جاري تحميل ... فنون

إعلان الرئيسية

جديد فنون

عاجل

إعلان في أعلي التدوينة

جديد موقع علَّم نفسك

جديد علَّم نفسك

 

حمّى

هيثم الأمين

ـــــــ

بردٌ.. و مطرٌ خفيفْ

وهذه المدينةُ

التي لا ترتدي أحاديثها السّاخنة

تقف.. على رصيف اللّيل،

تدخّن أعقاب المتشرّدين،

تدندن كلّ الأغنيات التي ردّدتها خطوات الغرباء على أرصفتها

و تنتظرْ.. النّهر ليعبر بين فخذيها...

بردٌ و مطر خفيفْ

و كلّ السّاعات الجداريّة، داخل رأسي، لا تشير لعناق قريبْ..

أصابعي

مازالت تهرب منّي

و من قصيدة غصّ بها حلق الصّمت

ولا نبيذ ينزّ من ثدي اللّغةِ...

بردٌ و مطر خفيفْ...

المدينة تضع الكثير من أضواء الحانات على شفتيها،

تراقب ساعتها،

تبحث،

داخل حقيبة يدها،

عن رجل و امرأة يتبادلان قبلات جافّة

لتجفّف بشفاههما مزاريبها الباكية

و تهرش مؤخّرتها ليكفّ، قليلا، نباح كلاب بعيدةٍ...

بردٌ و مطر خفيفْ..

يتثاءب سريري الضّجِرُ من مشاهدة حلقة مكرّرة على قناة وثائقيّة،

تسعل الطّاولة من رماد سجائري الكثير،

يحاول الكرسيّ اخفاء ضرطة

فيشمّها حذائي الرّياضيّ الذي لا يناسب مقاس ركضي.. و يضحك

بينما جسدي القَلِقُ

مازال يحاول كتابة

امرأة

لا تفسّرها القواميس و لا تنطقها المدافئ..

بردٌ و مطر غزيرْ

و العاصفة تشدّ المدينة من أشجارها

أمّا النّهر فـ "دون جوان"

ينفض عن مائه سدود ثعالب الماء

و لا يهمّه تقاتل أنثتان لأجلهِ

مادام مجراه منتصبا في حلق الضّفّتين...

بردٌ و مطر غزيرْ..

السّاعات الجداريّة، داخل رأسي، تقلّد صوت خطوات امرأة أعرفها،

ينتصب مقبض باب غرفتي،

تعطس مقدّمة الأخبار فتشمّتها علبة المناديل الورقيّة التي تركتها على "الكوميدينو"،

تهتف النّافذة: ستنتصر العاصفة..

بغضب، يهتف السّتار: ستنتصر المدينة..

ترتطم عيوني بضوء شارد.. فتشتمهُ ببذاءة عاهرة !

يواصل كأس فارغ استمناءه،

تتقيّأ جواربي طريقا كان عسير الهضمْ،

عطرٌ أعرفهُ.. يتسلّل إلى جسدي القلق تحت الغطاء !

في الطّابق العلويْ،

تصرخ جارتي: ناموا يا أبناء القحبة !!!

فيقهقه سروالي الممدود على أرضيّة الغرفة..

من هناك؟؟؟؟ !!

تسأل أصابعي و هي تحاول تذكّر كلّ أبجديّة امرأة أعرفها !!

فيأتيها الرّد

من المطبخ؛

مواء قطّة هاربة من البرد و من المطر الغزير...


***********************


***********************

إعلان في أسفل التدوينة

اتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *