احمد دياب
هي وردة أفهمها فقط
أنه لم يجيء وقتك
فازدهري في حمرتك
الجنايني لا يتورع في
قطفك
ليقدمكِ لبنت الهانم
التي تفوت بجواره
كتحية الصباح،
دون أن تقول له صباح
الخير
يا عم عبده.
•••••••••
الريح التي لم تأخذ شيئا
من البلاط
ستجيء لتأخذ البلاط نفسه
فشاكس أي أحد والسلام
قل يا أرض احفظي ما عليك
لجارة تمر
تعارك مع عيال يلعبون في
الشارع الضيق
بص من الشباك ربما طائر
وقف على أسلاك أعمدة الإنارة
أراد أن يأنس لمخلوقات
آدمية
انظر خلفك ربما رأيت
أشياء
غير التي أمامك
وحين يقتلك الملل غن.
••••••••••
أعرف موسيقى ليس لها
سلالم
أعرف رقصة حاولت جاهدا
أقيسها على جسدك
راهنت أنك ستفشلين
في اتقانها بالشكل الذي
في دماغي
فأنا أجيد التمتير
أقيس جيدا
بالسنتيمتر/ بالمليمتر
لولا صدرك الذي تأبط
لؤلوتين
خارج المجاز
وخارج التشكيل النهائي
لرؤيتي
أعرف أن شمعة
تحترق لتضيء مساحة
تكفي لقراءة الكف
كفك لا ينبي عن مستقبل
جيد معي
من آخر تلويحة قلت هذا
وداع نهائي
اوقفوني مرة طلبوا صحيفة
فيش وتشبيه لقلبي
وأنه غير متورط في الهجوم
المسلح
على فراشة هبطت على صدري
••••••••••
اشتريت دباسة لا تفارق
جيبي
كلما أحببت شيئا أدبسه في
ملابسي
فلقبوني صاحب الشخاليل
والقلوب القديمة
قابلت عفاريت كثيرة
قدموا لي حلولا للكوكب
وأنه من الممكن ان نأخذك
معنا
وآثرت البقاء
عرفت أن فتاة
"تريد
أن ترى حبيبها الإطفائي
فتشعل البيت بالحرائق
ليأتي بسيارة الإطفاء
فتبتسم وهو يرش النوافذ
بالآهات المفخخة"
مارست عادات صعبة
تدربت شهورا وأياما لدخول
صفحتها الشخصية
وأن أنام تحت حبل الغسيل
وأقول ملابسها غيمات
تمطر لي وحدي
وقالوا امسكوا حرامي
الغسيل
لعبت مع الصحراء
حين تكون على هيئة جمال
وأسوقها من أرض النعمان
كهدية لابنة صاحب
الكباريه المحجة
ألاحظُ أظافري تنمو
بسرعةٍ
كلما قابلني غبي
يرى أن الدنيا انتصاراتٌ
دائماً
فتدنو يدي من رقبتهِ
بعفويةٍ
وتريدُ أن تعلمهُ شيئاً
من نكهةِ الهزيمةِ
في لعبةِ الهرشِ السخيفةِ
والمحرجةِ
وسطَ جمعٍ من الأصدقاء
أحياناً أريدُ أن أربي
خنافسَ وجعارينَ على صدري
تلهو داخلَ القميصِ النصِ
كمٍ
أمنعها من محاولاتِ
الخروجِ
أوقفُها على الأزرارِ
ألعبُ معها وأنفخُ في
عيونها كلما تسلقتْ رقبتي
أحياناً تراودني أغنياتٌ
عن نفسِها ويشتعلُ اللحنُ كلذةٍ
والكلماتُ تعضُ أذني
ولا أسمعُها
نكايةً في الإيقاعِ
ألتمسُ لروحي لغةً أخرى
تقيني فتنةَ الرقصِ
••••••••••••
أفك الحياة قطعة قطعة
أكوم السنوات غير السعيدة
بشخوصها
أكوم الأيام الحلوة
التي وجدت بها نفسي
الساعات التي راقصتني دون
موسيقى
الدقائق التي فهمت فيها
معنى الحرية
والثواني الجمرات
التي لعبت في دمي دون
اليقين بالحب
هناك في وكالة البلح
بعت المهملات بثمن بخس
وحمدت الله أن ما تبقي
ظل يكتب عن الفرح المباغت
والجروح التي طببتها الأغاني
أحببت كل الممثلات
حتى إذا انتهت أدوراهن
وعدن إلى طبيعتهن
عدتُ أنا بخسارات فنية
جسيمة
•••••••••••••••
يوقفني رجل المرور
يطلب رخصة القيادة
وتقديم سبب مقنع
عن مكانك الفارغ بجواري.
•••••••••••••
وقعت نظارتي السوداء
جاء النمل وحملها
وما تبقى من شظايا العتمة
تحت شجرة الوقت
قلت أساعدهم
فحفرنا مساحة 6 سنتيمتر ×
9
لنواري صورا ووجوها
أتعبت القلب
يا ايها النمل
تعرت عيناي
وبانت سوءة الخجل.
••••••••••••
بعت دموعي لأناس
يضحكون دائما
وأحيانا كانت مقايضة
من يعطني ابتسامة
أمشي بها يومي الخائب
أعطه دمعة
يترحم بها على حب فائت
أو على أحلام تكسرت
ولن ترمم مرة ثانية
أريد نسخة ثانية مني
أتركها في البيت
وأذهب للسهر مع أي كائنات
تسعل وهي تدخن
أو تتدفى على حطب السنط
نتحدث عن أي شيء
أتركهم على حالتهم
كالعادة
وأعود
أرمي سيجارة للرجل
الذي يفترش الرصيف
أجلس بجواره قليلا
وممكن أقاسمه
نصف الرغيف الذي يحتفظ به
للصباح
أقو له أما آن لك أن
تتزوج
يقول لم أجد واحدة جميلة
في البلدة
تملىء عيني
أتسكع مع الكلب الذي
يرقد تحت شجر البرد
وحيدا
ما من كلبة في الحي تسال
عنه!!
أريد نسخة ثانية مني
أتركها مع أصدقائي على
المقهى
وأذهب البيت.
..
احمد دياب