حامد حبيب
الساقية
* الساقية ...لها معنا
ذكريات ولنا معها
أحلى الذكريات..
_ كم
سهرنا معاً وكم من السنوات قضيناها
معاً...كنا نغيب عنها ، وإذا غبنا
نجدها فى انتظارنا
بلهفة المشتاق .. كنا كثيراً مانشعر
فى حالة الغياب أنها تعاتبنا على
التأخير ، بل كنا
إذا غبنا عنها
نُسرع الخطى لرؤياها ، ونحن
مترجلين أو نمتطى الحمير
..كانت علاقة سنوات طويلة..الآن عندما أرى
صاجَها وقد أكله الصدأ
أحزن كثيراً.. وأشعر أن عمرى هو
الذى تآكل ..كلما زرتُ قريتى ووقع بصرى عليها
فى
الطريق أتذكّر حواديتنا معاً ، والقصص التى
كتبتها
بجوارها والأشعار .. طواها الزمن
كما طوى أعمارنا معها فصرنا سواء ، لايختلف حالٌ عن حال.. عُمرُنا
كساقيةٍ دارت ، فرَوَت ماحولها ، ثم
أصابه الشَيبُ والصدأ...أراها تنعى
أعمارَنا كما ننعيها .
_أتذكّر
يوم رحيلى من قريتى وأنا
أرمقها من بعيد
كانت آخر كتاباتى هناك قصتى القصيرة"شدو الليلة الأخيرة"..تلك القصة العزيزة إلى
قلبى.
_______________
*الساقية .. هى مُعدّة
مشهورة في مصر ، و هى عجلة مياه،ابتكرها المصريون لرفع
المياه من التُّرع والقنوات لِرىّ
الأرض الزراعية ، وهى
ترفع الماء لمسافة أقصاها
(٢,٥متر)..ولها مسميات عديدة ،منها
' الساقية
والناعورة والطنبوشة ، وهى
عبارة عن عجلة دائرية ، وقد زاد
عددها فى مصر كثيراً قبل أن يستخدموا طلمبات أومضخّات المياه
الحديثة التى حلّت محل السواقى الآن .
وكان
لأهمية السواقى فى
الرفع وتوافر الثروة الحيوانية ، حيث
كانت تدير الحيوانات
هذه السواقى ، جاءت بعثات من دول أفريقيا مثل غانا وغينيا وأوغندا لمصر، بغرض تصنيع
واستخدام هذه السواقى.
وهى تُصنَع من الصاج المِجَلفن الرخيص الثمن ، على
شكل حلزون ، وتم تطويرها على
شكل مخروطى بغرض رفع
كفاءتها ، من (١_٢لفة)فى
الدقيقة إلى ٣٢لفّة.