ساري الحسنات
***
أحتاجُ لغةً ناضجةً أعصرُ ليمونتها
كي أصنعَ أشكالاً جديدةً للبكاء
فثمة صورٌ تأكلُ وجهي
بينما ذاكرتي تحنو على الجدرانِ
التي تحملها
وتماما كما تعرفني الحياة
روحي منديلٌ يفتحُ ثقوبَهُ للريحِ كرشوةٍ
ليستعيد عافيته من دمعٍ قديمٍ
وصرختي قطارٌ يمشي إلى نهايةِ الكلام
يا مقبرةً لها رائحةُ النسيان
خذيني إليك
حيث لا أذهبْ إلى الشرفةِ مذعوراً
كلما انفجرت قصيدةٌ بين أصابع شاعرها
خذيني حيث لا تصير النوارسُ دخاناً
وتنكسرُ خواطر البيوت إذ يزورها الفراغُ
ويمسي ضيفاً ثقيلاً
لا أعرفُ للموتِ سلالةً
لكن كلما فتشتُ عنه في جيبِ الطبيعةِ
وجدت نفسي في ذاكرةِ الطينِ حياً
لا نهارَ لي، ليلي يمتدُ
وأخطائي نوافذٌ في سماءٍ لا تنسى
يا مقبرةً تفتحُ ذراعيها
للعائدين من حياتهم ضاحكين
أنا الناجي الوحيدُ من البلادِ
والضحيةُ المكررةُ في ملحمةِ المنافي
غطيني برخامك
ليحرسني العشبُ ومن عزلتي أشفى
عبثاً تصيرين في حضرتي إمبراطورية عظمى
وطواعيةً أصيرُ في حضرتكِ شعباً من الديدان...
.
ساري الحسنات
فلسطين