محمود نوحو ابراهيم
غرور الديكة يوقض صباح الحرب
(نص مغلق على شساعة الخراب
ويرفع للحرب قبعة الكلام)
.... المسافة
شهقة ضوء على شُرَفِ الصباح
اذ يلوذ مرعوبا بالنساء
ينهضنَّ مطهوات بشهوات الليل
وقد علقنَّ على مشجب الشروق
كسل الأشتهاء ريثما يمر الصباح بعربات عجزه
وكساحه المطهمة بالخرز الأسود والخلاخل
والأجراس الصغيرة وقلائد الحرمل والشب
وأكف عين الحسود وأحجبة (القيام) على المقامات
الفارغة من رمم وهياكل عظام الأولياء
في البهاء المخطوط بمكحلة الأثمد
والحبر الصيني
يمر الصباح
مسبوقا بدفوف الغجر
وتعاويذ أوشامهم
ودلع كلابهم السلوقية
محمولة في جرأئب الخرجة على الحمير
العرج والمدبورة
يمر الصباح
يجر خلفه علب التنك الفارغة
وأعشاش عصافير
بريش ملكي
وصنان تيوس ترفع للسفاد
لحى من غيم وعطش
وتشعل في رماد الأناث ثغاء
الانكسار والعنة
والوحشة الغامضة بالدمع وبريق
اللذة الذاوية
يمر الصباح مطليا بالعجز عن بلوغ
صباه
مشفوعا بالقحط وعويل الندابات
وصرير كواببس ليله
وثغاء قطعان مواشيه المخصية
ونباح كلابه المغرورة بسفادها العقيم
وغرور الديكه على نفايات الصباح الملك
الصباح المجلل بكسل الجنادب
وروث هوام الليل
وتفشي عطنها في هواء الصمت
وبلادة الأفعوان المدهون بالشبق الفضي
يرص على حافة العطش احتلامه
ويرج كاس صباحه بالملل
منتخبا لسمه المعتق
هاوية التلاشي
حيث انا المسافة في الانين
أسيل على ورد الحديقة
ألوّن بريشتي صباحها الأبيض
بانتظاري لأنسفاح الأحمر الغسقي
مزهوا بحنين النار للماء مدلوقا
على قرميد جمر المساء
حيث انا المسافة
في الصباح المؤجل
قاب شوقين ودمعة
في رحيل الأمنيات
التي تفسد كعلب السردين
وتنتفخ كأصابع السجق
واكياس (الشبس)
انا المسافة في الرحيل
إلى حلم التماهي بالصدى
حيث الحلول ليس حلا للتلاشي
بل هو مضرب للتجافي
وأعلان خسرانات
وخسارات
كأن الحرب تستولد من أعراسنا المؤجلة
أولاداً
زناة يعهرون بأخواتهم في رابعة النهار
كان الحرب صلاة القداس والجناز
والعيد والجنازة وسلام السبت
تترك على كل باب
براز ديكتها وبغالها وحميرها وزينتها
لتغادر عرسنا
تحمل منديل ولوج الموت في خواصرنا
وأرحام نسوتنا الذاويات
المبهرجات بالنميمة والغيبة
وسوء الظن
الغاصات بالوجل
حتى بلوغ التراقي
ولامراقي
ولامعراج
ولاإسرا ء
الا للذي ترك على درب الخطيئة
ثور صوابه مربوطا على
نورج الامنيات الأفلة
وترك بين حجري رحة الصبر
خلاص الأغنيات
والذي ترك الصباح
مؤجلا على وسادة الحلم
وسرير الأحتلام
ترك الصباح عصفورا
مكسورالجناح يلوذ
بساعة الوقت لعله
يلد المسافة من حنين الذكريات
اذا يطوي جريدته الصباح
ويلم خراف قطيعه
ويربط أجراس كباشه
و(خراخر) تيوسه
ونهيق حمير رعيانه أو رعاته
على مرمى دمعة من مراعى
الحرب التي اشتعلت صدفة
في غفلة من الصباح
وادعاء أجوف من دهاقنة المساء
حيث أدعوا دراية بالحرب
وأنهم لديهم بطاقة تومئ بمواعيد
الذبح والنحر والصلب والتقطيع
والحرق
الخ. الخ
حيث المسافة هنا
حيث الجرح هناك
وحيث نحن بين بين
نلوي أعنة أفراس أحلامنا
الى حيث النشيد مدعاة ومقتلة
والصمت مرثاة ومهزلة
والصباح مهلكة
والحرب جريرة الأصدقاء
وأولاد العمومة والأعداء
والحرب جريرة الغرباء الأحباء
والحرب جريرةالشجعان والجبناء
والحرب جريرة المدح والهجاء
والحرب أرواح ملونة بالابيض والاسود
وأكف تلم الدم والدموع بطاسة الحناء
وبخور المساطيل ودفوف الأوصياء
والحرب كل الهجس
تطحن جريش أياَمنا علي حجر المذلة
وتعصر على شفاهنا زريخ مرارها
علنا نعطش أكثر
والحرب التي تلاقح
جينات ماقبل الخلق
وبعده وفيه وله
والحرب راية تختزل أعمارنا
وبيدق يهدم الرخ قبل ان يستوزر
والحرب أحجية بالف جواب
والحرب جواب لكل الأسئلة
وسؤال ليس له جواب
والحراب منجاة من الحيرة
الى دابر اليقين الفج
والحقيقة الهشة
والحرب حارث يثلم بفأس ادعائه
يقين الضعفاء
ويصوغ بيان الأستولاد الجديد
والحرب سبحة مرجان
دمنا ودموعنا
في أوراد وسبحلات
وحمدلات وبسملات
وحوقلات
سدنة الهيكل
وأرباب الرعية والحساب
والحرب حفلة الناسوت
وتجلي اللاهوت
وتقدس الزائل في ديمومة المدنس
والحرب تلظي الخراب
رافعا قبعته
يحيي كارادلت الموت
يعتلون بساط دم البسطاء
ويجمعون بأكياس( بابا نويلهم)
صباحاتنا العجفاء وأَماسينا العرجاء
وأناتنا الخرساء
والحرب سنة الميلاد
والحرب دفتر الاعياد
تدون فيه أضحيات القائمين
على أمر الحياة
حيث الذبيحة حلم الخلاص
ونجيع الذكريات
الخ....... الخ
والشعر ايضا هناك
حيث الدم يزدهي بشهوة النزف
والقصيدة بشهوة التعري على
بحر رملها
الطويل الطويل
حتى الأغفاءة على سرير
الناقد العنين
الذي لايجيد قراءة
مايخفيه بيت القصيدة
تحت غلالة نومها الخضراء
......................
......................
.....................
========================
للنص بقية