ربحي الجوابره
على حافةِ المقبرة وقفتُ أناجي الرّاحلين
رحم الله أمواتنا وأمواتكم .. على حافةِ المقبرة وقفتُ أناجي الرّاحلين فقلت : _
يُلوِّحُ الشَّوقُ بَينَ الحِينِ والحِينِ //
فَتدمَعُ العَينُ إنَّ الشَّوقَ يُبكينِي
مِن أوَّلِ الليلِ أمسَى ثَغرُ ذَاكِرَتي //
يَبوحُ وَجداً وَأضحَى الصَّمتُ يُضنينِي
كَيفَ اصطبَاري وَدمعِي فَاضَ مِن لَهَفٍ //
تَنهَّدَ الحُزنُ في صَدرِي فَيُشجِيني
قَد غَابتِ الشَّمسُ قَلبِي الآنَ مُنطَفئٌ //
غَابَ الأحبَّةٌ أنفَاسُ الرّياحِينِ
إنَّ الكّرَى هَاجَرَ الأجفَانَ مُكتَئبَاً //
كأسُ الفِراقِ أسَى الأشواقِ يَسقِيني
فأدبرَ الصَّبرُ والسِّلوانُ أتعَبَني // كأنَّما
العُمرُ للأحزَانِ يَرميني
ضَوءُ البيوتِ عَنِ العَينَينِ قَد أفِلا // لَمْ
يَبقَ مِنْ بَعْدِهم غَيرُ الدَّيَاجِينِ
يَا وَحشةَ الرُّوحِ والأعصَابُ رَاجفةٌ // كَأنَّ
فِي القَلبِ نَغزاتِ السَّكاكينِ
والطَّيرُ يَشدُو خُمُودَ النُّورِ فِي ظُلَمٍ //
إنَّ الذّي بالنَّوَى أبكَاهُ يَكوينِي
كَمْ نَجمَةٍ غَادَرتْ صَوبَ السَّمَاءِ رُؤىً //
والأرضُ تَلبسُ أثوَابَ الجَثَامِينِ