جاري تحميل ... فنون

إعلان الرئيسية

جديد فنون

عاجل

إعلان في أعلي التدوينة

جديد موقع علَّم نفسك

جديد علَّم نفسك
آراءحامد حبيبنقد

الإبداعُ المعاصِر[ لايُقَدَّر ولايُعتَرَف بقيمتِه..لماذا؟]

 

حامد حبيب

الإبداعُ المعاصِر

         [ لايُقَدَّر ولايُعتَرَف بقيمتِه..لماذا؟]

          ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟!!

لماذا   يتجاهل   النُّقّاد   والدارسون   للأدب   والذين يختارون موضوعاتهم البحثية الأدبية للحصول على

الماجستير والدكتوراه مبدعى هذا الزمان ؟....ولماذا

يُصر  القائمون على  اختيار  النصوص  الشعرية  فى

وزارة   التربية   والتعليم  فى  كل   بلد  عربى  على التوقف عند نصوصٍ مازالت مقرّرة منذ خمسين عاماً

على الأقل لشعراء وأدباء معيّنين ، كأنً الزمان ماجاد

طوال  كل  تلك  السنوات  وتلك  القرون بغير هؤلاء الذين لازمونا جيلاً بعد جيل، مع  اعترافنا  وإقرارنا

بقيمتهم الأدبية والتاريخية....ولماذا  توقّف  أساتذة

الجامعات عند  تدريس  تلك  النماذج  التى  توارثتها

أجيالٌ  بعد  أجيال ،  ولاالتفات من كل هؤلاء جميعاً إلى أجيالٍ  أدبية معاصرة  لاتقلّ  إبداعاً  عمّن  كانوا

قبلهم ؟.. ولو كان هؤلاء المبدعون الموجودون الآن

فى  زمن  نجيب  وإدريس  والعصر  العباسى  نفسه

لأُشِيدَ بهم وصاروا تاريخاً لايقل  أهمية  عمّن  كانوا

فى زمانهم .

_هل الزمان لم يُنجب غير ماأنجبَ فى سالفِ العُصُر

من المتنبى  والبحترى  وأبى تمام  ونجيب محفوظ

ويوسف إدريس وغيرهم ، وتوقّف عند هذا الحدّ ؟!

_هل توقّف زمنُ الإبداع ؟.. أم هذا  اعترافٌ  وإقرارٌ

بأننا  نعيشُ  زمناً  عقيماً  لايُنجب  مبدعين  ، لذا  لم يلتفت  إليه  النقّاد  ولاأعاروه  اهتماما ،  ولم يجتهد أحدهم لكشف كنوز إبداعية تفوق بحسب تراكماتها

الثقافية والأدبية ووعيها بالواقع كثيراً  من  قصائد

المدح والهجاء والفخر والسطحية أحياناً  من تراث

الماضى ، وكأنه تراث أدبى مقدّس لايجب النَّيل منه

بأىّ  حالٍ  من  الأحوال  ،  ولابدّ  من تلاوته فى كل المجالس والمناقشات والمقرّرات !

_ أين النقّادُ الحقيقيون فى زماننا هذا ؟

..كان( نجيب) يكتب ويتبارى النقّاد فى الكتابة عنه

..و(طه حُسَين) يكتب ، ويتهافت النقاد ، و(يوسف

إدريس) يكتب ، وتتوالى المقالات الأدبية  للحديث

عنه...ولدينا الآن أدباءٌ لايقلّون قيمة  على  الإطلاق

عنهم ،  غير  أنه   التجاهل  واللامبالاة  وعدم  تتبّع حقيقى للحركة الأدبية فى الوطن العربى كما ينبغى

من كافة الجهات التى لها ارتباط بالاِنتاج الأدبى، من

نقاد ، وزارات  التعليم  والجامعات  وغيرهم .. وهو ماجعل العملية الإبداعية تسيرُ إلى المجهول .

_ إن  كان  ردُّ  البعض أنّ هناك  مايُنشر  لايرقى  إلى المستوى المطلوب، فكل زمنٍ كان فيه الجيّد والردئ

وليس كل مايُنشر  من  مطبوعات  أو  على صفحات

التواصل ردئ ، وليس كل ماقيل فى الأزمان السالفة

جيّد...وإننى لَأحزن  كثيراً  وأنا  أقرأ  بعض  الأعمال الأدبية ، من  شعرٍ  أوقصة  أو رواية ..كيف  يُحبَس

هؤلاء فى صفحاتهم ،  وكيف  لم  تصل إليهم عيون النقاد والقُرّاء..إن كثيراً من  الشعراء والكُتاب  الذين سبقونا _ ولابدّ أن نعترف بذلك _ قد   كان  للسينما

والتليفزيون   والمطربين  فضلٌ  عليهم  ،  بإظارهم للجمهور ،  عندما  كان   هناك   فنّ  حقيقى  وإنتاج سينمائى  يحترم  النصوص  الأدبية  ويقدمها  على شاشاتها ، وربما لو كان هؤلاء  يعيشون  تلك الحالة

التى وصل فيها الإنتاج الفنى لتلك الرداءة ماعُرِفوا

ولانالوا تلك الشهرة..بمعنى أن النهضة الفنية ساهمت

فى   اكتشاف   كثيرٍ    من   الشعراء  وكتاب  القصة والرواية ،  فعرفهم  الجمهور  من  قصيدةٍ  مُغنّاة أو فيلم سينمائى أو مسلسل.

_ كَون   أدباء    هذا   الجيل   لم   يعِش  مثل  هذه الظروف المواتية مما سبق ، ومن قارئ  واعِ  نتيجة

سوء   التعليم   ،  وحرمان   الطلاب   فى   المدارس والجامعات من إبداعاته ، وعدم وجود نقاد يتحمّلون مسئولية  اكتشاف هؤلاء  المبدعين  والحديث عنهم فلايعنى أن بلادنا توقّفت عن إنجاب المبدعين.

_ ولقد   أعجبنى  (شوبنهاور)   الفيلسوف   والكاتب الألمانى ، والذى  نهض  بالنثر  واهتم  بالأدب  والنقد

حين قال : إنّ  بدائعَ  الماضى وروائعَه تظفر  فى كل حين  بالإعجاب  والإجلال  ، فى  حين  أنًّ   الروائع المُعاصرة لاتُقدَّى ولايُعتَرَف بقيمتها...والواقع أنّ من

أخطر العيوب التى امتلأ بها تاريخ النقد ، عجز النقّاد

عن تقدير المُبتكرات الفنيّة والأدبية المعاصرة  لهم ،

وكثيراً ماتعثّر النقدُ فى هذا التقدير وضلَّ وغوى.....

والناقد الذى يُسئ فهم ذوى المواهب ويُؤلم نفوسهم

بتحامله    ولجاجته   يحول    بين   الجمهور   وبين الاستفادة من أصحاب القرائح ، وفى بعض   الأحيان

يغمر الشعراء والكُتّاب  بالمدح  السطحى المُبالَغ  فيه

فيُضلَّهم ويفتنهم عن أنفسهم.

ويرى (شوبنهاور) أنه كما أنّ الشمس لاتُرسل ضوءها

إلا للعَين  التى تُبصرها ، وكما  أنّ  الموسيقى  لاتُطلق

أنغامَها إلا الآذان التى تسمعها ، فكذلك  الكُتب القيّمة

والطُّرَف الممتازة فى الأدب والعلم ،  لايعرف   فضلها

ويزن قيمتها إلا مَن كان راجحَ العقل نافذ النظَر، وذو

البصيرة   يملك    كلمةَ    الشرّ   التى  تُحرّك  الأرواح المُختبئة  فى  العمل  الفنى  العظيم... فالعمل الجليل الممتاز  يحتاج  إلى  عقلٍ  يُدرك  جماله  ونفس  تعى روعته .

_ إن لدينا مبدعين  يستحقون  كل  تقدير  واهتمام

...بل إنّ الحركة الأدبية فى العالم  العربى الآن  فى

أروع عصورها_ بغض  النظر عما قد  تراه  من   ردئ الشعر أحياناً على الفيس أو بعض المطبوعات__لكن الغالب منها إبداع راقٍ مُحترَم، فقط عليك أن تتوقف وتتأمل بعين الناقد الصبور، ستجد  فى  مصر  روائع 

أدبية راقية  ،فى السودان إبداعات تحتاج من  يهتم

 بها ،فى العراق الذى يحتضن أدباؤها اللغة الفصيحة

باعتزاز.....فى سوريا.. المغرب.. تونس..الجزائر ، لبنان

موريتانيا  وغيرها  ، ترى  حركة   إبداعية  هائلة.......

يعيشون الواقع.. ينفعلون  به يكتبون عنه،يجسّدون

جميعهم مأساة أمة.. مأساة  الحياة  التى يعيشونها ،

ومؤكّد أن هذا الإلتقاء العربى الإبداعى  سيصُب فى

  صالح  تلك الأمة  أن  تنهض  من  سُباتها  وضعفها ، فالأدب أهم أسباب النهوض .

وستنهض تلك الأمة-لابُد-على أيدى أدبائها ومثقّفيها

                ( إنَّ بعدَ العُسرِ يُسرا)

_______________

حامد حبيب _ مصر


***********************


***********************

إعلان في أسفل التدوينة

اتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *