¤ إلى " بليث هارتلي " ..
محمد حبشي
..............................
" معذرةً ، لن
أقيم في قلبي هذا العام ،
معرضاً لمكائد النساء
اليدوية ،
أو مسابقات دولية
للغطس " ..
............................................................
.
.
كما وَلَدَتكِ أمك ،
تمشينَ عاريةً على شواطئ الأحلام ،
تُمارسينَ بلا أنبوبة
أكسچين
الغوص في دمي ،
الصيد
الجائر للقلب ، في مياهِ
عاطفتي الإقليمية ..
تتجاوزين في غرامك ،
كل حدود الصد ،
تنقضين
معاهدات الماء ، اتفاقيات
مشاعرنا الليلية ..
لا تأبهين ب خجل الأمواج
،
من خدش حياء
الشط ،
اقتحام خصوصية الأحزان ،
نبش قصص
العاشقين الفاشلة ،
المدفونة في قلب الرمل ،
التي لا تمحوها الريح /
خطوات الموتى ..
أسرار الذين ضاقوا
بالحياة ،
وكتبوا وصاياهم
الأخيرة ،
أمانة ليوم الدين في عنق
البحر ،
في رسالة داخل زجاجة
مغلقة ، أو على صدر الصخر ..
كما ولدتكِ أمك ،
تَسْبَحِينَ
في شرايين أفكاري ، مياه
فصولي الباردة ،
دون اكتراث بمبرراتي
الضحلة ،
سوء حالة أعذاري
الجوية ..
تنسى ذاكرتك متعمدة ،
ارتداء ملابسها الداخلية،
حين تغوص في أعماق
التاريخ ،
وتلتقط من جمجمة
شاعر
من عصر النهضة ،
بعض المشاعر الصدئة ،
أشلاء قصيدة محطمة ،
دون تصريح ،
بعض الصور الساخنة ،
لنهدٍ رضيع مع أصابع كفي المرجانية
..
كما ولدتك أمك ،
تمشين
عارية في وادي السليكون ،
على شواطئ التكنولوجيا ،
بحار الرمال السوداء ،
حين ينسى قلبك قبل النوم
،
تناول بعض
أقراصي المدمجة ،
لمعالجة ظاهرة النسيان ..
حين ترتكب أشجارك فعل
فاضح في الطريق العام ،
وتعانق على حافة الخريف
الريح ،
ويساقط
على أرصفة العمر ،
من غصنك المورق بالغيرة ،
آخر أوراق التوت ..
تنتظرين طوال الحلم قصيدة
،
في سماءِ سريرٍ جرداء ،
لا تُمطر
إلا حروفاً من صقيع ،
قبلاتٍ باردة ،
ترتعدُ على شفتيها
الكلمات ،
منذُ تجمد قلب
البحر ،
وتبرع بكامل رصيده من مشاعر
الحب الدافئة ،
للغرقى ،
ضحايا الوهم ،
أبناء المنتحرين من
العشاق ..
وجردتها حواجز
الأموات ،
قصائد الغزل الأسمنتية ،
من جنون الشعراء ، حرارة
الإماهة ،
نبض الحنينِ إلى الشط ،
بلاغة الوصولِ إلى الماء ..
محمد حبشي / مصر ..