الأفغانى..ومفهوم الاشتراكية ( ١)
!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
* يقول (جمال الدين الأفغاني):
------------
----------------------
الاشتراكية نوعان :
(١)اشتراكية
غربية مادية .. تقوم على الصراع.
(٢) اشتراكية إسلامية روحية..تقوم على المحبّة
والإخاء.
_فاشتراكية
الإسلام نابعة من الإسلام
، وهى من مقتضيات البداوة ، أى
أنها محلية وليست وافدة من الغرب ، اشتهر
بها (حاتم الطائي) فى
السنوات المُجدبة حين ذبح
فرسَه لإطعام امرأة
وأطفالها الجياع ، وحين
تبرّع (طلحة الطلحات) بسيفه وفرسه ورُمحه وجهّز ألفَ فارس.
_معناها : أن تظل الثروة مع
الأفراد ولكن مع حُسن استعمالها
، حتى تُصبح
الاشتراكية أمراً مقبولاً ، لاأنانية فيها
ولاأثرَة ولااستطالة على
الفقير ولاعدواناً على
الغنىّ ، وقد خاطب
القرآنُ القادةَ
والغُزاة قائلاً : ((واعلموا أَنَّما غنِمتُم من شئٍ فأنَّ للهِ
خُمُسه وللرسولِ ولِذى
القُربَى والمساكين َ وابنَ السبيل..))..كما نقد
القرآن اكتناز الذهب والفضة، وعقد الرسول
الإخاء بين المهاجرين
والأنصار، وأشركهم فى الأموال. . فإنّ التفاوتَ
فى الثروات يجلب الحقد والحسد ، كما قال(زُهَير بن أبى سُلمى)
ومَن يكُ ذا فضلٍ ويبخل بفَضلِه
على قومِه يستغنَ عنه ويُذمَم
_وقد جالس الرسول (صلى الله عليه وسلم)
الفقراء
وشاركهم فى الحياة العامة ،وسار (أبوبكر) على
سُنّةِ
الرسول ،
مع أنه كان تاجراً غنيّاً ، ولكنه كان يعيش عيشة الفقراء ، وسار (عُمر)
على أثره ، بالرغم من اتّساع
الفتوحات ، وازدياد
الثروات ، راقب سيرَ عُمّاله : ( عمرو بن العاص ) وخاطبه بأنه
لم يُقطعه مصرَ له ولقومه، وأنه
يحيا حياةَ الأُمراء ،بينما يموت باقى المسلمين جوعاً وقحطاً ، يبنى القصور والدور وغيره فى العراء.
..وهدّد معاوية فى الشام وحذّره من غطرسة
هِرَقل
وتعاظُم
الأكاسرة ، وطالبه
بمشاركة الناس فى الأموال.
_ولما نشأت
الطبقات الاجتماعية فى عهد (عثمان)
قام (أبو ذر الغفاري)وخاطب (معاوية بن أبى سفيان
وأمره
بِرَدّ الأموال إلى
الفقراء ، فرد معاوية
بأنه يستحيل العودة إلى الوراء ، إلى
الصدّيق والفاروق،
وإنما الصدقات واجبة، والوعظ يكفى لتخفيف حسد
الفقراء للأغنياء، فاستمر (أبو ذر) فى
النصح مذكّراً معاوية بسيرة السلف الصالح،
فأرسل له معاوية ألف
دينار
ليلاً لامتحانه وشرائه ،
فوزّعها (أبو ذر) على
الفقراء ، ورغم
عِلم معاوية بصدق أبى ذرّ ، إلا أن
معاوية ضيّق عليه، حتى لجأ أبو ذر للهجرة.
___________________
*ة إن
اشتراكية الإسلام هى الضمان الوحيد لحياة يسود فيها العدل والسلام
والرضا والطمأنينة، ولن تحتاج الدولة
بفضلها لأى لجوء
ربوى ، وسيعمل الجميع بفضلها ويصبح أكثر إنتاجاً
ونشاطاً ويحقق الاكتفاء
الذاتى بفضل تعاون
إيجابى رشيد يحقق أماناً إقتصادياً لامثيل له.
_ولقد صدق (شوقى )حين قال:
أراد اللهُ الرزق الناسِ اشتراكاً
وإن يكُ خصَّ أقواماً وحابَى
وهذا معناه احترام الملكية الفردية وخصوصيتها ،مع
تفعيلها بالتعاون لصالح المجتمع ككُل من خلال نظام
رشيد يستثمر هذا الحافز لبناء
دولة قوية لاتحتاج
إلى لجوءٍ
لَدَينٍ خارجى وتكتفى
اكتفاءً ذاتياً ،فإنه مامِن
دولة تلجأ للاقتراض
من الخارج بالربا
إلاّ وتُكبّل للأبد ولن تنهض ، وكل مجهودٍ تبذله فإنما هو لخدمة
الدَّين وهذا فيه
إهدارٌ لكل طاقات الدولة ومواردها .
__وهذا
لن يكون إلا بنهضةٍ دينية أخلاقية
تعليمية لبناء الإنسان المتعاون
الذى يرى فى ذلك
أماناً له ولمجتمعه.
_وقد
أشاد (شوقى) بتلك الاشتراكية الإسلامية فى قوله:
الاشتراكيون أنت
إمامُهم
لولا دعاوى القومِ والغُلواءُ
__ على
أن تأتى القدوة
ممّن هم فى
قمة
السلطة،والمسئولين الكبار وأصحاب رؤوس الأموال،
فقد
كان (عمر بن عبدالعزيز) حين
كان ينظر فى مسائل المسلمين يشعل
شمعة من بيت المال، فإذا
انتهى ، أشعل
شمعة بيته.. ففرّق بين خصوصياته
وخصوصيات المسلمين.
هكذا
ينبغى على كل
مسئول.. ( فالآن من كان فى عُهدته سيارة
مِن قِبل الدولة ، فهى لتوصيل
الأبناء للمدرسة أو الجامعة أو للتّنزه
أو لأعمال خاصة أخرى.. رغم أنها
ممتلكات عامة )... هذا على سبيل المثال لا الحصر.