عبد الرزاق الصغير
منتصبة أعمدة الكهرباء بلا نور
أشجار الزينة واللوز منطفئة
أزماتنا السياسية والإقتصادية والإجتماعية مزمنة
ذكرياتنا ، الخمس نقاط التي كنا نرسمها على ظهر
أيدينا مابين السبابة والإبهام
نعني بها حسب فيلم المافيا المعروض أنذاك بالأبيض
والأسود
لا أب
لا أم
لا أخ
لا أخت
والسجن بيتي
فقرنا ، عوزنا ، السقم ، الأوبئة ، التمائم
المعلقة في أعناقنا بخيوط حمراء
والنرد والدومين وورق اللعب ، وأقراص الأسبرين ،
وأعقاب السجائر ، وكتب مورافيا ، ويوسف إدريس ، وصور إلفيس بريسلي وصوفيا لورين
الشوارع الخالية والأرصفة بعد منتصف الليل وعتبات
الحوانيت والجوامع والمدارس والحشيش اليابس في شقوق الأسوار
بنات الثانويات
صورة البنت الشمسية بالأبيض والأسود التي كنت
أحتفظ بها
في ذاكرتي
منتصبة أعمدة الكهرباء بلا نور
*****
وأنا ممدد على أريكة
خلف النافذة في بيت أمي
في حين كانت زخة عابرة تغسل البلور
أخمن القصيدة
منحدر صعب التسلق ينتهي بجرف
تقتلني الرغبة في سيجارة
أخجل أن أدخن
في بيت أمي
أتذكر ملامح وتقاسيم جميلة
التي كانت تتعلم
الخياطة في دار الشباب
إلتفاتاتها ، نظراتها ، ابتساماتها الغامضة
العبقة التفيض حنية
شريطة شعرها الحمراء
تلك المجموعة الشعرية مازالت عندي
كم كانت تلك السنوات جميلة
ترى كم حفيدا لديها الآن
أم لم تتزوج
هل هي حية
رائحة القهوة
أمي تنادي
القهوة جاهزة
كم كان الشعر
في تلك الأيام ممتعا
نتهادى القصائد
في بطاقات الورد
عبد الرزاق الصغير الجزائر