الشاعر فريد مرازقة الجزائري
مَا الشِّعرُ فِي مَجْمَعِ الأعرَابِ مَقْبُولُ
وَقائِلُ الشِّعرِ
بِالإنكارِ مقْتُولُ
مَا عَادَ يُطْرِبُهُمْ
هَجْوٌ وَ لَا غَزَلٌ
أَوْ باتَ يُبكِي
الرِّثَا، مَا الدَّمعُ مأمُولُ
كَلَامُهُمْ صارَ هَذْيًا
لَا عِمادَ لَهُ
حتَّى الذِي نظَمَ
الأبيَاتِ مَغْلُولُ
لَا شِعْرَ مِنْ أمَّةِ
اللَّاشِعرِ تَرقُبُهُ
فالحرْفُ فِي عُرْفِهَا
للنّولِ مسْلُولُ
كَمْ شَاعِرٍ ترَكَ
الأشعارَ بادِيَةً
لَكِنَّهُ مَا بدَا
والإسمُ معزُولُ
طالَتْ قصائِدُهُ
لكِنَّهَا رفضَتْ
أنْ تقتَفِي طُولَهَا إذْ
هَدَّهَا الطُّولُ
حَنَّتْ لِخَائِنِهَا
مِنْ بعدِ وعكَتِهِ
فمَا رثَتْهُ إذَنْ
وَالنَّعشُ محمُولُ
تَبًّا لِشِعرٍ يُرِي
الأهْوالَ شَاعِرَهُ
مَا العَبدُ عَنْ
بَيْتِهِ الخَّوَّانِ مسْؤُولُ
لَا حُسْنَ ترجُوهُ مِنْ
قَوْمٍ بِلَا كَلِمٍ
فالشِّعْرُ بينَهُمُ رقصٌ
وَتَطْبِيلُ
أَينَ الَّذِينَ عَلَى
أكتَافِهِمْ حملُوا
هَمًّا أما طالَهُمٌ
طَعنٌ وَتنكِيلُ؟
قِ النَّفْسَ مِنْ مكْرِ
إنسِ الخَلْقِ مُنفَرِدًا
فَإنَّ مَنْ رَفعَ
الإنسَانَ مخذُولُ
لَا تحلُمَّنَّ! حرَامٌ
فِي عَقِيدَتِهِمْ
أنْ تعتَلِي بُرْجَهُمْ
مَا ذاكَ مَكْفُولُ
يَا شاعري! لا تَقُلْ حَقًّا بمجْمَعِهِمْ
فالحَقُّ فِي عُرْفِهِمْ
قَتلٌ وَتقتِيلُ
بَلْ قُلْ لَهُمْ مَا
هُمُ يرجُونَ منكَ لِأنَّ
الشِّعْرَ فِي فهْمِهِمْ
زيفٌ وَتبدِيلُ
ألَمْ يقُولُوا: جميلُ
الشِّعْرِ أكْذَبُهُ؟!
ألَيسَ هَمُّهُمُ جَمعٌ
وَتحصِيلُ؟
إنْ كُنْتَ تنشُدُ قدرًا
لَا تُقْلْ أبَدًا
حَقًّا فمَا حُبُّهُمْ
فِي الحَقِّ مَوْصُولُ