ماهر محمد
"أُمنية أخيرة"..
ما هذا الكرسي السخيف؟..
ابتاعوا لي على الأقل
أريكة مريحة..
وما هذه القماشة
الغبية؟..
أحضروا لي كنزتي الصوفية
آخر شيءٍ أريد أن أشُمّه
رائحة أمي..
هذا الحبلُ غليظٌ جداً
يجّر قاطرة بأكملها
وأنا بطل هذه الحياة
البائسة
لوزن الريشة..
وأنت..
الذي تحمل ورقة..
نعم أنت..
طريقة إلقائك مثيرة
للإشمئزاز..
أعطني أقرأ عنك
أو أحضر لي قصيدة أخيرة..
أليس من المفترض
أن يكون لي أُمنية؟
هذا ما كُنتُ أراه في
الأفلام..
أرجو أن تُنّفذوها..
هذه المنصّة لا تصلح لي
أُريدُ منصّة على شكل
مسرح كبير
سأقوم بدور الأمير الدنماركي
هاملت
سأدّعي الجنون مثله
لكن سأختلف معه في
الإنتقام..
سأنتقمُ من الفقر الذي
قادني إليكم..
لا أُريدُ أن أكون
روميو..
لا أُريدُ أن أكون
عاشقاً..
لا أُريدُ أن أشرب السم
وأغفو ببطئ..
لا أُريدُ أن أموت هكذا..
أُريدُ أن أموت بشكلٍ
لائقٍ أكثر
أعطوني سيفاً كي أُبارز
الحُزن والفقر معاً
أن أُقتل مثل هاملت بسيفٍ
مسموم
سأقبل بذلك بلا شكّ
على الأقل سأقاتل..
شكراً.. شكراً..
شكراً أيتها الجماهير..
أرجو أن تكون منصّة
إعدامي
قد أعجبتكم..
ماهر..