احتواء مُؤجّل
ميلينا مطانيوس عيسى
*
**
"احتواء مُؤجّل"
في كلِّ خواءٍ
وفي ركنٍ ضيقٍ من نزواتي
أنهرُ المرآةَ المتأهبةَ للدجلِ
وهذياني المنشغلَ برائحةِ
سائسِه
لأصغي إلى صوتِ الله في
صنعِ كينونتي
................
سألتُكَ في عناقِنا الأوّلِ
ما تريدُ؟
لم تجبْ
وفي تبعثرِنا الأخيرِ
عدتَ لركلِ المداورةِ
وتمسيدِ ركبي بالكثيرِ من
السرابِ
...................
ماذا أفعلُ بالسماعةِ
الملتصقةِ بفمي
وبِما أسرُّ لكَ؟
في البدءِ أسرفتُ في ثَمِلٍ
غيرِ مُجدٍ
واستسلامٍ لشرقيةٍ نزقةٍ
أقرُّ
شكيمتي فارغةٌ
والوحدةُ خفّاشٌ يمتصُّ دهائي
يصرُّ أنّ الرحيقَ مادة ٌخلّبيةٌ
والخطيئةَ تهورٌ أساسيٌ
................
علامَ النقاش
هيلين اُسترجِعَتْ
وهيكتور ماتَ
وأندروماخ بكتْ مرة ً وصمتتْ
لأنّ الحقيقةَ في كفيّها
و أنا تائهة ٌبين الذروةِ والحضيضِ
................
أين أنتَ؟
الحلمُ لا يكفي
ودمعتي اغتالَها شموخُكَ
الباردُ
لا تُقَرّعْ أنوثتي بالنسيانِ
فلا قدرة لي يا نوح على طوفانِكَ
...................
أين أنتَ؟
الفراشاتُ الشاهدةُ على احتراقي
غرزتْ في حدْسي خبرا ً
أنّكَ غادرتَ
ويحٌ لمسراتي
سرقوا منها نعناعَها عنوة ً
وأنا أجزمُ
أن ابتهاجَ المرأةِ بولادتِها الأولى
وهمٌ مبكرٌ
وسكبَ الربِّ للألوانِ فوقَ
البشرِ لعنة ٌ
ما لم تُسعفْنِي النبوءةُ وهديلُ
الحمامِ
..................
أوديس
سامحْ طفلتَكَ
على سكبِ حسائها؛
تغييبِ حنكتِها
ولململةِ حياكتِها بالكُتمانِ
فإنّها تنتظرُ أصابعَكَ توقظُ
الهواءَ
ووجهَكَ يحنو:
صباحُ الخيرِ يا حلوتي
ألا نشربُ القهوةَ سويا ً؟
... ... ...
...
ميلينا مطانيوس عيسى
سوريا