باسم عبد الكريم العراقي
كيمياء العبارة وهندستها / مدخل لإسلوبي الكتاباتي
السريالية ، الدادائية، الرسم
بالكلمات ، تقطيع الحروف والكلمة/ الوان الحبر، نوع القلم ،والقرطاس المكتوب عليه
، تقطيع العبارات التنقيظ ، التهميش ( اي عمل الهوامش داخل النص او على متونه )
،ترك المساحات الفارغة بين الاسطر والعبارات ، الخطوط المائلة ، النقطتين
الشارحتين سائر اشكال الفوارز والتنقيط ، الرموز الرياضية والفيزياوية وغيرها،التعامل
الحر مع الكلمة واعتبارها كائنا حيا له طعم ولون ورائحة ووجه ( رسم محدد ) وعمر (
تزامني او تزمني )، كل هذا يمثل موقفا بالنسبة لي
من فعل (خلق) النص ، فهو اذاً غائيٌّ، هو قبول او رفض ، تمرد او عصيان ،
يبحث عن وسيلة جديدة للاثارة وشد انتباه القاريء ( المتفرج ) ، وسيلة اساسها
الاستفزاز وتحطيم تلك الاغلفة البالية ( او المألوفة حد الرتابة) التي قيع داخلها
عقل المتلقي مستسلماً للذة فهمها السريعة او لاشاراتها الحسية / العاطفية الكاشفة
عن مفاتنها بوضوح ،او ايقاعات نغمية اعتادتها الاذن وألفت دغدغتها الحلوة لمشاعره
حد التخدير والاسترخاء السلبي ( فهو يتقبلها كيفا كان معناها طالما كانت وفق النسق
النغمي المحصن بقدسية التراث ،لذا كان لابد لتلك الوسيلة من خلق ( تحفيزات ) جديدة
لوعي المتلقي و ابتكار اثارات تضعه في ( دوامة ) الاسئلة.. والمقارنات واختبار
تعنيه حقيقةً او منطقياً او واقعياً ( معاشا او متخيلا)،ان خلق الاسئلة هو
الغاية،وحمل القاريء على اكتشاف الاجابات ،في عالم رؤيوي بكر، هو الغرض الاساس
لهذا ( الاسلوب / الشكل ) ، الذي اختارني ولم اختره ،للتعبير عن حاجتي ( الفكر/
شعورية ) اولا ومن خلالها ( اعني تلك الحاجة ) التعبير عن حاجة الآخر / القاريء ، لرسم يوتوبيا ( عقل نفس
وجودية ) ، تشكل مهرباً مكازمانياً ( ذاتويا داخليا ) بديلاً عن الواقع الوضعي
المعاش ( وان اثناء وقت الكتابة / القراءة ) ذلك الواقع المكبل بالممنوعات وضوابط
الآديولوجيات من كل نوع والتي تصادر حتى الحرية الديالوج الداخلي بيننا وبين
ذواتنا (والتي تصل احيانا درجة اقامة نقاط ومحاكم التفتيش على كل فكرة وشعور
يحاولان الانعتاق عن قيودها الصارمة ) ، فاسلوبية / شكلانية نصوصي ، تسعى للتحرر
المطلق عن المألوف المستنفد القدرة على فتح مجاهيل اللذة الفكرية وملكوت طفولة دهشةٍ
عذراء ، دون ان يعني هذا توظيف احسن ما موجود في الارث الادبي العربي والانساني من
ادوات فنية تعبيرية شرط ان يخضعه( ذاك التوظيف ) لسلطان حريته ونزعته التمردية
المتجددة دوما ..ويبقى الشاعر والكاتب النصي اكبر من كل محاولات الاحتواء والتقنين
يلجأ اليها النقاد او اصحاب التنظيرات الاسلوبية او الشكلانية ، فالنص المتحرر له
قواعده المتغيرة وفق مراميه الدلالية كما ان النص يظل اكبر من كل انماط التجنيس
الادبي وما النص الحر والمفتوح..الخ الا محاولات ، لااكثر ، لوصف تحررية النص من
سائر الاوصاف الادبية ..هو نمط كتابي تحرري حسب له قواعده الجمالية والدلالية
الكامنة فيه فهو ( مكتوب ويكتب ) مرسلاته اللغوية الشاعرية الفكرية المشعة في كل
الاتجاهات