حامد حبيب
القصّةُ القصيرةُ..فنُّ الوحدةِ والعُزلة
--------------()()()()------------------
إنَّ كاتبَ القصّةِ القصيرةِ فنّانٌ شديدُ الفرديّة، لأجل
ذلك فهو
يتعامل مع الحياة بحساسيّة خاصّة ،
فهو
فنّانٌ تغلبُ عليه انطباعاتُه، وهو الأقرب إلى
طبيعةِ
الشُّعراء ،حيثُ
أنَّ قوّةَ الشعرِ
والإحساس بالدراما
يغلبان على عمله،ويقول (فرانك أوكونور)عن القصة
القصيرة
أنها " فنُّ الوحدةِ والعُزلة
" ، وكاتبها أكثر
انطواءً،لايستطيع الانغماس فى حياةِ الآخرين برغم
تعاطفِه معهم.
* وعناصر القصة القصيرة التقليدية :
(النسيج_ العُقدة_ الشخصية_البداية والنهاية)
وسنُركّز على "النسيج" ، الذى هو اللغة
وماتشمله من
حوار وسرد فى خدمة الحدث.
لذلك
يجب أن نرى
الأحداث _لامن خلال الكاتب وتعليقاته_ بل من خلال الشخصيّة ذاتها وتصرُّفاتها
..لذا
ليس من الصواب أن يجعل الكاتب
شخصياته
تتكلّم
بمستوى لغوى واحد ، وإلا
فهو الذى يتكلم،
ولابد أن تكون اللغة دلالة على اهتمامات
الشخصية
ومستواها
الاجتماعى من خلال
ماتستخدمه من ألفاظ وتركيب لغوى.
والأسلوب
الركيك مما يفيد
القصة ، مثله
مثل الأسلوب المزدحم بالمحسّنات البديهية
والغريب من
الألفاظ التى تُشتّت الذهن.
وكثيرٌ
من الكُتّاب _للأسف_
لايتقنون قواعد اللغة العربية ، مع أنّ اللغةَ هى أداةُ الكاتب ، فإذا لم يتقنها
فمعنى هذا أنه لايسيطر على وسيلته سيطرة
كاملة
فى نقل رؤياه إلى الجمهور..ولاتكفى اللغة لهذا الأمر
بل لابدَّمن توافر ثروة لغوية تُتيح له أن يختارَ لفظاً
دون غيره أدق فى توصيل المعنى.
والأسلوب
قد يُستخدم للدلالة
على زمان مُعيّن..
فاللغة فى عصر
الجاهلية غير عصر المماليك ، غير
عصرنا الحاضر ، كما قد يُستخدَم للدلالة على مكان
مُعيّن ، ويستخدم
أيضاً للدلالة على الشخصية من خلال الحوار... وهذا الحوار
وظيفته التخفيف من رتابة السرد ،
ويجعل الشخصيات أكثر
تجسيداً وحضورا ، ويفضَّل أن يكون قصيراً.
والتقرير ..من الأخطاء التى تصيب النسيج
بعيوب
شديدة ، لأنه تدخُّل من
الكاتب فى تطوُّر الحدث ،
فلا يجب أن يُقرّر الكاتب أن شخصاً ما ذكىّ أو غبى
أو طمّاع ، وإنما عليه أن يقنعنا بذلك من خلال
سلوك الشخصية ، لأنّ القصةَ القصيرة ليست
مجرّد خبر أو مجموعة أخبار ،
إنما هى
تقدّم حدثاً أو
مجموعة أحداث يتسبّب كل منها فى حدوث
الآخر بأسلوب
تصويرى ذى دلالة.
________________(نواصل..إن شاء الله)