جاري تحميل ... فنون

إعلان الرئيسية

جديد فنون

عاجل

إعلان في أعلي التدوينة

جديد موقع علَّم نفسك

جديد علَّم نفسك
آراءباسم عبد الكريمنقد

ماهو التجديد الأدبي عامة والشعري خاصة ؟؟

 

باسم عبد الكريم العراقي

رأي شخصي

ماهو التجديد الأدبي عامة والشعري خاصة ؟؟

أهو إبدال قوالب فنية تقمع الذات الشاعرة ، بسهام ضوابطها وقياساتها (الجماذوقية )،وقوس معاييرها النقدية ، وتمنعها التحليقَ في أجواء الحرية البوحية ،كيما تخرج دفينَ مشاعرها ، وغائرَ افكارها ، من اعماق وعيها / لاواعيها ، الى مراح العلَن صادحةً  بأدقِّ قسمات اختلاجات همها ،هادرة بحميم ثورتها على محرمات الرقيب المؤسساتي بكل معانيه ؟ بقوالب أخرى مقنّعة بشعار ( التجديد ) وحقيقة ماترمي اليه ترسخ ذات الحدود القامعة ، المصادرة لجوهر المفهوم الانعتاقي للتجديد ، شعار يرفعه معظم من نصب نفسه عراباً لهذا النزوع الحداثوي للابداع الشعري ، فهم في ظاهر دعواهم يدعون الى التحرر وكسر قيود القوالب السابقة ، التي كانت تحكم على المنجز الادبي بالحياة / الموت، وفق مطابقته / لامطابقته ، لأحكامها وضوابط رقيبها الماقبلي الآنف الذكر، وتكشف آراؤهم ودراساتهم النقدية عن ان حقيقة ما يرمون اليه هو ابدال القوالب القديمة ، بآخرى جديدة لكنها ممنهجة اسلوبا وشكلا وحتى لغة ، من خلال حرصهم الكبير على وضع التعاريف للمنجز الابداعي ( الشعري هنا )، والتعاريف هي ( تحديدات عقلية / علمية ، تعطي لشيء ما معنى او وصفاً او بياناً ، تجعله معلوماً / مفهوفاً بما يُميّزه عن غيره من الأشياء ، وهذا بحثٌ من بحوث علم المنطق، لست هنا في صدد الاسترسال في تفاصيله )، فأن نضع تعريفا لذلك المنجز، من اي جنس ادبي كان فهذا يعني (مَنطَقَتَهُ) اي ان نضع له القواعد والقوانين العلمية التي تجعله مطابقاً للتفكير الصحيح.( هذا ابسط تعريف لعلم المنطق) ، ولعل وجود اطار معرفي عام لكل منجز انساني لابد منه ، للابقاء عليه في دائرة ( التعاطي ) الواعي من قبل المتلقي ، الا ان تقنينه واخضاعه للقواعد العقلية المحدِّدة لمعانيه ، يجعله ( سجينا مقيداً ) بتلك الاحكام والقياسات العلمية ، مما يفقده نزعته الفردية ( الانوية ) ، وذاتيته التعبيرية التمردية و سمتها المارقة عن كل الضوابط الايديولوجية السلطوية القامعة لحريته المطلقة بالافصاح عن مكنونه الانفعالي ، وتحديد موقفه الخاص من الآخر ، مهما كانت مسمياته ( الموقف بايجاز يعني اتخاذ / اختيار قرار فكري / عاطفي ، باعتبار موضوعاً ما ، او ظاهرة ، حدثاً ، فكرة اوماشابه ، صحيحاً / خاطئاً ، جميلاً / قبيحاً ، حقاً / باطلاً...الخ )، وهو اختيار نسبي، ينسجم مع طبيعة بنيته الشخصية الفكرية / السايكلوجية ) ثم ان ( مَنْطَقَةَ ) المنتج الابداعي المتجدد سيحوله بمرور الزمن الى ( قديم مستهلك ) يتحتم تجاوزه والاتيان ( بجديد ) غيره ، لتستمر فصول مسرحية ( الجديد القديم ) ، ممتدة العرض لا ستار يسدل على خاتمتها ، طالما يركن ( مخرجوها ) لإنطباعيتهم التأويلية الخاصة وتنظيريتهم البروكرستية ( نسبة الى قياسات سرير بروكرست* القاتلة ) ، المفصِّلة رفيفَ روح التجديد الحقيقي ، بما ينسجم مع ( أبعاد ) حساباتهم النقدية ، ولعل تعدد تلك التنظيرات بلْهَ التعريفات لمفهوم الحداثة ومابعدها ، والنص ، ووحدات بُنياته اللغوية ،الاسلوب ، الشكل ، العنوان ، المعنى، الخطاب ، السرد ، التعبيرية ، التجريدية ، بل حتى مفهوم قصيدة النثر وانواعها ...... وغيرها الكثير من المركبات الفنية للمنجز الابداعي ،وما حولياته ، وآليات التعاطي معه قرائياً ودراسياً ، دليلٌ قاطع على أنَّ موضوعة التجديد ، ولاسيما فيما يعنينا منها هنا ( النص الشعري ) كنسيم الروابي ، وهديل الزهور ، لاتحكمهما ( قوانين ) قفص ، ولايُفصِّلهما على مقاسه ( سرير ) ، لأنهما نتاج حرية مطلقة ، ويخاطبان آفاق الوعي المشرعة ، بلغة محلقة فوق الشراك ، تعيد نتاج دلالاتها ، وتتجدد معانيها مع كل قراءة .

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

*بروكرست " المثيلوجيا اليونانية " حداد وقاطع طريق ، كان يهاجم الناس ويقوم بمط اجسداهم او قطع ارجلهم لتتناسب اطوال اجسامهم مع طول سريره حديدي. و تطلق ( البروكرستية) على نزعة "فرض قوالب" على الاشياء (الاشخاص او الافكار..) او ليِّ الحقائق او تشويه معطياتها لكي تتناسب قسراً مع مخطط ذهني مسبق.

باسم العراقي


***********************


***********************

إعلان في أسفل التدوينة

اتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *