بشرى رحالي
هذا النص أيضاً
قابلٌ للنسخ و التزييف
لكنّه متعب جدا
و طويل ،
كل شيء هنا
مباحٌ أن يكون في مكان
آخر
حتى إسمي ،
لا أغضب و لا أعارض
و لا أقلع عن التدخين
لكنني حزينة جدا
فكل شيء يغادر
ولا أحد يستطيع نسخ
الشعور
أو سحب الدم حين يفور
لا أحد يعرف أيّ جهة
سلختُ جلدي كي أتنفس
دون إحداث ضجة أمام الملأ
و لا أحد يعرف كم قميصاً
خلعتُ أمامهم
كي أبدو امرأةً عادية لا
بأس بها
تتناوب عليها عاداتُ
الأعراف و التقاليد
كل صباح
أستعيد وجهي من المرآة
و قدمي من الوهم
و أغسل عيوني من التعب
تظهر هالة تحت عيني
لا تخفيها مساحيق التجميل
تشبه ظلا ممدودا لا تحبه
الشمس
فتأبى أن تطلع عليه ،
و شامة كبيرة أعلى كتفي
تعيد اتزانه
و تدير عنك وجهي إن أتعبك
النظر إليه
الأجساد تنطق أيضاً
و لهذا نكتب كثيراً
فلا نستطيع قول كل شيء
اللغة كثيرة
لكنها لا تستطيع
أن تصف بكاء أحدهم فجأةً
عندما يداهمه العناق
إنّني سعيدةٌ
سعيدةٌ أيها الحزن الثقيل
ها أنا أكتب
كما لم أفعل من قبل
أسمح للمارّة بالعبور
قبلي
أتنازل عن منصبي في العمل
و عن حصتي في الميراث
و عن حقي في العيش كما
أريد
إنّني و بدون سبب أكتب
و بلا جدوى أحب
و دون مقابل أرقص في حانة
الوقت
مع أجساد الكثير من
النساء اللواتي غادرن باكراً
دون أن يكتبن شيئا يبرر
هذا الرقص |
