آيات عبد المنعم
وأنتَ تسيرُ..🌸
ستمضي وراء خطواتِكَ صحراءٌ كُبرىٰ، تبتلع طيفَ أحلامك، وتسرق المُتبقي
منك، الصحراءُ ليستْ القبيلة، ولا شيخُها، ولا رمالها الصفراء؛ إنَّها الجفافُ
حينَ يهزمُ روحك!
أيُّها العطشان، اتبع النُّور تغدو مَلِكًا زاهدًا وتنتصر.
وأنتَ تسيرُ..🌸
سيبوسُ المطر وجنتيكَ، وأنتَ لاهٍ عن قُبلة الماء، تقرأُ الغجريّةُ كفّيكَ
دونَ بصيرةٍ، وتُقلبُ فنجانَ عُمرِكَ المسلوب،
حديثُها لنْ يُعيدَ الوطنَ، والشمسُ لن تُشرقَ في عينيك.
أيُّها المسكينُ جاور معاصر الزيتون، يخرُج زيتُك المقدس.
اُدرس التاريخ، ولا تسكنُ أعتابه، احمل اسم أجدادك وابْنِ عليه بُنيانك.
وأنتَ تسيرُ..🌸
سيأكلُكَ الغيم وينساكَ التُّراب، وأنتَ وحدك مازلتَ تبحثُ في جيبكَ
المثقوب عن دنانيرٍ تسدُّ شبق قارون فيك..
أيُّها البائس غِناكَ لن يكون في بريق الذهب، بلْ في قلبٍ صادقٍ يحتويك.
وأنتَ تسيرُ..🌸
سيغويك ضبابُ النُّجوم، فاجمع شتاتك واستقم، سَيلمعُ ضوءُ القمر علىٰ
شفتيكَ مرتين، أحدهما وأنتَ تتلو أبجديّة الشّعرِ وفاتحةُ القصائدِ نداؤكَ
المُمتدّ "أُمِّي".."أُمّي"..، والأخرىٰ حينَ الفِكرُ يحارُ
في محرابِ العلمِ، يسجدُ علىٰ عتبةِ الكون، يقولُ: "أشهدُ".. وهذهِ هي
الجنَّةُ الخالدة.
#آيات_عبد_المنعم