إبراهيم عبدالفتاح شبل
أهل العدوى
لم يرغب أبي في البقاء
مهدد بالكثير من عدوى الأمراض البشرية والنفسية التى أصبحت تنتشر فينا كالنا
بالهشيم مما أثر على صحة أبي النفسية لدرجة إن الخوف جعله يحتجب عن رؤية الناس أو
الإختلاط
بالناس رغم إنه كان رجلا إجتماعيا
من الطراز الأول يخدم أهل قريته ومحبوبا من الناس وبعيدا عن أبي جلست أفكر وأضع
مجموعة من التسؤالات
ما الذي غير أبي عن نشاطه
المعهود؟
من أغضب أبي من هذه
الحياة؟
فقد جمعت أخواتي لبحث
مشكلة
أبي الذي عكف على نفسه
تاركا أمور الحياة بكل مافيها مبغضا مايراه من البشر
فجلسنا نتحاور في بعض
الأمور المستجدة علينا
مثل الخوف
فقال أخي الشيخ إن الخوف من النار يجعلك تبتعد
بعيدا جدا عن مصدره
خوفا من الأصابة بالأذى
وقد نلجأ بساعات الخوف إلى العزله حتى من إنفسنا من المجهول الذي لانعرفه
وقال اخي الطبيب إن أمراض
الفيروسات المستحدثة مثل مرض كورونا والذي تم صنعه بسبب أطماع بشريه من أجل كسب
مادي جعلت العجائز مثل أبي فريسة سهل للفتك بيه وإن أهل العدوي إجتهدوا في إيجاد
اللقحات الوقاية من العدوى
التي من المؤكد أن تصيب
فينا الحلم
والمستقبل بصغارنا
وفجاء خرج أبي يحمل كوبا
بيده
إلينا فسألته
ماذا بيدك؟ قال كوبا من
الحليب محلى بالعسل للوقاية من الأمراض المتعارف عليه
أما أمراض نفوس البشر لا
يوجد لها أي وقاية وحماية إلا الله
وأخذ أبي يقول ماجعلني
اعتكف هو كبر سني وقلة مناعتي في تحمل أمراض مثل الحقد والحسد والطمع
فهي سبب مانحن فيه من مرض
حقيقي فأتت الطبيعة بما نزرعه لتغضب علينا غضبا شديد بسبب أهل العدوى الحاسدين و
الحاقدين والطامعين فينا أهل الشرق أصحاب أرض حضارات راسخة وثابتة ومنها وفيها بدأ
الإنسان إعمار الكون
قلنا جميعا صدقت يا أبي
فقلت أهل العدوى هم أهل
الشر في كل زمان ومكان حتى لو تغير الأسم
من كاهن أو عالم أو ملك
قال أبي لقد حبانا الله
بدين عظيم هو خط الدفاع الأول لنا في حرب
شرسة ضد أهل العدوى الذين
لايختلفون عن مصاصي الدماء كماترون بأفلامهم
ثم قال الطبيب يجب أن
نتبع كل التعليمات الطبية والوقائية لحماية
اولادنا والمجتمع
وقال الشيخ مستطردا يجب
أن نكون كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعض
ضد أهل العدوى
قال أبي اتعرفون الحكمة
القائلة إن في الإتحاد قوة
ثم تركنا ذهابا إلى غرفته
قائلا لنا الوقاية خير من العلاج
فابتسمنا جميعا بسبب حرص
أبي على صحته.
قال الطبيب لو صار كل
إنسان طبيب نفسه كما أبي لأغلقت العيادة.