وصفاء البواكير
فتلقّيني
لأنحتني للوحتك
المبذورة في طينتي
العاثرة
______________________________
ودّان. 4 تشرين الثاني 2021 م