عيسى حيدر
🌹🌹
سائـقُ "البولمـان"
كأنْ يَكبَـحَ سائـقُ "البولمـان" الفَـراملَ أثنـاءَ مُـرورِ
مايُشبهُ أرنَبـاً في ليلِ الأربعـاء..
كأنْ يَستيقظَ كُـلُّ النِّيـامِ مِنْ أثَـرِ "الخَضَّـة"
لِيَكتشفـوا أنَّ 15 أيلـول ليسَ وَقتـاً مُناسِبـاً للموت..
كأنْ تَنقَلِـبَ البضـائعُ في صندوقِ "البولمـان" فوقَ علبةٍ
صغيرةٍ في علبةٍ أصغَرَ ثُـمَّ اصغَر ثُـمَّ تنكسِرُ الزُّجاجةُ وَيَنبضُ عِطْرُكِ
مـارِدَاً لَـهُ قلبُ أرنبٍ مَـذعـورْ..
كأنْ تَغرقَ في العطرِ المَسفوحِ ستّونَ مِتـراً مِنَ الكتّـانِ الأبيضِ
قياس 4×2
تَصلُحُ شاشاتٍ للسينمـا..أكفـانـاً للمَوتـى..دِيــارَةَ
مـَولـود..لوحـاتٍ لِرَسّـامينَ مِنْ مَدرسةٍ عُرِفَ عَنْ فَنَّـانيهـا استخدامُ
أصابعِهم في الرَّسمِ وابتعادِهِمْ عنِ الفـراشي و الرِّيَـشْ..
كأنْ "يَتَمَشـوَرَ" عِطـرُكِ تِسعـاً وأربعينَ مرَّةً على أصابعِ
الطّفـلِ الوحيدِ في "البولمـان" والذي يَعُـدُّ على أصابعِ العطرِ
حتّـى السَّبعةِ سَبْـعَ مرّاتٍ لِيُثبِتَ لأُمِّـهِ أنّهُ يحفظ جدولَ الضّرب..
عطرٌ أذكى مِـنْ أنْ يَلمسَ طَـرْدَاً فيـهِ ثيـابٌ رَتَّبَهـا رَجُلٌ
كـانَ سيصلُ لامـرأةٍ قَصَّتْ شَعرَهـا على طريقـةِ " وداعـاً "
وعَمَّمَتْ علامـاتِـهِ الفارقـةَ على كُـلِّ الحـواجـز..
عطرٌ أنْبَـلُ مِنْ أنْ يَعبَثَ بجهـازٍ لِقيـاسِ الضَّغـط..
عطرٌ يَلثغُ كشريطةٍ ضاعتْ من جـديلة
عِطْـرٌ:كأنْ..
كأنْ ينزلَ معَ الرُّكّـابِ في استراحَةٍ بينَ مَقبرَةٍ و سِكَّـةِ حديـد..
كأنْ يَتَنَهَّـدَ الأمواتُ حَرفَ الفاءِ في أوَّلِـهْ..
كأن تُرَدِّدَ عرباتُ قطـارٍ لايَمُـرُّ حَرفَ اليـاءِ فيه..
كأنْ يكونَ اختفـاءُ يَومَينِ مِنْ شَهرِ أيلـولَ في مُفَكِّـرةِ أيّـامِكِ
عِنـاقاً بينَ عِطرِكِ والخريـف..
كأنْ يَختَصِـرَ عاشقانِ الطَّـريقَ بِـ حَـلِّ كلماتٍ مُتقاطعة:
1 عـامودي..مهرجـان سينمـائي مشهور: فينيسـيا
1 أُفقـي..عِطــرٌ شَـرِسْ: فيلنـغ
عطرٌ يَتقـاطعُ معَ مهرجـانٍ كَـ صِفَةٍ لِمَـوصوفٍ أو حــالٍ لِـ فِعْـلٍ
مُؤجَّـلْ..
عِطرٌ يتعمشقُ على نبضِ الثعالبِ في مِعصَمكِ الذي يكرهُ الساعات..
بالعودةِ نحوَ الوراء قليلاً..
مُخالفَـةٌ بسيطةٌ ارْتَكبَهـا مُوظَّفٌ يُكَرْكِبُـهُ الجَمـال..
أشياءُ كهـذهِ تَحدُثُ أحيـانـاً..
كأنْ يتجاوزَ الموظَّـفُ التعليمـات الواضحة لِشَركـةِ نَقلِ
البضائـع،،وتحديداً البَنْـدَ المُتعلّقَ بِـ:
"لَسنـا مسؤولين عن سلامةِ الأشياء القابلـةِ لِلكَسـر"
تجاوزَ هـذا لأنَّـهُ أرادَ أنْ يُجـامِـلَ مَنْ قالت:
أريـدُ أنْ أفطمَ عِطـري..
أنْ يُجَـرِّبَ ليلاً لِوَحـدِه..
أنْ يعيشَ مُغـامرةَ السَّفَـر..
أنْ يكبرَ في بيتٍ غـريبْ..
أنْ يستيقظَ في الليلِ ويقول: أريــدُ أُمّي..
أنْ يتعَلَّـمَ القراءة..
ماالـذي تَعَلَّمَـهُ عِطـرُكِ في الطّريـق؟؟
أيُّ شرّيـرٍ هـذا الذي يحتـاجُ فِطـامـاً؟؟
مـاإنْ خـرَجنـا من مكتبِ الشَّحنِ حتّـى أفْلتَ يَـدي وراحَ "
يَتَعَمْشَقُ " علـى كُـلِّ شيء..
أيُّ مجنونٍ هـذا العطرُ الذي يُحـاوِلُ إغـواءَ مُكَبِّـراتِ المـآذنِ
كَيْ تُغَنّـي : "مَـوطني "؟
..
مَـنْ سَيُصَدِّقُ سائـقَ " البولمـان " إنْ قـالَ :
أرنبٌ كانَ يُطاردُ ثعلباً..؟!
