فريد مرازقة الجزائري
أنا القصيد...
حَمَلْتُ هَمَّ الوَرَى وَالهَمُّ يأبَانِي
وَالحزْنُ صارَ منَ الآلامِ يهوَانِي
ناضلتُ من أجلِهِمْ حتَّى اكتَفَيتُ أَذًى
وَ صرتُ أكتبُنِي شِعرًا بِجُدْرَانِي
بأحرُفِي غصَّةٌ لَا عقلَ يَفهَمُهَا
فليسَ يدرِكُ فكرٌ عُمقَ أحزَانِي
حتَّى إذَا حلَّ سعدٌ كُنتُ أرقبُهُ
زارَتْ بناتُ فؤادِي بعدَ نِسيانِ
أَنَا القصيدُ الَّذِي أبياتُهُ نُظِمَتْ
مِنْ فِكرَةٍ تَحتَهَا جَمرٌ بِنيرَانِ
يُمَجِّدُ القَوْلَ وَالأقوالُ ترفَعُهُ
ليعتلِي بُرجَهُ منْ بعدِ إتقانِ
فخِفيَةً يذْرِفُ العَبرَاتِ فِي فرَحٍ
وَ بَعْدَ ذَا يعتَلِي أبراجَ أشجانِ
هذَا أنَا فِي الأَسَى ما عُدْتُ أعرِفُنِي
فهلْ أنَا بشَرٌ أوْ صَوْتُ إنسَانِ؟
دَقَّقْتُ فِي وجهَتِي علِّي أُوَضِّحُهَا
فلَمْ أجِدْ بِدِيارِ الحُزنِ عُنوَانِي
مسافِرًا فِي أراضي الله ملء فمِي
شِعرٌ أردِّدُهُ قولًا بألحانِ
كأنَّنِي البَحرُ فِي أمواجهِ نغَمٌ
وَ كُلُّ أنغامه نقرٌ بآذَانِ
قدْ لا أُرَى بعُيُونِ الخَلْقِ كُلِهِمُ
لكنَّنِي بينَهُمْ أسمُو بإيمانِي
فريد مرازقة الجزائري