حامد حبيب
حياتُنا والموسيقى
هذا الضجيجُ
من حولنا....هذا الانفلاتُ
الموسيقِى (الهوجةالموسيقية) بمصاحبةِ أنكرِ الأصوات ( رغم
اعترافنا بأنها ليست موسيقى بل عشوائية ) تؤرِّق
مضاجعِنا وتؤثّر على جهازِنا
العصبى وتساهم إلى
حدٍّ كبيرٍ فى
تدميرِ خلايانا العصبية
(ويحسبونَ أنَّهم يُحسِنون صُنعاً ).. "يُحسنونَ فنّاً ،
بينما هى قاذورات فنّيّة تؤثِّر سلباً ليس
فقط على الإنسان ،بل
على الحيوان والنبات ، بمعنى أنها
تؤثّر على كلّ
الكائنات الحيّة تأثيراً
مُدمّراً حتى فى
الناحيةِ الإنتاجية . فبرغم
دور الموسيقى الإيجابى ، رُزقنا
بمُخرّبين للمُجتمع وذوقه
وفساد أخلاقه وخلاياه
العصبية ، لايقلّ تأثيرهم فى
التخريب عن تاجرى
المخدّرات والإرهابيين ، حين
يحوّلون الاستجابات
الفطرية السليمة إلى منطقةٍ للغزو
الهمجى الوحشى
الذى يفتقد إلى
الأخلاق والضمير حتى فى
أدنى مستوياتهما.
_ إنّ الموسيقى مطلبٌ
فِطرىّ ، لأن الفطرة اتّزانٌ
وانسجامٌ وتوافق ، ولعلّ قارئ القرآن لايُحسِنه إلا إذا
عرف المقامات الموسيقية
وتدرّب عليها وأتقنها إتقاناً تامّا ، لأنّ
الموسيقى اتّزان وذات تأثيرٍ إيجابى على
النفس والوجدان ، بل
على خلايا الجسم
وحركاته وقد كان العالم العربى
المعروف (أبو بكرٍ
الرازى) يعالج المرضى بالموسيقى.
والكاتب الأمريكى (دون كاميل)
فى كتابه "تأثيرات موتزارت
" يتحدث عن
تأثيراتها الفسيولوجية
والنفسية والعصبية والصحية ، ويؤكّد على أنّ سماع
الموسيقى الكلاسيكية يُحدث تغيّرات
فسيولوچية فى الإنسان السليم _غير
المُصاب بالمرض _ تتمثّل فى
زيادة القدرة على
تحمُّل متاعب العمل وضغط
الحياة . كما تعمل
على تنشيط الحواس
والدورة الدموية وتحفيز العمليات
الفسيولوجية مثل هضم
الطعام وامتصاصه، كما تُحدِث تغيّرات ملموسة أيضاً
فى أجسام الحيوانات ،
فالأبقار حين تستمع
إلى الموسيقى تُدِرّ كميّات وفيرة من الألبان، كما يتأثّر بها
النباتُ أيضاً.
_ وسماع الموسيقى الهادئة
يبعث على السكينة والاطمئنان ، وِيُنجز طاقات التعبير والإبداع،ويُسَهّل
وصول المؤثّرات الحسيّة من العقل إلى الوجدان.
_ومثل موسيقى موتزارت تعمل
على تنشيط مراكز الإبداع والنشوة
فى المُخ ، لأنها
موسيقى هادئة.
_وسماع الموسيقى الكلاسيكية
الهادئة يساعد على إفراز مواد
كيميائية بالمخ يُطلَق عليها "الإندروفينات
أو " أفيونات المُخ "
وهى تُشبه " المورفين " فى تسكينه للألم وإحداث النشوة والتغلُّب على
الأرق،كما
تساعد " الإندروفينات "
على تنشيط جهاز
المناعة ومقاومة الجسم للميكروبات.
_ وأُجريَت دراسات
أثبتت أن نحو ٥٠٪ من الأمّهات اللاتى يستمعن إلى الموسيقى أثناء الولادة
لايحتجن
إلى مُسكّنات بسبب إفراز مادة "الإندروفين" المُسكّنة
ويُخفّف من نوبات القلق التى
تنتابها عند الولادة.
_وقد جاء فى القرآن ذكرُ السمع
كأوّل حاسة من الحواس التى تُخلَق ، واتّفق علماء الأجنّة
على ذلك
بأنّ الأذن هى أوّل عضو
يتكوّن فى الجنين، حيث تبدأ وظيفة الأذُن السمعية بعد ١٨أسبوعاّ فقط، حتى
يستطيع إدراك الأصوات بعد ٢٤أسبوعاً من تكوينه...
وأن الموسيقى الهادئة تؤدى إلى تهدئة ملحوظة فى
ضربات قلب الجنين، وسماعه مثلاً لموسيقى "الروك"
الصاخبة تسبّب زيادة فى ضربات القلب لديه، كما أنّ
سماعه للموسيقى الهادئة
يؤدى إلى رفع
مستوى الذكاء والإبداع والتحصيل الذهنى، كما تساعد على استذكار الدروس لمدة طويلة، مما يزيد
القدرة على
تذكّر الكلمات والقصائد الشعرية، حيثُ تُنشِّط حركة
الذاكرة بالمخ.
_ وإذا كانت الموسيقى الهادئة تساعد
على علاج الجهاز التنفسي والقلب والأعصاب والمخ وتنشيط
جهاز المناعة ،
فإنّ الأصوات المُزعجة
تُحدث اضطرابات فى القلب والأعصاب والسمع وإضعاف جهاز المناعة، والضوضاء تسبب
الكثير من الأمراض
كتصلُّب الشرايين وارتفاع
الكوليسترول فى الدم وضغط الدم
وقرحة الاثنى عشر والصداع المُزمن والدوخة واضطرابات وظائف أعضاء الجنين
.
#موسيقى هادئة..
والقبض على الأصوات والموسيقى المُزعجة.....
والقضاء على الضوضاء
نحتاج عالماً يتّسمُ
بالهدوء والإبداع ،
لاعالماً فوضوياً مُزعجاّ...نحتاج راحة وطمأنينة.
ومحاربة الضوضاء