اقرأ ايضاً

ويرقص صهيون فرحًا

فنون - أغسطس 18 2023

شكرًا جزيلاً

فنون - أغسطس 04 2023

هل بدات فرنسا تخسر مجالها الحيوي و حقوقها التاريخية في افريقيا

فنون - أغسطس 04 2023
جاري تحميل ... فنون

إعلان الرئيسية

جديد فنون

مع البحر .🏖️

فنونأغسطس 18, 2023

مقهى الرصيف....🦜🤗.

فنونأغسطس 18, 2023

إعلان في أعلي التدوينة

جديد موقع علَّم نفسك

جديد علَّم نفسك ما
خواطرسليمان حسين

أشعر برغبة السفر على بساط الريح

 

سليمان حسين

أشعر برغبة السفر على بساط الريح

%25D8%25B3%25D9%2584%25D9%258A%25D9%2585%25D8%25A7%25D9%2586+%25D8%25AD%25D8%25B3%25D9%258A%25D9%2586

أشعر برغبة السفر على بساط الريح كما كان يصنع علاء الدين في إنتاجات ديزني الأخيرة

إلى أن أحرث السماء بمنجل

وأن أثقب غيمة عذراء بإبرة

إلى أن أقطف النجوم من غصون الليل وأضعها في سلة خزف أنيقة

أغلفها بلفائف من الساتان الفضي الجميل

 ثم أهديها حبيبتي في عيد ميلادها القادم

أحتاج إلى أن اتسلق سلالم أحلامي وصولا الى ذروة القاع

وإلى السقوط من أعلى قمة للوحل وصولا إلى قاع السماء

إلى أن أسبح بعكس جريان النهر لأتأكد من قانون الطفو وأستمتع بخفة وزني

وإلى أن أغرد خارج السرب لتحلو لي متعة التحليق عاليا دون إملاءات مسبقة

أحيانا أتخيلني إقطاعيا ينتمى لطبقة النبلاء فأرتدي معطفا شتويا مليئا بالفرو وقبعة تشبه القارب معكوفة من جانبيها ومعقودة بخيط يشد إلى الرقبة ثم أدخن سيجارا كوبيا باهظ الثمن فأخسر الرهان في لعبة للقمار  وحين أفقد أعصابي ويسوء مزاجي  غير مكترث أجرع قنينة فودكا دفعة واحدة ثم تسندني ميلسيا الجميلة وأنا أترنح خارجا من إحدى الحانات السيئة السمعة في "بيرن" ثم أركب عربة يجرها حصانين باتجاه قصري المطل على بحيرة مليئة بالبجع. 

وأحيانا أخرى أتخيل كما لو أنني أبدو مراهقا وأنا أرتدي بنطالا ممزقا من الجنز  وأضع على رقبتي سلسا تتوسطة جمجمة بأسنان مخيفة وعظمتين متقاطعتين فأنقش إسمي وإسم حبيبتي على حبة الأرز في أحد أحياء دمشق القديمة

أحتاج لأن أبدو أرستقراطيا ولو لمرة واحدة في حياتي...

مرة واحدة فقط..

كأن أدخل مطعما إيطاليا فخما وبعد وقت وجيز أغادره وقد وضعت مبلغا كبيرا على الطاولة دون أن ينتابني شعور بالأسى لارتفاع ثمن فاتورة الأكل رغم أني لم أتذوق منه لقمة واحدة

ينحني الجرسون نحوي مودعا في تهذيب مبالغ وقد دسست في يده بقشيشا لا بأس به المال

لأن أكون فنانا مشهورا أسافر في درجة الفرست كلاس

 وأطأ السجاد الأحمر في مهرجان كان السينمائي

الكثير من فلاشات الكيمرا تومض في وجهي

والكثير من المعجبين ينتظرونني في الخارج لالتقاط صور السيلفي إلى جانبي

وأحيانا أخرى أحتاج لئن أكون عفويا وبسيطا للغاية كأن أكون مهرجا كما كان يصنع _كوازيمودو_ أحدب نوتردام...

أو عارض سيرك يحيي أحد المهرجانات الخاصة بمصارعة الثيران في أسبانيا

ربما أكون حاويا يراقص أفعى الكوبرا على عزف ناي حزين في أسواق بومباي

وربما لاعب خفة أقدم خدعا سحرية فأبهر العامة كان أمشي على الماء مثلا دون أن أغرق او أن يتحول ذاك المنديل في يدي إلى حمامة

وآه كم تمنيت أن أكون ساع بريد أنيق يملك دراجة هوائية بسلة أمامية ممتلئة برسائل الغرام للعشاق في الأقطار البعيدة فيرسم البسمة على شفاههم ويطفئ لواعج الشوق المتأججة بين ظلوعهم

لكني ورغم ذاك

لم أتخيل بتاتا بأنني قد أصبح يوما عميلا مزدوجا أو قاتلا مأجورا وأتمنى الا اكون.

عرض علي  ذات مرة العمل مع منظمة للاتجار بالأعضاء البشرية لكني رفضت رغم أن الأجر كان مغريا

وأثرت على ذلك العمل في مصنع لتعليب سمك السردين في تايلاند

أحتاج لأن أجرب أشياء جديدة في حياتي أيضا

كأن أشرب الشاي بالملح مع شعوب التبت

وآكل الايسكريم في أعلى قمة من جبال الهملايا في شهر يناير

إلى التسكع مساء رفقة فتاة مكتنزة في إحدى مقابر كوبينهاجن

وإلى الرقص مع الموتى في مدغشقر

تمنيت في السابق لو أنني كنت أحد أفراد الجوقة الموسيقية على متن سفينة التايتنك

البحر يلتهم مؤخرة السفينة والذعر يلتهم قلوب الجميع وأنا أستمر بالعزف منتشيا دون أن أكترث لقرب نهايتي

تمنيت أيضا لو أن بإمكاني مصافحة اليد الضخمة في صحراء تشيلي

لو أنني ألتقي بطفل كنته في السابق قبل عشرين عاما

ولو أنني أتمكن حقا من اللقاء يوما بأشباهي الأربعين

حين يداهمني الجوع أتمنى لو أنني ألتهم ديكا روميا ضخما كما يصنع الأمريكيون في ليلة عيد الشكر

ثم أتناول الكيك المحشي بالعملات كتقاليد بوليفيا

وأنام أخيرا بطمأنينة على وسادة من ريش النعام  ليوم واحد فقط دون أن توقضني زوجتي متذمرة من نفاذ جرة الغاز.


***********************


***********************

أكتب تعليق

إعلان في أسفل التدوينة

اتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *