جاري تحميل ... فنون

إعلان الرئيسية

جديد فنون

عاجل

إعلان في أعلي التدوينة

جديد موقع علَّم نفسك

جديد علَّم نفسك
تاريخحامد حبيبشخصيات

الخريمى..وفتنةُ بَغداد

 

حامد حبيب

الخريمى..وفتنةُ بَغداد

                     ----


-----------------------

الخريمى: هو(ابو يعقوب إسحاق بن حسّان بن قوهى الخريمى)..شاعرٌ مطبوعٌ  من شُعراءِ العصرِ

الغبَّاسى الأوّل ، وهو تُركى الاصل ..فقد بصرَه فى

نهايةِ أيّامِه فحزن عليهِ ورثته بقصائدَ كثيرة ، وله

قصيدة رائعة صوّرَ بها فتنةَ بغداد .

ومن أشعارِه :

           إذا  مات  بعضُكَ فابكِ بعضاً

           فإنَّ البعضَ من بعضٍ قريب

           يُمنّينى الطبيبُ شفاءَ عينى

           وهل  غيرُ  الإلهِ  لها  طبيب

     ..............." فتنةُ بغداد".............

_ فى عام (١٩٧ه-٧٩٤م) عمت بغدادَ الفِتنةُ ،  بسبب

تقاتُل  المأمون  والأمين  على  الخلافة ،  وحاصرَت

جيوشُ المامون بغداد،ومنعَت عنها كلَّ مدَد ، ورمَتها

بالنيران من كلِّ جانب ، فعمَّ البلادَ  البلاءُ  والخرابُ،

وفشا القتلُ فيها،وانتشر النَّهبُ والسلبُ فى أسواقها

بعد ان  كانت  تُمثِّل  ارقى حضارة على وجهِ الأرضِ

آنذاك.

_وتأثّر  الشُّعراءُ ومنهم (الخريمى)  بما جرى ،  وتلك الفتنةَ التى أهلكت البلاد،وراح الخريمى فى قصيدته

يصوّر الفتنةَ تصويراً بديعاً ، كانّك ترى مشاهدها امام

عينيك ، ويدعو (المأمون)  فيها  أن  يعتصمَ  بطاعةِ الله ويجمعَ شتات أُمّةِ مُحمّد(صلى الله عليه وسلم) وتدارُك البلاد الهالِكة.

_وكأنّ(الخريمى)فيها يحكى ماتشابَه مع  تلك الفتنة

مِن فِتَنٍ اخرى تصيبُ بلادَنا والأمّةِ بأسرِها  ،  ويؤكد

أن التاريخَ يُعيدُ نفسَه،ونحن دائماً  لانتَّعِظ  ولانعتبِر

بما تقدّم ذكرُه من أهوالٍ وكوارثَ فى سالفِ أيامِنا.

والقصيدةُ (٤٥ بيتاً) أوجزناها فى تلك الأبيات ، دون

أن يوثِّرَ ذلك على مضمونها.

______________|| ..القصيدة..||_____________

قالوا: ولم يلعبِ الزمانُ ببغدادَ ، وتعثرُ  بها عواثرُها

إذ هىَ مثلُ العروسِ،باطنُها مُشَوِّقُ للفتَى،وظاهرُها

دارَ ملوكٌ، رسَت قواعدُها فيها ، وقرَّت  بها  منابِرُها

فلَم يزَل-والزّمانُ ذو غِيَرٍ-يقدَحُ فى مُلكِها أصاغِرُها

وافترقَت -بعدَ إِلفَةٍ - شِيَعاً مقطوعةً بينها  أواصِرُها

يابو'سَ بغدادَ دارَ مملكةٍ ، دارت على أهلِها  دوائرُها

رقَّ بها الدينُ واستُخِفَّ بذِى ال

                           فضلِ  ،  وعزَّ   النُّساكُ   فاجِرُها

يا .. هل  رأيتَ  الثَّكلى  مُولولةً

                          فى الطُّرُقِ تسعَى والجُهدُ باهرُها

فى  إثرِ  نعشٍ   عليه   واحِدُها

                           فى    صدره    طعنةٌ    يُساوِرُها

تنظرُ فى وجهِهِ ، وتهتفُ بالثَّكلِ

                           وجارى        الدموعِ       حادِرُها

اما رأيتَ  الخيولَ  جائلةً  بالقومِ ،  منكوبةّ  دوائرُها

يطأنَ  أكبادَ  فِتيَةٍ  نُجُدٍ  ، يَفلِقُ   هاماتِهم  حوافِرُها

وذاتُ عَيشٍ ضَنكٍ،ومُقعِسةٌ تشدخُها صخرةٌ تُعاورُها

تسال عن اهلِها وقد سُلِبَت وابتُزَّ عن  رأسِها غفائرُها

مَن مُبَلِّغٍ ذى الرياستَين رسالاتٍ تأتَّى للنُّصحِ  شاعِرُها

بأنَّ خيرَ الولاةِ _قد  علمَ  الناسُ_  إذا عُدِّدَت  مآثِرُها

خليفةُ اللهِ  فى  بريَّتِه  المأمونُ  ،  مُنتاشُها  وجابرُها

سَمَت   إليهِ   آمالُ   أُمّتِهِ   مُنقادةً  ،   بَرُّها   وفاجِرُها

أصبحتَ فى أُمّةٍ ، أوائلُها قد فارقَت  هديَها  أواخرُها

أدِّب رجالاً رأيتَ سيرتَهم خالفَ حُكمَ  الكتابِ  سائرُها

وامدُد إلى الناسِ كفَّ مرحمةٍ تُسَدُّ  منهُم  بها مفاقرُها

كَم عندنامِن نصيحةٍ لك فى الله

                                    وقُربى     عزّت     زوافرُها

وحُرمةٍ قربت أواصِرُها منك، وأخرى هل انت ذاكِرُها

_____________________________________

*ذو الرياستَين هو : الفضلُ بنُ سهل،لرياستِه الوزارة

والجيش فى عهد المأمون.

-------------------------------

حامد حبيب _ مصر


***********************


***********************

إعلان في أسفل التدوينة

اتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *