حامد حبيب_ مصر
عبد الله النَّديم ..دفاعاً عن اللُّغة [{4}]
*دفاعاً عن
اللغة العربية،يقول النديم:
_بِم تستبدل
لغتَك ومالها من مثيل ؟
وإلى من تتركها وانت لها
كفيل ؟
_وما الذى
استحسنته فى غيرها واستقبحتَه فيها ؟
_وأى شئٍ
طلبتَه فيها ولم تجد له اسما ؟
_ناشدتُك
الله،أوَجدتَ فى اللغاتِ الحديثة مااشتملت
عليه لغتك القديمة ،
ام رأيتَ
حُسناً فى اللغات التى
تُنقَّح كل
يومٍ بقلم المُتمدينين
لم ترَهُ فى
لغتِك الفطرية ؟
_أترى إذا
عبّرتَ عن شئٍ بلفظٍ فى غير لُغتك واردت
إن تتصرّف فيه
بعبارة أخرى ، هل تجد له
مرادفاٌ واحداً كما تجد فى
لغتك للفظ جملة مرادفات ، ام انت
الجاهل بقدر لغتك ، الغافل عن عظم قدرك فى تاريخ العالم قديماً وحديثاً ؟
_أظنّك فى
احتياجٍ لفهم سرّ اللغة ومعرفة مايترتب
على ضياعها .
_إن اللغة
سرّ الحياة والحدّ
الفارق بين الإنسان والبهيم،بها يترجم اللسان خواطر القلب
ويجلو بنات
الافكار ، وبها يُعشق المرءُ
، وإن كان دميمَ المنظر..
إن رقّت استعطفت
القلوب القاسية ، وإن غلظت
أخضعت النفوس العاتية
،وإن فحشت حرّكت الطباع
وإن لطفت رفعت
الاوضاع،وإن حسُنت ألَّفت القلوب
_أسمعك تقول
إذا فقدت لغتى اعتضت عنها بأخرى،
اجل..انك اعتضتَ عنها ،
ولكن بما أضعتَ من وطنية
ومعتقدات دينية..فإنّ
لمعانى الألفاظ تصوّراً لايقوم
به مقابلها فى غيرها .
_هبكَ
توسّعتَ فى غير لغتك ، وتفنّنتَ فيها..
أتُناجى ربك فى اوقات عبادتك بها ،ام تقرا بها كتابك المُعجز
بحُسن نسقه،أم تخاطب به
باعةَ الفجل، ام تستعطف
بها قلبَ أمّك..ام تعاشر
بها عامّةَ قومك.
_ أراك تستقبح
لغتك وعادة بلادك ،
فتبيت وانت وطنى حُرّ صرتَ فى يد
أجنبى يُصرّفك كيف يشاء.
_
لانحتاج لحفظ لغتنا
اكثر من إحداثِ
درسٍ فى جميع المدارس ،
يُلقَّن فيه الطفل
لغتَه العربية الشريفة بطريقة
تهذيبية لايصعب الاخذ بها ، ولاتملّ النفس من ملازمتها ، وصرف ثلث
وقت الطفل فى تعلّمها، وتهذيب
أخلاقه ، وإذا تمّ ذلك ، رأيتَ لبلادك
نشاة جديدة
وخلقاً بديعاً ، فقد
عظمت المصيبة
بفقد الكُتّاب
والمُنشّئين.
______________
*كان
الكُتّاب قديماً، مدرسةً وحدَه..كنا نحفظ فيه القرآن ومبادئ
القراءة والحساب ، ولو قِست المستوى
التعليمى قديماً لمن يتعلّم فى الكتاب، والحاصل على الثانوية
العامة الآن ، ستجد فرقاً كبيراً فى
المستوى ، وإذا قستَ
المستوى بين الحاصل على
الابتدائية فى الخمسينيات والستينيات،ستجد مستوىً اعلى
مما عند طالب الجامعة الآن..
_فى بداية
السبعينيات ، كانت الحصة
الاولى فى المدرسة دائماً مخصَّصة للقرآن الكريم ، من
خلال
شيوخٍ حفظة
للقرآن ، وكانوا يتّسمون
بالجدّية والصرامة ، لذا كان الحفظ
على أشُدّه والمنافسة كبيرة بين
الطلّاب على حفظه..خلق هذا بيننا محبّة اللغة ، وسهولة النطق بها.
#هى لغتُنا
الجميلة.