حامد حبيب
القصة القصيرة..بين البداية والنهاية "٢"
لابُدّ فى القصة القصيرة أن يختلف تصميم كل منها عن الأخرى ، فبما أنّ كل
قصة جديدة هى
تجربة جديدة لدى الكاتب ، فلابدّ
أن ترتدى زيّاً مغايراً عن
سابقتها..فالتجديد يغرى القارئ ويثير شهيّته
للقراءة
وبما أننا تحدثنا سابقاً عن "النسيج" فى
القصة، فإننا
نتناول مابعد النسيج ، وهو"العُقدة"
والتى من خلالها
يتأزم الصراع ، وتتم من
خلالها مشاركة القارئ
أو ترقّبه للإنفراجة ، فهى
نقطة الالتقاء القصوى
بين القارئ والكاتب، حيث تقع الإثارة..وقد يكون الصراع
نفسياً أو بين الشخصيات.
أما عنصر
" الشخصية " .. فلكل شخصية أبعادها الجسدية أو
النفسية أوالاجتماعية ، وقد تتجاوز
عالم
الإنسان ، فتتناول عالم
الحيوان أو الجماد ، كما يحدث فى
قصص الأطفال ، وقد تكون خرافية
من صُنع الخيال.
وهناك
شخصيات رئيسية، وأخرى ثانوية تكون
فى
خدمة الشخصية الرئيسية.
ويفضَّل
عدم الالتزام بضمير واحد، كضمير المتكلّم
فتعدُّد
الضمائر يعمل على
كسر الرتابة التى
قد يُحدثها الضمير الواحد، خاصة
ضمير المتكلم الذى
يجعلنا لانرى القصة إلا من خلال وجهة نظر
كاتبها...
أما عنصر
"البداية والنهاية".. فلابد أن تكون البداية
شيّقة جاذبة ، وقد قال ( إدجر آلان بو) : إن
بداية
القصة هى التى تحدّد نجاح القصة أوفشلها .
وهناك رأىٌ آخر ل(تشيكوف) ، حيث
وصف القصة
الجيدة بأنها "قصة محذوفٌ مقدمتها ".
والبداية الوصفية تقتل عنصر التشويق.
أما
النهائية ، فلاتقِل أهمية عن البداية ، لأنها ليست مجرّد ختام لأحداث القصة ، بل هى التنوير النهائى
والتى فيها اللمسات الأخيرة المتمّمة للقصة .
وقد
تكون نهاية مفاجِئة ،
أو مُغلَقة ، أو مفتوحة تترك
للقراء التفكير والتأمُّل
فيما يجب أن تكون عليه النهاية ، أو الاستنتاج الذهنى
لما أراده الكاتب.
_______________
حامد حبيب _ مصر
