جرحٌ على الصَّفحاتِ
شعر: أحمد عبد الرحمن جنيدو
سَكرى المشاعرِ لاغترابِ حياتي.
ماذا أبوحُ وأدمعي
كلماتي.؟!
و الذِّكرياتُ تدقُّ دون
هوادةٍ،
نقرٌ برأسِ الشُّوقِ
و الأنَّاتِ.
أحيا ، ولا أحيا، أفيضُ
صبابةً،
كمْ يُصعبُ النِّسيانُ في
الحسراتِ.
سأقنِّنُ الآمالَ علِّي
فالحٌ،
في عزِّ تقنينٍ
تُباحُ سماتي.
عن عشقِها المقروءِ بينَ ملامحي،
عنْ سحْلِ أوصالي وحزنِ صفاتي.
يا صاحبي والعمرُ يخبو
خلسةً،
في محرقِ المنفى وحبرِ
دواتي.
إنِّي أُبدِّدُ نادباتِ
قصائدي،
تروي الشُّجونَ بلا رؤىً سكراتي.
منفى فمنفى أيُّ
معنىً هزَّنا،
و يضيقُ في زمنِ
الخيانةِ آتِ.
عيناكِ بعدٌ آخرٌ
و حقيقةٌ،
عيناكِ منِّي ، و النَّقاوةُ
ذاتي.
إنِّي ألملمُ منْ
بقايانا غداً،
سطراً عجوزاً يرسمُ
النَّبراتِ.
إيحاءُ كنَّا إنْ
رجعْتُ تخونُني
أقصوصتي و تألُّمي و صلاتي.
فأنا المعلَّقُ في تخومِ
ضياعِها،
مازلتُ أبحثُ عنْ (أنا)
برفاتي.
ما لمْ نقلْهُ
بعدُ ، صارَ مفسَّراً،
فيضُ العيونِ
بزفرةِ الآهاتِ.
منْ لمسةِ التِّحنانِ نحتُ حروفِنا،
منْ لسعةِ الأشواقِ في
الكلماتِ.
ما لمْ نبحْ ، قدْ
قالَ عنَّا سرَّنا،
هو أنَّنا جرحٌ
على الصَّفحاتِ.
هو أنَّنا الموتى نواسي
بعضَنا،
و تُلفُّ بالهتفِ الخفيِّ
جهاتِ.
هو أنَّنا لسنا
لنا ، لسنا لهمْ،
لسنا لشيءٍ مدركِ
الخطواتِ.
فنقدِّسُ الأوهامَ مثلَ
فريضةٍ،
و نُوَلِّهُ الآلامَ بالدَّعواتِ.
ستهزُّنا الأرضُ التي
نشتاقُها
هزَّ التَّشرُّدُ صبغةَ
النَّكباتِ.
في القيظِ يرتجفُ اللُحاءُ تهوُّراً،
و يعدِّدُ الأكوانَ بالصَّرخاتِ.
وقحٌ فجورٌ ماجنٌ
متحاذقٌ
هذا الزَّمانُ
يكرِّرُ اللحظاتِ.
فسواءَ أعلنتَ الحروبَ يردُّهُ
خسرانُ لو صدقَ الزَّمانُ لعاتي.
منْ حيثُ نبدأُ
تنتهي أحلامُنا،
منْ شيَّعَ الإحساسَ عندَ فراتي.
يا نايَنا المبحوحَ أينَ
مسامعي؟!
إنّي أضعتُ ملامةَ
النَّغماتِ.
ميلٌ على الأعقابِ يلهو
نائحاً،
و على يديهِ تفتَّقتْ
صلواتي.
غنَّيتُ ميَّادَ الشآمِ
قصيدةً،
وجمعتُ فوقَ محابري همساتي.
يا بنتُ عودي
همسةً محمومةً
بالحبِّ و الإنشادِ و الثُّوراتِ.
عودي مناراتٍ فقدتُ بصيرتي،
أُهذي، وهذا الليلُ طوقَ نجاتي.
2020
شعر: أحمد عبد الرحمن جنيدو
من ديوان: سقطتِ النقطةُ عنِ السطرِ