جاري تحميل ... فنون

إعلان الرئيسية

جديد فنون

عاجل

إعلان في أعلي التدوينة

جديد موقع علَّم نفسك

جديد علَّم نفسك
عامر الطيبنصوص

أريدُ كما في الأمثال الشعبيةِ

 

عامر الطيب

🌹🌹

أريدُ كما في الأمثال الشعبيةِ

أن أصنعَ مِن الحبةِ قبةً

لألمّعها ،

مِن الحجرة طريقاً لأرث خطوات

مَن يصنعون حبيباتهم على أيديهم ،

مِن الصخب كلي الجهات أغنيةً

لا تغدو أغنيةً شاغرةً فحسب،

من العين عصوراً مظلمةً بسمات عاطفية

ومن القبلة السريعة فماً !

نظرتُ للحب كما تنظر امرأةٌ

لبندقيةٍ،

بين خيارين رحتُ أشيّد مستقبلي،

أن أجرب الرمي لأكون شجاعةً

أو أتخلى عن ذلك الوهم لأكون قويةً على الدوام.

الحب ذلك الذي لا يمكنني

فهمه إلا بصبيانة غير محدودة

أعني الخوف من أن أقتل شيئاً

والرغبة بأن أطلقَ النار !

كنا داخل المقهى

كما داخل البيوت

نتتبع بإصبعينا خريطة العالم

على الطاولة

لحساب المسافة بالسنتميترات ،

و كان كوب الشاي الجانبي

يصعّدُ دخانه إلى الأعلى ،

الطريق على الخريطة ليس وعراً،

 الخطوط ليست تلالاً،

 الكلمات ليست مدناً لا جدوى منها ،

بمدِّ يد غير محسوب أو لنقل من أجل ضياع

موعود على الأرض

ضربتِ الكوب بيدكِ اليسرى

فغطى الشاي الساخنُ بلدينا !

إن جاز لي القول بأنني سأعيش مئة سنة

فستذهب تسعة و تسعون سنة

من أجل الحب

و سنة طويلة بمعنى أنها ليست كافية

لتخفيف العبء الفائض عن نفسي !

من أجل الأخوة المفقودين ،

الجنود الذين لم يسبق لهم الرقص

في نهار مشمس،

الحراس الذين اعتادوا غلق الأبواب،

النسوة اللواتي تروج عنهن الإشاعات بمجرد

ما يقمن بصنع لعبة،

المدخنون الذين يتوسلون سيجارة أخيرة

من أجل من لا أعرف ،

من لا أحب،

ومن لا أريد لهم أن يدركوا كل شيء بالإيماء،

أصرخ عبر قصيدتي تلك

بمعنى أنني أقهقه عندما لا يوسعني أن أبكي !

في الزنزانة المجاورة

يصرخ رجل:

"أنا بريء لم أقم بما قمتُ به "

تعجبني العبارة فأدونها، أعترف أنني لم أقل ما قلته،

لم تكن كل قصائدي

لي كشأن العديد من الأغاني،

يمكنني القول

بأننا نكتب ما يهدئ روعنا لأنفسنا

وما يقض مضاجعنا للجميع!

سأحبك حتى آخر رصاصة

مع أنني لم أكن جندياً

في أي وقت مضى.

لكنني أردتُ تشبيه الحب بوقوفي على التل،

جنود العدو

يزدادون شراسة

ولأنني أود أن أخيفهم دون أن أريق دمهم

يصعب الأمر عليّ.

لقد بدا أن حبك محفوف بالمخاطر

على نحوٍ ما

فتحتم علي في هذه اللحظة أن أصوب أحداً !

أتحدث عنك لأصدقائي

وأهلي كما أتحدث عن الحريات

بألفة و خشونة .

يظنون أنني أبالغ

لكنْ هذه هي الحقيقة .

لقد سمح الحب الذي لم أعد أخشاه

بأن تكون خصوصتي

منتهكة

بالنحو الذي يجعلني حراً !

عرفتُ أنك لا تهتمين بأشياء يبالغ

أهلك بشأنها

من قبيل إن كنتِ

مع إله السنة ذي العين الكبيرة

أو مع إله الشيعة ذي العينين الصغيرتين ،

وهما إلهان صامتان لكن كلماتهم التي لم يقولوها تشعرُ

عبيدهم بالدفء ،

ثم فهمتِ ما تعذر فهمه أخيراً:

أن إله كل مذهب بأمس الحاجة للفمِ

المفتوح ليرى !

ماذا ينبغي أن يقال للجنود

الذين خسروا الحرب ؟

ولا أقصد الأمريكان في فيتنام فقط .

ماذا ينبغي أن يقال

للتلاميذ الذين سيعيشون أياماً ضجرة؟

ولا أقصد الجميع بالطبع.

ماذا ينبغي

لمن يقرأ قصيدتي الآن فيسأل إن كنتُ قد

كتبتها

في الشاشة أو على الورق ؟

ولا أقصد الذين استسلموا للنوم.

ماذا ينبغي أن يقال لخمسة رجال

محكومين

بالإعدام ؟

أن الرب نفسه لا يقدر أن يزيّنَ

الكلمة التي لا تفرج عنهم !

سيأتي اليوم الذي أجمع به قصائدي

كما يفعل المحققون:

القصيدة رقم أربعمائة عن مقاتلة كابوس

القصيدة رقم مئة عن إلغاء موعد

القصيدة رقم سبعمائة عن بلاد تركض في المقبرة بمعية أطفالها

القصيدة الأولى مقيدة ضد مجهول

لكنْ دائماً و الآن و بعد قرن

أوصي بأن تسجل

القصيدة الثانية

من أجل انتزاعكِ منها فقط !

لنقل أنني طائرة و شاء القدر

أن أكون مخيراً

بين أن أنهار فوق بحيرة

أو فوق تلة

و لأن البحيرة صافية للغاية

فإنني سأمضي إلى الموت الذي

لا يمكّنني من رؤية وجهي !

ضعي رجليك على صدري

ثم قومي بتمريرهم على كل مفصل

من الجسد،

لا تتركي للعراق شيئاً يرغب

باستخدامهِ،

دعيه يلطم وراء مكتبه

وهو يشرب البيرة،

دعيه يفهم أيضاً بأنه بيت العائلة

الذي ندخله جماعات

و نغادره أفراداً !

دخل رجلٌ للمقهى بملابس رثة

لم يستطع أحد التعرف عليه،

لكن صوته وهو يطلب الشاي بدا مألوفاً للجميع

و عندئذ حاولوا تذكر أين سمعوا تلك النبرة لأول مرة.

الحكمة تكمن

في أن الآخرين جمعوا

معلومات كافية عن أنفسهم

ليعرفوا الرجل !

عامر الطيب

 


***********************


***********************

إعلان في أسفل التدوينة

اتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *