جاري تحميل ... فنون

إعلان الرئيسية

جديد فنون

عاجل

إعلان في أعلي التدوينة

جديد موقع علَّم نفسك

جديد علَّم نفسك
الصادق أحمد عبيدةفعاليات

باريس تحتفي بالأديبة استيلا قايتانو: جنوب السودان في ضيافة إتحاد الصحفيين والكتاب العرب

 

باريس تحتفي بالأديبة استيلا قايتانو:

جنوب السودان في ضيافة إتحاد الصحفيين والكتاب العرب

✍🏼 الصادق أحمد عبيدة



ما أن نثرت شمس الربيع أولى خيوطها الذهبية مداعبة وجنتي مدينة باريس التي أرهقها طول سُبات تحت غطاءٍ من غيومِ الشتاء، و رزاز المطر، مبشرة بقدوم الربيع ، حتى شهدت صالات فندق حِياة ريجنسي Hyatt Regency بمدينة النور الندوة الأدبية التي نظمها إتحاد الصحفيين والكتاب العرب في أوروبا ومركز ذُرا للدراسات والأبحاث.

استضافت الندوة الكاتبة الروائية والقاصة الجنوب سودانية ستيلا قايتانو للحديث عن الأدب المكتوب باللغة العربية في جنوب السودان، وذلك بحضور السفير السوداني بفرنسا عمر مانيس.






توافد السودانيون والقراء والمهتمون بالأدب من اطراف المدينة الجزلة بدفئ الشمس الذي طال انتظاره .. فهبط نفر منهم تحت اقدام قصر المؤتمرات، وهرول مسرعاً نحو صالة الندوة ليحظى بدفئ الكلمات، وجاء آخرون من عمق غابة بولونيا التي تضاهي غابات جنوب السودان البِكر في شموخ أشجارها وأصالتها وعراقتها، كما عبر جماعة منهم  نهر السين سيرا على الأقدام، بقمصانهم الفضفاضة وقلوبهم العامرة بحب الوطن الأسير.

افتتح الندوة الاستاذ علي المرعبي رئيس تحرير مجلة كل العرب مرحبا بالحضور.  ثم قدم الأستاذ الصحفي محمد الأسباط نبذة عن تاريخ النشر في السودان،  والأصوات الأدبية وتلك التي تصدح بالأفريقانية، وعدَّد أسماءاً بارزة لمعت منذ الاستقلال أمثال الطيب صالح، محمد مفتاح الفيتوري، وتابان جون،  وبونا ملوال، وفرانسيس دينق والشاعر مصطفى سند الذي كتب أجمل قصائده عندما كان موظفًا بجنوب السودان.. حتى وصل الى الجيل الحديث الذي تمثله الاديبة استيلا قايتانو.

بعد أن ترحمت على أرواح الشهداء، و تمنت النصر للثورة السودانية السلمية، قامت الأديبة استيلا قايتانو أولا بتقسيم الكتابة في جنوب السودان الى ثلاثة أقسام حسب الأجيال.

الجيل الأول وهو الذي كتب باللغة الانجليزية لانه تلقى تعليمه في المدارس التبشيرية، وكانت كتاباتهم تعكس الحياة البدائية في جنوب السودان باساطيرها وفانتازيتها.

يليه جيل آخر ويشمل نفر من أمثال إدوارد لينو وهو ما يسمى جيل المقاومة والثورة المسلحة وهو جيل باقان أموم الذي عبّر عن المظالم التي يعيشها جنوب السودان جراء فرض الهيمنة الثقافية والدينية عليه،  فعبروا عن أحلام الشعب في تقرير مصيره، و لكن هذا الجيل انغمس اكثر في ممارسة السياسة التي أخذته بعيدا عن الأدب.

ومع تفاقم الصراع أصبح في المخيلة العامة ان الحرب هي بين الشمال والجنوب وأن الآخر هو العدو، لكن بعد أن استعرت الحروب في ارض الجنوب و نزح الآباء نحو الشمال،  برز التساؤل في كتابات الجيل الحديث : لماذا الهجرة نحو الشمال؟ ثم اثبتت الحياة في الشمال ان ثمة علائق وروابط متينة تربط بين الشعب في جنوب و شمال السودان وهي التي جعلت من الطبيعي ان يلجأ الجنوبي الى الشمال. وتقول استيلا نحن جيل وُلِدنا ونشأنا وتلقينا تعليمنا في الشمال، في بيئة وثقافة تختلف عن بيئة وثقافة آبائنا، ولكنها جزء أصيل من وجداننا. لذلك كتبنا عن مواضيع تختلف عن مواضيع كتّاب الشمال، وتختلف أيضا عن ما كتبه الجيل الذي سبقنا من الجنوبيين. لاننا نعبِّر عن حيوات الجنوبيين في مناطق النزوح، وما يعانونه من تهميش ومعاملة من قبل الحكومة، تذكرهم دومًا بما كانوا يتعرضون له من غارات الحرب عندما كانوا بالجنوب، وضربت مثالا على ذلك بالكشَّات. لذلك تقول استيلا إن كتاباتنا لفتت الإنتباه لحياة هؤلاء النازحين،  وعرَّفت بواقعهم الذي كان يجهله كثيرون من سكان الشمال، مضيفةً أن السودانيين لا يعرفون بعضهم البعض، وأن الحربَ قد ساعدت في أن يعرف كل منا الآخر عن طريق النزوح ، وان كتاباتها عكست للقارئ الحياة داخل هذه المعسكرات.

فيما يتعلق باللغة تقول استيلا قايتانو إن  اللغة العربية هي أداتي الأساسية للتعبير، ولكني أواجه مشكلة حينما أتناول شخصيات تتحدث لغاتها المحلية فألجأ إلى ترجمة الحوارات، ثم اكتشف ان الترجمة تقلل من الغرض الذي اسعى إليه من الحوار، ولا تنقل الأفكار والمشاعر التي تعبر عنها الشخصيات المحلية بذات الدقة.

ثم عرضت استيلا قايتانو في عجالة كتاباتها المنشورة حتى الآن من مجموعات قصصية وروايات أهمها:








(زهور ذابلة) وهي اشواق شخص لم يرى ارض آبائه. ومجموعة (العودة) وهي تعبر عن خيبة ما بعد استقلال جنوب السودان، وتفشي الفساد واستمرار الحرب الجنوبية جنوبية،

ثم (أرواح إدو) وهي رواية تاريخية تتبع من خلالها سنوات السبعينات والثمانينات وبوادر عدم احترام الشمال لحقوق الجنوبيين وتأثير ذلك على حياة الناس.

اختتم اللقاء بمداخلة من الباحثة مارتشيلا روبينو استاذة الأدب العربي في المعهد الوطني للغات والحضارات الشرقية (إنالكو) والتي تتركز ابحاثها في الأدب السوداني، وتنظم بهذه المناسبة مائدة مستديرة بتاريخ ٤ مارس ٢٠٢٢ بعنوان : السودان ما بين العروبة والأفريقانية – الأدب كفضاء لكتابة التاريخ التعددي تستضيف فيه مجموعة من الكتاب السودانيين وهم :

عبد العزيز بركة ساكن، وحمور زيادة ، أحمد الملك بجانب استيلا قايتانو.

انتهت الندوة، وقد أسدل الليل، سدوله على مدينة الأنوار، وهجعت النوارس الى أوكارها فوق أشجار البلوط والسنديان المعمرة الواقفة حول

بحيرة حديقة بولونيا منذ آلاف السنين.


***********************


***********************

إعلان في أسفل التدوينة

اتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *