حامد حبيب
الأفغانى..وشعار"مصر للمصريين
كان احتلال مصر
وقناة السويس ذريعة لحماية
الهند.. فانجلترا
عدو مشترك لمصر
والهند ، حتى اصبح يوم (٢٢ فبراير ١٩٤٦م) عيداً
وطنياً عالمياً
للطلاب
يوم ان ضربت
انجلترا مظاهرات الطلاب في مصر والهند فى آنٍ واحد ، فمصرُ والهند
وريثا
الشرق ومُحرّكاه ، كما اتضح بعد ذلك فى حركة عدم
الانحياز بقيادة (عبد الناصر) و(نهرو)..فمصرُ طائرٌ
ساقاه فى السودان ورأسه فى الشام،وجناحه الغربى
فى
المغرب العربي وجناحه
الشرقى فى فارس والهند ، فإذا طارت
نهض الشرق والغرب مع القلب .
وكان الأفغانى واضع شعار " مصر للمصريين " الذى
تحوّل
إلى عنوان رسالة (سليم النقاش)
التى تقدّم بها في باريس للحصول على الدكتوراة،وكان الشعار
مُوجّه ضد
سيطرة الاجانب على مصر ابتداءً من الاحتلال الإنجليزي والامتيازات الأجنبية
التى أدّت
إلى
ثورة عرابى... ودخل الإنجليز
مصر بلا حربٍ حقيقية ، بالترغيب
والترهيب والدسائس ، فابتعد الناس
عن عرابى ، وتساهلوا مع الإنجليز وأحسنوا
الظنَّ
بحكومة انجلترا التى
توهمت بانها جاءت دفاعاً
عن الشرعية ،
ورغم عدم ميل
المصريين
لهم ، ولو انهم علموا ان الانجليز لم يكن فى
طاقتهم
حشد اكثر
من عشرين الف جندى لمصر
والسودان
لقاوموهم فى الشرقية ومنطقة البحيرات ولهزموهم
ويتوغّل الإنجليز فى الاراضى المصرية، ولم يتحرك
احد
من إخوانهم الشرقيين
، رغم ان
مصر عند المسلمين من الاراضي
المقدسة مثل الحرمين ، لذلك
حرّكت
احزانها اشجان المسلمين
، وقد اعتمد الإنجليز على المكر والدهاء اكثر من اعتمادهم على
الجيوش ، ولكن
بقى الناس من
الهند إلى مكة إلى مصر غافلين
، ومع
ذلك فقد جدّد
احتلال مصر الروابط ووحّد الكلمة ،
وكاد الإنجليز لمصر
بدعوى
الدفاع عن الخديوى والشرعية ضد الخارجين عليه
الثائرين ضدّه ، ومرة لإخضاع
رجال الدين وأئمة
المساجد وعلماء الأوقاف ، وهى
نفس الطرق التى
اتبعتها
إنجلترا فى الهند ، بالاستيلاء على الأوطان بالحيلة والدهاء ،
وليس بالسلاح حتى ملكوا
ثلث العالم ، يشككون فى
الحكام الوطنيين ، ويقلٌبون عليهم الرعية ، وكان
أشهرهم حيلة (اللورد كرومر)
الذى
استعمل (توفيق باشا) لإدخال
مصر تحت حماية انجلترا ،ويلقّنه الأوامر،ثم
خلع توفيق وطلب
تولية
عباس ولدا صغيراً ، وجعل
نوبار باشا وزيراً
يعيّنه الانجليز، وهو غير مسلم ولاعربى، وقام بنفس
الشئ فى الهند، خلْع امير وتنصيب امير.
_________________
* تلك هى مصر واهميتها بالنسبة
للشرق..هى القلب النابض ، ونهضتها نهضةً
للشرق ، فى استقرار مصر
وقوتها حفظٌ للتوازن فى تلك المنطقة.. فلا ينبغى
إلاّ أن يلتفّ الشرق العربى حولها ونصبح يداً
واحدة
..فقوتنا فى وحدتنا..والقلبُ مصر.
_______________
حامد حبيب _ مصر