جاري تحميل ... فنون

إعلان الرئيسية

جديد فنون

عاجل

إعلان في أعلي التدوينة

جديد موقع علَّم نفسك

جديد علَّم نفسك
خواطرسليمان حسين

أشعر برغبة السفر على بساط الريح

 

سليمان حسين

أشعر برغبة السفر على بساط الريح

أشعر برغبة السفر على بساط الريح كما كان يصنع علاء الدين في إنتاجات ديزني الأخيرة

إلى أن أحرث السماء بمنجل

وأن أثقب غيمة عذراء بإبرة

إلى أن أقطف النجوم من غصون الليل وأضعها في سلة خزف أنيقة

أغلفها بلفائف من الساتان الفضي الجميل

 ثم أهديها حبيبتي في عيد ميلادها القادم

أحتاج إلى أن اتسلق سلالم أحلامي وصولا الى ذروة القاع

وإلى السقوط من أعلى قمة للوحل وصولا إلى قاع السماء

إلى أن أسبح بعكس جريان النهر لأتأكد من قانون الطفو وأستمتع بخفة وزني

وإلى أن أغرد خارج السرب لتحلو لي متعة التحليق عاليا دون إملاءات مسبقة

أحيانا أتخيلني إقطاعيا ينتمى لطبقة النبلاء فأرتدي معطفا شتويا مليئا بالفرو وقبعة تشبه القارب معكوفة من جانبيها ومعقودة بخيط يشد إلى الرقبة ثم أدخن سيجارا كوبيا باهظ الثمن فأخسر الرهان في لعبة للقمار  وحين أفقد أعصابي ويسوء مزاجي  غير مكترث أجرع قنينة فودكا دفعة واحدة ثم تسندني ميلسيا الجميلة وأنا أترنح خارجا من إحدى الحانات السيئة السمعة في "بيرن" ثم أركب عربة يجرها حصانين باتجاه قصري المطل على بحيرة مليئة بالبجع. 

وأحيانا أخرى أتخيل كما لو أنني أبدو مراهقا وأنا أرتدي بنطالا ممزقا من الجنز  وأضع على رقبتي سلسا تتوسطة جمجمة بأسنان مخيفة وعظمتين متقاطعتين فأنقش إسمي وإسم حبيبتي على حبة الأرز في أحد أحياء دمشق القديمة

أحتاج لأن أبدو أرستقراطيا ولو لمرة واحدة في حياتي...

مرة واحدة فقط..

كأن أدخل مطعما إيطاليا فخما وبعد وقت وجيز أغادره وقد وضعت مبلغا كبيرا على الطاولة دون أن ينتابني شعور بالأسى لارتفاع ثمن فاتورة الأكل رغم أني لم أتذوق منه لقمة واحدة

ينحني الجرسون نحوي مودعا في تهذيب مبالغ وقد دسست في يده بقشيشا لا بأس به المال

لأن أكون فنانا مشهورا أسافر في درجة الفرست كلاس

 وأطأ السجاد الأحمر في مهرجان كان السينمائي

الكثير من فلاشات الكيمرا تومض في وجهي

والكثير من المعجبين ينتظرونني في الخارج لالتقاط صور السيلفي إلى جانبي

وأحيانا أخرى أحتاج لئن أكون عفويا وبسيطا للغاية كأن أكون مهرجا كما كان يصنع _كوازيمودو_ أحدب نوتردام...

أو عارض سيرك يحيي أحد المهرجانات الخاصة بمصارعة الثيران في أسبانيا

ربما أكون حاويا يراقص أفعى الكوبرا على عزف ناي حزين في أسواق بومباي

وربما لاعب خفة أقدم خدعا سحرية فأبهر العامة كان أمشي على الماء مثلا دون أن أغرق او أن يتحول ذاك المنديل في يدي إلى حمامة

وآه كم تمنيت أن أكون ساع بريد أنيق يملك دراجة هوائية بسلة أمامية ممتلئة برسائل الغرام للعشاق في الأقطار البعيدة فيرسم البسمة على شفاههم ويطفئ لواعج الشوق المتأججة بين ظلوعهم

لكني ورغم ذاك

لم أتخيل بتاتا بأنني قد أصبح يوما عميلا مزدوجا أو قاتلا مأجورا وأتمنى الا اكون.

عرض علي  ذات مرة العمل مع منظمة للاتجار بالأعضاء البشرية لكني رفضت رغم أن الأجر كان مغريا

وأثرت على ذلك العمل في مصنع لتعليب سمك السردين في تايلاند

أحتاج لأن أجرب أشياء جديدة في حياتي أيضا

كأن أشرب الشاي بالملح مع شعوب التبت

وآكل الايسكريم في أعلى قمة من جبال الهملايا في شهر يناير

إلى التسكع مساء رفقة فتاة مكتنزة في إحدى مقابر كوبينهاجن

وإلى الرقص مع الموتى في مدغشقر

تمنيت في السابق لو أنني كنت أحد أفراد الجوقة الموسيقية على متن سفينة التايتنك

البحر يلتهم مؤخرة السفينة والذعر يلتهم قلوب الجميع وأنا أستمر بالعزف منتشيا دون أن أكترث لقرب نهايتي

تمنيت أيضا لو أن بإمكاني مصافحة اليد الضخمة في صحراء تشيلي

لو أنني ألتقي بطفل كنته في السابق قبل عشرين عاما

ولو أنني أتمكن حقا من اللقاء يوما بأشباهي الأربعين

حين يداهمني الجوع أتمنى لو أنني ألتهم ديكا روميا ضخما كما يصنع الأمريكيون في ليلة عيد الشكر

ثم أتناول الكيك المحشي بالعملات كتقاليد بوليفيا

وأنام أخيرا بطمأنينة على وسادة من ريش النعام  ليوم واحد فقط دون أن توقضني زوجتي متذمرة من نفاذ جرة الغاز.


***********************


***********************

إعلان في أسفل التدوينة

اتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *