جاري تحميل ... فنون

إعلان الرئيسية

جديد فنون

عاجل

إعلان في أعلي التدوينة

جديد موقع علَّم نفسك

جديد علَّم نفسك
آراءحامد حبيبشخصياتفلسفة

باولو فريرى..وسُبُل التغيير

 

حامد حبيب

باولو فريرى..وسُبُل التغيير

               ----------------------------------

  "لكى تكونَ إنساناً عليك أن تنخرط فى علاقات مع الآخرين  ومع  العالم  ، من أجل  أن  تكتسب الخبرة للتعامل مع العالم كواقع موضوعى".

ويؤكّد العلّامة البرازيلى(باولو فريرى) أحد مؤسسى التربية النقدية أنّ البشر " لديهم القدرة على تمكّنهم من الانطلاق داخل الزمن وخارجه ،يرثون ويطوّرون

ويصنعون  تاريخَهم  وثقافتهم ،  ولذلك  فهم  ليسوا دائماً  رهنَ  سجن  "اليوم" ،  وإنّما  ينفكّون من أسرِه ليصبحوا كائنات ذات أبعاد زمنية متعدّدة ".

إنّ  تكامل  الناس مع سياقاتهم البشرية يمثّل جوهر خصائص النشاط الإنساني ،  ويتحقّق  ذلك  التكامل حين  يُصبح  المرءُ   قادراً على  التكيُّف  مع  الواقع، مدفوعاً   بالقدرة   الناقدة   على   تحديد  الخيارات وتغيير الواقع.

والشخص المتكامل هو شخص فاعل إيجابى، وعلى

الناس أن يدركوا أنهم ذوات إيجابية  فاعلة ، قادرة

أوّلاً على فهم قضاياهم، ولديهم إمكانية التدخُّل فى

مجريات الواقع  بدلاً  من  وقوفهم  متفرّجين   على مايجرى  ، ويستطيعون   تكوين  رؤية  ناقدة  على الدوام،يستطيعون من خلالها تجاوز موقف  التكيُّف

وتوظيف قدراتهم العقلية.

ويُشخّص(إرك فروم)فى كتابه "الخوف من الحرية"

هذه المأساة الإنسانية حين  يتعرّض للتأثير المُزّيف

لوسائل الإعلام المنظّم  قائلاً :" يصبح  الإنسانُ حراً حين يتخلّص من القيود الخارجية التى تحول دون

إطلاق قدراته  على  الفعل  والتفكير  كما  يراه  هو ملائماً، وبذلك يغدو حراً ليعمل حسبما تُمليه  إرادته

إذا عرف مايريده، ومايفكّر فيه، ومايشعر به".

وإذا لم يكن الناس قادرين على الإدراك الناقد لقضايا عصرهم ، وبالتالى  غير  مؤهّلين  للتدخُّل الفعّال فى مجريات واقعهم ، فإنّ أمواج التغيير سوف تجرفهم

إلى حيثُ  لايعلمون ، وهم يرونَ  أنّ الأيام فى حالة تغيُّر  ،   لكنهم   غارقون   وسط   أمواجها  ،  وبذلك لايستطيعون تمييز دلالاته، ولاتوجُّهاته الدرامية.

ولاشك فى أن  أى  مجتمع  يشهد  بداية تحوّله من حقبة  لأخرى ، يتطلب  ذلك  منه  تنمية  مرِنة روحاً ناقدة تتماشى مع هذا التحوّل.

فلحظات الانتقال بين حقبة وأخرى تمثّل موجة مدّ عارم  تاريخية  وثقافية  ،  ويحدث  فيها  تناقضات ومفارقات  بين  مااحتضنه  الأمس  وماتعلنه طلائع المستقبل. هذا التصادم يمثّل مرحلة تُعلن الملأ زمن

الانتقال  أو التحوّل  وزمن  اتّخاذ  القرار ، ثم  تأتى مرحلة التكيُّف مع التغيير.

وفى  مثل  هذه المرحلة_التحوّل_ يحتاج الإنسان كثر من أيّ وقتٍ مضىلأن يتكامل ويلتحم بمعطيات

واقعه، وحين يفتقد القدرة على إدراك السرّ  الكامن

وراء  هذه  التغيّرات  ، سيظلّ  رهينة  تحت  رحمة تأثيراتِها السائدة من قبل.

وفى هذا  السياق  لمرحلة  الانتقال  ، تُصبِح للتعليم مهمّة خطيرة ، حيث تعتمد قوٌته الكامنة على قدرتنا

على المشاركة الدينامية فى مجريات حقبة التحوّل

ومظاهر انتصار القضايا الجديدة  لن تسود  بسهولة

دون تضحيّات ، كما أنّ القديم منها لن يُسلّم مواقعَه

للجديد.

وهكذا ،  فإنّ  دينامية  التحوّل  تضطّرب  بين  المدّ والجزر ، بين التقدّم والتقهقر ، ومن ثمّ ، فإنّ  أولئك

الذين  يفتقرون  إلى إدراك  السرّ  فى سياق التحوّل

وزمانه ، تنتابهم عند كل تراجُع موجات  من  فقدان

تراچيدى لكل أمل.

ومع كلٍّ ، فإنّ الأجواءَ الجديدة تستدعى موجةً من التفاؤل النقدى ،مُحفّزة للإحساس القوى بالمسئولية

وبالانخراط الجاد فى تنفيذ مهمة التحوّل المجتمعى

____________

حامد حبيب_ مصر


***********************


***********************

إعلان في أسفل التدوينة

اتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *