شهداء السيريالية
العقيد بن دحو
لم يقدم اي مذهب او مدرسة فنية قوافل من الشهداء
بقدر ما قدمتها المدرسة السيربالية. ولعل العبارة الشهيرة :
Mots;^etes_ void des myths, ets pareils aux Martha's
des morts ?
هذه الكلمات الخطيرة Les quatres(4m).
بمعنى أيتها الكلمات ، هل انت أساطير ام تشبهين اس
الموتى؟
الكلمات الميمية الأربع الحالية سرعان ما تحمل
لبوسا دينيا. وكما ان الزهور التي توضع على قبر الميت تدل على عظمة الميت.
تعود العبارة إلى شهيد المذهب السيريالي الذي
قتلته النازية ابان الحرب العالمية الثانية الشاعر (روبرت دسنوس) و استشهد بهذا
البيت الشعري صديقه الشاعر السيريالي (لويس اراغون).
لم يكن وحده هذا البيت الشعري من أربع كلمات من
قتلت الشاعر و انما ايضا المذهب و المدرسة السيريالية لها ضحاياه الخاص.
كم تشبه لين الشعر المتنبي القائل :
الخيل و الليل و البيداء تعرفني...والرمح و
القرطاس و القلم.
وكان الشعر الإنساني واحد ليس له زمكان معين وإنما
زمانه كل زمان ومكان كل مكان.
تالسيريالية او ما وراء الواقع أنجبت شعورا: لا
حرية لاعداء الحرية.
هذه الحرية المنشودة التي اتخذت فيها الكلمات طفلا
سحريا لغويا تشبه أزهار الموتى و تشبه الأساطير.
بمعنى لا يمكن لأي الشاعر القبض على اللحظة
الشعرية ما لم نطلع على تجارب الآخرين من عرب وعدم و على جميع المذاهب و المدارس
الإنسانية من الكلاسيكية التقليدية إلى التجارب العالمية الحديثة و ما بعد الحداثة.
الاطلاع على الملاحم الكبرى و على مختلف الدراما
الكونية التراجيديا و الكوميدية.
الكلمات السحرية الني قتلت الشاعر السيريالي هي
نفسها التي إعادته لنا اليوم إلى الحياة دراسة و نقدا و استنتاجا و استنباط
استنباط استلهاما.
وكما ان كلمة واحدة لم تعد تكفي جملة واحدة لم تعد
تكفي ايضا ؛ وان جل الكلمات ليست كالكلمات .كلمات سحرية لها وقعها على القلب إذا
نستها عصا موسى.
لذا النازية كانت تقتل الكلمات ومن خلالها اللغة
هذه اللغة المقاومة التي تسلمي الحرية.
اذ لا حرية لاعداء الحرية.
