ايفن ديبو
أنا يا صديقي القديم
لستُ بخير
هذه المرة لن أستطيع أن أُخفي ما لا يُخفى
بالرغم من إنه
لدي مايكفي من الطعام للعشاء
وسقفُ بيتٍ يحتويني من مطر هذه البلاد الباردة
لا يؤلمني الهدوء
فأنا بحاجته ولا أدركه
غرفتي مطلة على الشارع العام
وأصوات السيارات لاتنقطع
كالكهرباء،
لاتنقطع لدينا أيضاً ولكنني أحب الشموع كما تعلم
اوقِدها في السراء قبل الضراء .
لا أريد أن أسألك إن كنت بخير
ليمنحني شعور الأنانية نفسه لمرة
ههههه
يضحكني إننا ننتمي للشخص ذاته
فأين الأنانية؟!
أنا لست بخير
ملابسي ليست رديئة وألوانها ليست سيئة
خزانتي ممتلئة بالثياب كما عادتي
وعادة كل النساء
الشيفون والدانتيل
الفوال والكِتان .
ادراجي ممتلئة بالشالات والاكسسوار
الحقائب والعطور
لكنني لا أشم سوى رائحة الماء
كسمكةٍ مجبرة على العوم في الهواء لا بطر .
رفوفي مليئة بالكتب
وأعجز عن القراءة
عن الرسم وحتى الشخبطة
الوان المكياج الهادئة التي لطالما كنت أخجل وضعها بشكل مبالغ فيه ، خوفاً
من أن أظهر إنوثتي المبالغ فيه من صنع الله
إن قلت ذلك هل يعتبر اعتراضا على حكمه؟!
أيضاً لا تساعدني لأبدو بخير
أنا لست بخير
درجة الحرارة لدينا في خارج البيت -5
وفي داخله -روح
روحي خاويةٌ يا صديقي
وبيننا ألف ميلٍ من المسافة التي نقول عنها صفر
أنا التي تأسرني اللغة بجبروتها
أعجز عن تصديقها
أجدها منافقة
وإنها كالامهات الضعيفات
تُربت على كتف أبنائها فقط كي يُسقِطو أقنعة المستحيل ويعبدو أسطورة الأمل.
أريد أن أتعامل مع المستحيل بحقيقته دون إشباعه بالنفاق كي أستمر على ما
أنا عليه
وليس ما أحيا لأجله
لأن ما أحيا لأجله عظيم
ولا يقبل الرشاوي
ما الذي يجري معي يا صديقي
ولماذا أنا لستُ بخير ؟
إن كنت تسألني
سأخبرك
إن الخبز والدفء لا يُتقنون العِناق
وأنا روحي متعبةٌ من السفر الطويل هذا
لوحدي
حيث نسيتُك
ونسيتُ كيف أكون بخير لوحدي.