فوزية العلوي
وصية
جارتنا رقية ماتت
ماء الغسل تجمع حوله الحمام
لم يدع منه قطرة واحدة تسيل
الحاج عبد الرحمان
قال لا يهشنّه احد
من أدراكم من بعث به إليها
الباب توسّع عندما عبروا بها
ملفوفة في قناعتها
وحسن حديثها وصومها المتكرر
المراة التي دقت الحناء والمحلب والعود
قالت شممت طيبا آخر
واجهشت بالصبر والرضى
كل القطط أتت ليلتها تاكل من طعام الصدقة
والعصافير كانما فزعت فدارت في كل اتجاه
ثم نامت عند العتبه
برهان الصبي الاعرج
جاء بدلو الماء
كعادته كل مساء
صبّه في جذع الليمونة ثم مضى
منة اخت رقية نادته
لقد تركت لك هذا الكيس
الجدران التي كانت تتوكأ عليها
كلما خرجت
لقضاء شأن كادت تنقضّ
ثم قامت بنفسها إكراما لها
عبد الرحمان جاء بشروب الرمان وكعك اللوز
قال وزعوه على الحي هذا
والذي وراءه والذي امامه
كذا أوصت
اساورها هدية لامينة الارملة
وخواتمها والاقراط
للكتب ودفاتر التلاميذ
البيت قسمته بين منة وامرأة اخرى بعيدة
لم يشأ عبد الرحمان ان يخبر بها أحد
في الصباح عندما ذهبوا لزيارتها
وجدوا على قبرها زهرا اصفر
لا أحد شاهدته من قبل او يعرف له اسما
من ذلك الوقت وحينا كله
يشرب العصير من ليمونة رقية
والحي الذي وراءه والحي الذي امامه
وكلما نزل مطر
جاء اليمام يشرب من مزاريب بيتها
فوزية العلوي
تونس