جاري تحميل ... فنون

إعلان الرئيسية

جديد فنون

عاجل

إعلان في أعلي التدوينة

جديد موقع علَّم نفسك

جديد علَّم نفسك
بدر الدين العتاققصة

حكاية ( الفِرِيْعَة ) نوَّارة الفريق (١)

 

حكاية ( الفِرِيْعَة ) نوَّارة الفريق  (١)

القاهرة في : ١٠ / ٢ / ٢٠٢٢ م

كتب / بدر الدين العتاق



" الفِرِيْعَة بت عجب الدور "؛ أُمَّها " السُرَّه بت الجاز" ؛ مولودة في حِلَّة ( الطِّينَة) ؛ نبتت مثل أترابها في الحِلَّة فنَهِدَ منها النهد وبلغت مبلغ النساء؛ وأذكر يومها أن مالت على حي من أحياء منطقة "ريدة" وتشبب بها شباب الحي؛ حين أرسلتها والدتها لحضور سماية ابنة خالتها "خِدِيْرَة"؛ وهذا لقبها الذي عُرِفَتْ به وليس اسمها في الحقيقة ولا يكاد أحد يعرف إسمها الحقيقي إلا زوجها ( خمجان ود البلولة ) الذي يعمل بائعاً في سوق " ريدة " كيفما أتفق له؛ مرة تجده في جزارة "الطريفي" ؛ يكسر العظم ويقطع اللحم؛ وربما باع لزبونه لحماً نتناً قديماً جيفاً لقاه في قارعة الطريق كيما يوفر ثمنه ربحاً لنفسه مستغلاً جزارة ( الطريفي ) ذات السُّمْعَة الحسنة ولا يُستبعد أن يكون اللحم لحم جيفة نتنة قذرة في ركن حقير من أركان حِلَّة "ريدة " إذ لا ينتبه أكثر أهلها لمثل هذه الهَنَّات؛ ومرة تلقاه وسيطاً بين اثنين أو أكثر لإكمال صفقة لبيع الحمير في السوق المجاورة سوق " ضَحَوَة " فربما ناله حظاً من فُتات الواسطة؛ لكنه في كل الأحوال ميسور الحال ولا يمد يديه لأحد ؛ ويظن في قرارة نفسه أنَّ طعامه ومكسبه حلال زلال ولا يبالي بما تقوله نسوة الحي في بعض الشُبهات الأخريات ؛ فسعادته بأسرته دونها المهج الكِرام.

ذهبت " الفريعة " حسناء الحي بلا منازع ؛ وما أدراك ما " الفريعة " ؛ كل ما يمكن أن يُقال عن الأصالة والطيبة والتواضع والفهم وحسن الصفات؛ عنها يُقال؛ لتبارك أختها ابنة خالتها المولودة من الأسبوع الفائت وحملت معها شيئاً من وصايا وتحايا وشيء من إدام وهِندام ؛ أحسنت صنعه باللحم المدقق المنشف على الهواء الدهر الطويل وأضافت عليه السمن المستخرج من عُصارة لبن الغنم بعدما رجَّته في فَرْصَته المصنوعة من جلد التيوس؛ والبامية المجففة المسحوقة بفندك جارتهم طويلة اللسان؛ حاجة " بخيتة بت حسب الله " الذي أعارته لها بعد شد وجذب في الكلام وبعد تفاصيل مملة؛ فما كادت عليها حتى كادت أن تكيد ؛ لكنها في النهاية صنعت ملاح الكجيك ذو الرائحة العفنة النتنة إلا أن طعمه لذيذ لا يقاوم / الكجيك؛ هو السمك المجفف المملح بالملح والمخزن في الصفيح الحديدي؛ الذي يمكث العهد الطويل في ظاهر الأرض أو داخل غرفة الطين أو الجالوص وهو طعام طيب الطعم كريه الريحة مشهور في بلاد صعيد السودان الغربي والجنوبي الغربي / بعصيدة الفتريتة الحمرا وصرَّت من شطة (قبانيت) / قبانيت؛ حِلَّة في أطراف الدمازين اشتهرت بجودة عالية في حرارة شطتها الحمراء غير الداكنة ) /  القليل؛ فهي معروفة بلسعها لسان من يتطاول عليها تجريباً واشتهاء؛ فقد قيل في المثل : ( الشطة بتحرش على الأكل )؛ ولعلَّ في بيت السماية ما تبقى من لحم معيز وثريد  يسد به رمق المتعب الراكب الجحش سفراً؛ جيفة كان أم ذبيحاً ؛ فيقيم به أوده .

نسيت أن أقول لكم : إنَّ ما بين الحِلَّتين " ريدة / الطينة " فريق العرب ( أم زين ) ويعرفونه ب ( هجَّام فريق أم زين ) ولهذا الاسم حكاية؛ أتركها لحينها؛ لكن المهم هو "الفريعة" النِّهِيْدَه؛ / هكذا يلقبها الشباب ولعمري قد تثورهم بنباتها المنبت على صدرها الوثير ما تكوَّر به من شحم ولحم/ ؛ وما حدث لها في طريقها إذ عارضها في مسيرها لبيت" خمجان ود البلولة " زوج خالتها "خِديرة " الشاب المشاكس الذي شمَّ عفنه إبطه قريباً فزعم أنه فارس حوبة بني حمدان يُقال له "كِكْس "؛ حين ناداها بصوت عال - يقصد مناداتها بصوت عال أمام الشباب لإثبات فحولته وشيطنته حين يتوارى الأقزام خلفه - :  " الفريعة " هوي !! " الفريعة " ها !!؛ ومرت على الصوت كأن لم تسمعه؛ فاشتاط غضبه وأعادها بصوت أعلى من الأول : " الفريعة " .. أمك / كلمة نابية /؛ فلم يظفر بها ولم تلتفت إليه وسارت مسيرها حتى وارتها حُمارة " دكين " فغمزت نحو  بيت خالتها مستغلة وجود صاحبها عليها؛ بينما قبع " كِكْسْ" يحمل في يده فرعاً من شجر الاراك؛ في ذات الطريق يرجو عودتها من بيت السماية والشباب كذلك في أشد حالات الغضب والانكسار لكبريائهم المهيض.

أواصل

 


***********************


***********************

إعلان في أسفل التدوينة

اتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *