الغائب
الحاضر
الشاعر
محمد عفيفي مطر
. زيارة
طيناً من الطين انْجَبَلْتُ ففي دمي المركوز من طبع التراب الحيِّ : فورةُ
لازبٍ ، وتخمر الخلق البطئ ، ووقدةُ الفخّار في وهج التحوّل ، وانتشارُ الذَّرْو
في حرية الحلم ، انفراطُ مسابح الفوضى حصىً ، وصلابةُ الفولاذ في حَدَقِ اليواقيتِ
. انخطفتُ بنشوة الحمى . الأوابدُ من وحوش الطير تحملني وتمرق .. في حواصلها أعاين
محنة الملكوت والأرض الفسيحة . خفقةٌ تعلو ورفرفةٌ تسفُّ ، وبابُكَ الفلكُ المدوَّرُ
ياأبي ورتاجك الطينيُّ والقفلُ الخبالةُ والشراكُ ، وهجعةُ الأطيار إن حل الظلام -
على الشواهد - فوق صبّارات قبرك ، صوتهُن بكل مُعْترَكِ الجِواء ومُجتلى الدم
والمنام هو النداءاتُ الخفيةُ من ترابك والمخاطبةُ العصية من ترابي.
صحوٌ هو الفجر المعلق في ثريات
القصيدةِ إذ أحرك في ضرام الخضرة الشمسَ التي صدئت على أقفال بابك ياأبي ناديتُ في
طقس الزيارة : كيف أزمنةُ التراب وكيف تنجبل السلالة من ترابي .
ناديت والفجر المشعشع تحت
أجنحة الغراب .
يستنْفر الطير الأوابد - من
مطاثمها البليلةِ بالتذكر - للسياحات العليّة في اجتلاء الأرض والدم من بداية بابك
الطيني حتى مُنتهى صوتي المجلجل بالخطاب .
.
محمد عفيفي مطر