زينب بوتوتة
مشهد آخر ونقطة البداية
أوراق الشجر المتساقطة في الحديقة
تشبه القوارب الهائمة وسط بحر طوفاني هائج
تحملها الرياح هنا وهناك
تلعب بها لعبة سخيفة
على إمتداد العرض والطول
تروضها بشكل دائري
ترميها... تعانقها
كمصارع لثيران في حلبة التحدي
وكلنا أوراق عابرة بين الفصول
كلنا بشر ننحت الصخر بأسناننا
ونبحث عن أيام مشمسة
لإعادة رسكلة أفكارنا
وترتيبها صفا صفا في درج العقول
الجو رمادي شاحب
القلوب باردة
السحاب يصطف وكأنه مزارع للقطن
يتحول الى اشكال
ورسومات مبهمة
وكانها قطط وأواني فخارية
ومجسمات وأشياء كثيرة مبعثرة
ثم تلتحم فيما بينها مرغمة
وتتحول الى قطار مسرع
متجه نحو المجهول
البرد لم يعد في الجو
ولا في الخريف ولا في الشتاء
ولا في أيام الأسبوع الهاربة
البرد لباسنا اليومي
وغطائنا عند النوم
في زمن التحية المستعجلة
والمشاعر المزيفة
والمظاهر الخادعة
أنسحب من مشهد التفرج أمام النافذة
بعدما أرسم بالندى قلبا صغيرا تحته نقطة
لأحمل غيمتي وأوراقي
لأكتب مشهدا آخر
من مشاهد الحياة
النقطة تحت القلب
والنقطة بعد كل إمضاء
هي بداية البداية
وليست نهاية النهاية .
شعر زينب بوتوتة
الجزائر
