صرخة عشتار
مها قربي
(أن تكون شاعراً يعني
أن تبني وطناً من كلمات
وتخبىء الرصاص في جيب
الحكمة)
كلماتٌ تنبش غور الألم
فهل نفغو على وجعٍ ؟
ونرحل في أرخبيلات من
وهمٍ واحتراق
فتخترقنا
الظنون...فَنغلِّقُ الأبواب
دون أحلامنا
علَّنا ننام بسلام؟؟؟!!!
...............
هل لازمتنا الرطوبة
والبرد
فتحولنا إلى حديدٍ صدئٍ
فأفرغنا صمتنا في جدرانٍ
صماء
تحولت إلى سجن كبير
كان اسمه وطن ؟؟؟؟
.............
هل ضاقت أمامنا طريق
الخلاص؟؟؟؟!!!
فأقمنا الأسلاك الشائكةً
لنقنع بضعفنا
وأن الحواجز تمنعنا من
اللقاء
ومن اللحاق بالآخر
............
هل اقترفنا العريَّ
ونحن مسلوبوا الارادة
؟؟؟!!
مع أناسٍ يعبثون بالحرية
ورفعنا الرايات البيض
مضمخةً بالدماء
ومارسنا الهروب إلى
الشوارع الخلفية
حيث منافي العقل
مفتوحةٌ على كل الأسئلة؟؟
................
هل نحن العابرون لجبال
الجليد
عراةً حفاةً
نحاول إسكات الجوع بحجة
الصمود والصعود إلى القمة؟؟؟؟
...............
وحيدةٌ أقف على عتبة
الأبواب الموصدة
أحاول أن أضم بين جوانحي
العالم
فأكتشف أني لا أملك إلا
قبضة
يدي
ومشبك شعري
وعصى أهش بها غنمي
ولي فيها مآرب أخرى،
وبعض صور في الذاكرة
وأعاصير من أصواتٍ تختزل
الحزن بداخلي
تشدني بقوةٍ تارةً
وتقتلعني أخرى
فأراني على حافة الهاوية
أتساقط رطباً نديةً
عند حضنٍ دافىءٍ
يلتحفني
أسمع صدى صوتي
ووقع خطى العالم
أشعر بيدٍ حانيةٍتمتد
لتلتقطني
أتمسك بها
أحاول العبورإلى منسوب
البقاء
حيةً
حيث لابد من فرصةٍ أخرى
للنجاة
يقترب الصوت أكثر
يعلو صهيل العابرين
على اختلاف أعمارهم
أسمع صرخة عشتار
(انتظرني...)
وحدها ترد النهركاشفةعن
ساقها
حاملة بذار الخصب وترياق
المسرة
وحده تموز يرتل صلاة
العشق
في حضرتها
يتمرد الصوت في حنجرتي
أيها العالم لاتخرسْ
الأطفال
فهم يطلقون صراخهم
من أجل الحياة
أيها العالم لاتنحني
للقوة الضاربة
وتترك طيور الظلام تحلق
في الأفق الأزرق
ثمة عائدون يحلمون
بأسرّةٍ من تراب.
أيها العالم أيقظ ضميرك
مرةً وتحضَّر
أيها العالم تذكر
أنني الضوء
حين توقد العتمة