الشيخ محمد
الدسوقي •
ومرثيّةُ (العطّار) فيه
[•] أعلام منسيَّة [•]
• الشيخ محمد الدسوقي •
ومرثيّةُ (العطّار) فيه
•هو : الشيخ
(محمّد بنُ أحمد بن عرفة الدسوقي).
•وُلِدَ في
"دسوق" ،ثم حضر إلي القاهرة ، ليلتحقَ
بالأزهر
،فحفظ القرآنَ وجوّده علي الشيخ مُحمّد
المنيَّر
، ثم لازم دروس الشيخ
الصعيدي والشيخ
الدرديري
،كما لازم الشيخ حسن الجبرتي والد عبد
الرحمن
الجبرتي لمدة طويلة،وتلقّي عنه بمساعدة الشيخ النفراوى علمَ الحكمةِ والهيئةِ
والهندسة،وفن التوقيت ، كما أخذ
عنه فقهَ الحنفية في
رواق الجبرتى بالأزهر ،
ثمّ تفرّغ بعد
ذلك للإقراء والتدريس.
• تميّز في
تدريسه بتسهيل المعاني للطلاب،وتذليل
كل الصعوبات،مع لينٍ جانب وحُسن خلُق وتواضع وعدم
تصنُّع أو تعاظُم،ولم يجنح يوماً في
تدريسه لاستخدام ألفاظٍ مُفخَّمة ، ولهذا كثر الآخذون عليه
علمَه
والمترددون عليه ، فحضر إليه
الأذكياء من الطلاب ، والمهرَة من ذوي الألباب.
• تآليفُه :
كانت تآليفَ
واضحةً ،سهلةَ المأخذ،منها:
_ حاشية علي
شرح الشيخ الدرديري في فقه
المالكية.
_ حاشية علي
مختصَر السعد .
_حاشية علي
الكبري للإمام السنوسي.
_حاشية على
الجلال المحلّى على البُردة.
_حاشية علي
شرح الرسالة الوضعية...وغيره
• توفى في(
٢١ ربيع الثانى١٢٣٠م / ٢ أبريل١٨١٥م)
وصُلِّيَ عليه
بالازهر في مشهد
حافل ، ودُفِن بالمجاورين ،
وقام بتكاليف تجهيزه
وتكفينه ومصاريف جنازته،ومدفنه السيد محمد المحروقى.
..................
• ولمكانة
الشيخ محمد الدسوقي عند اهل العلم،
كان لوفاته
أثرٌ كبير في نفوسهم ، خاصّة العلماءُ
الأجلّاء
منهم ، الذين يعرفون قدرَ هذا
الرجل ،
ومنهم الشيخ
الجليل والشاعر الفذّ(حسن العطار)
..ذلك الرجل
الذي أعاد للقصيدة العربية مكانتها
في وقتٍ
قُضي فيه
علي التعليم والثقافة في
مصر بسبب
الحكم العثماني ، وصار الشعرُ
في
اسوا
مراحلِه..لكن من يقرا شعرَ ( العطّار ) يجد
شعراً ينهضُ
من سُباتِه ، في التركيب والصياغة
وحُسن
الاسلوب وقوّة البيان .. أعتقدُ إنّ العطارَ
كان
ممّن مهّدوا لمدرسة
البعث والإحياء التي
بدأها
البارودي.
•ومِن
مرثيّته في الشيخ الدسوقي
التي بلغت
ثلاثين بيتاً
وواحد ، اخترتُ هذه الأبيات :
أحاديثُ دهرٍ
قد الَمَّ فأوجعا
وحلَّ بنادي
جمعِنا فتصدّعا
لقد صال
فينا البَينُ أعظمَ
صولةٍ
فلم يخلُ مِن
وقعِ المُصيبةِ موضِعا
وجاءت خطوبُ
الدهرِ تترَي فكلّما
مضي حادثٌ
يعقُبهُ آخَرُ مُسرِعا
وحلَّ بنا
مالم نكُن في
حسابِهِ
مِن
الدهرِ ماأبكى العيونَ
وافزعا
واصبح شأنُ
الناسِ مابين عائدٍ
مريضاً وثانٍ
للحبيبِ مُشَيِّعا
وقد سار
بالأحبابِ في حينِ غفلةٍ
سَريرُ المنايا
عاجلاً مُتسرِّعا
يميناً لقد
جلَّ المُصابُ بشيخِنا ال
دسوقي وعاد
القلبُ بالهمِّ مُترَعا
وكيف وقد
ماتت علومٌ بِفقدِهِ
لقد كان
فيها جهبذيّاً سَمَيذَعا
(كريم سخى)
فأيُّ كتابٍ
لم يفُكّ ختامَه
إذا ماسواه
مِن تعاصيهِ ضيَّعا
ومَن يبتغِ
تعدادَ حُسن خِصالِهِ
فليس ملوماً
إن أطال وأشبعا
تواضعَ لِلطُّلّاب فانتفعوا
بهِ
علي أنّهُ
بالحِلمِ زاد ترفُّعا
وكان حليماً
واسعَ الصدرِ ماجداً
تقيّاً نقيّاً زاهداً متورِّعا
ولم تُلهِه
الدنيا بزُخرف صورةٍ
عن العلمِ
كَيما إن تغُرّ
وتخدعا
فقدناه لكن
نفعُه الدهرِ دائمٌ
ومامات مَن أبقي علوماً لِمَن وعا
فجوزِيَ بالحُسنَى
وتُوِّجَ بالرضا
وقوبِل بالإكرامِ
مِمَّن له دعا
............
رحم الله
الشيخ الدسوقي والشيخ العطار.
----------------