حامد حبيب
الحارة زمان
[
كُتِبَت فى يوليو ١٩٨٤م_الكاظمية-بغداد_العراق]
.........................................................
كنّا زمان فى الحارة
الخير قُبالنا منارة
وقلوبنا بالخير ملانة..وعمرانة
والجارة توِدّ الجارة
وعارفين الصلاة والعبادة
وعايشين
...........
كُنّا زمان فى الحارة شِركة
فى الخير والنوايب..شُرَكا
وسهرانين..ودفيانين
كُنّا لمّة ومعروفين
كنا زمان أمان
عطف وحنان
كان الريف زمان إنسان
..........
ومرّ الزمان
اتغيّر ريفى
هضَ خويا رغيفى
وما عاد بيمُر يعافى..ولايصافى
وكئنُّه كان حلم جميل
ضاع فيه كل أصيل
وبقينا اغراب
ولوكنّا اقراب
ولو كُنّا جيران
جارى يصرُخ ..ولاسامع
يصرُخ ..ينحرق بجاز
ولايلاقى ملاذ
ويعلى صوت المنادى..وينادى
"حىّ على الصلاة"
ولاسامع...واتوه عن الجامع
وعزومة على كرسى حشيش
ولّا على شيش بيش
أطاوِع...ولا امانِع
والجارة ف سيرة الجارة
وودودة ع المليان والفاضى
وتعمل قاضى
وأدى احنا عايشين
لكن تعبانين
مش حاسّين بأمان..زى زمان
وصبح الريف إنسان خوّان.