الصادق عبد المولي
رسالة حول السلام
""""""""""""
السلام قيمة أساسية لحرية الإنسان ، ولايمكن الفصل بين الحرية والسلام
ولايمكن أن يكون هناك سلام ما لم تتوفر الحرية ، وهذه علاقة جدلية ثنائية ،
وبتعبير آخر السلام هو إزدهار مناخ الحرية التي تدعم الحياة الإنسانية الآمنة .
ومن هذا المنطلق هنالك دورا مهما يتعلق بضمير كل من ألاء علي نفسه وحملها
مسئولية سفير سلام أو داعي ، عليه القيام به ، وهو الإرتفاع والإرتقاء إلي مستوي
التحديات التي تجابه وتواجه وأد وزعزعة الإستقرار الإنساني ، وذلك من حروب قائمة
آنيا في شتي البؤر من أنحاء العالم والتي خلفت و خلقت واقع مأسوي ومآسي إنسانية
يندي لها جبين كل من له ضمير إنساني ، من موت ونزوح ولجوء وإضهاد صريح لقيمة
الإنسانية.
يجب أن يكون هنالك خطوات عمل جمعي من أجل القضاء علي بؤر ظلمات الحروب التي
تخلف المآسي والجهل والإستبداد والإرهاب.
إذ لا يمكن الحديث عن السلام وأهميته بالأماني ما لم يكن هناك محرك لإفشائه
وسط الأمة الإنسانية .
نؤكد علي فهم تأثير السلام في المتغيرات المجتمعية والإقتصادية والدينية
والتاريخية.
ولتحقيق ذلك يستوجب النهوض بعملية السلام وتطور الفكرة التي يتحقق عبرها
نمو المجتمع والعلم والذان بدورهما يؤثران في السياسة والثقافة وبكل الخطوات
الإيجابية التي تنتج الوعي والتطور الذي يساهم في النهضة الإنسانية بصحو الذات .
يعد السلام حلم راكد يداعب المخيلة الإنسانية عبر الأماني التي تؤكد من
ضرورة إمتثاله ودمجه في الحياة مع الإيمان بأنه يجسد عاملا أساسيا بالتأثير علي
مسيرة تطور الفكر الصاحي الذي بدوره ينمي المجتمعات .
إننا نعيش في حقبة زمنية تحولت فيها حياة الإنسان من متغيرات سياسية
وإجتماعية وإقتصادية ، ونتج عن ذلك ثقافات تعظم من إتباع السلوك السلمي المتحضر
وقد إنتهي زمن الجبروت والعسف والإستغلال ، وإزدهر التقدم التكنولوجي وإرتقت
الحضارة .
وبما أن السلام هو المؤثر الفاعل في الفكر فإن الفكر يتأثر إيجابا بالرقي
والتطور ،.
نخلص
بأن مفهوم السلام مفهوم متميز يقود الإنسانية إلي تهيئة الذات المسالمة وتنتفي
المفاهيم العدوانية التي تقود إلي الكوارث الإنسانية
للسلام مدلول وإيجابيات ومعاني تعتبر من أنبل
وأذكي المفاهيم الإنسانية التي لها قيمتها الأخلاقية التي تتميز بأثرها الجلي في
نهوض وتنمية الحياة بين البشر .
والسلام ضرورة من ضروريات إستمرارية الحياة وصمام
أمان البقاء السلمي العادل الذي تشع عبره القواعد الإيجابية ، بعيدا عن المواجع
والخراب الذاتي للإنسان.
السلام هو بمثابة الضوء الذي يشع في عقول وقلوب البشر ، ويؤمن الدور الحضاري الآمن لنشأة الأجيال القادمة بالوعي
وإشاعة قواعد المحبة وإحترام كينونة الإنسان الذي يدرك بأن حل الخلافات يتم عبر
التفاوض والحوار السلمي وإحترام قواعد العدالة والحرية الذاتية للإنسان .
فلنؤسس معا للجيل القادم قواعد الحياة الكريمة
الآمنة.
إن الدولة التي تعيش في حالة الإستقرار السياسي تتفاعل مع التطور والحداثة
العالمية "العولمة" وتتطور في التنمية والإقتصاد والعلم والثقافة ،
وتساهم في إزدهار الحضارة الإنسانية بتواكب الديناميكية المستحدثة والمتغيرة
بإستمرار في المجالات العلمية والإجتماعية .
فيما نجد أن الدولة التي تعاني من الصراعات الداخلية والحروب تتأثر بعدم الإستقرار والتخلف والنزوح واللجؤ والعنف
المجتمعي نجد ان هذه الدولة مجتمعها يتخلف ويخلف أجياله التخلف الذي يقصيه عن
التفاعل مع الحضارة الإنسانية وذلك بفعل الصراعات الواهية التي تقصيه عن التفاعل
مع العلم والحداثة ، وتقزمه فيضحي جل أمانيه الأمن والخبز .
إن تكريس ثقافة السلام هو جل ما نحتاجه للنهوض علي صراط التنمية البشرية
الحقة التي تقودنا إلي الإقتداء بتجارب
الشعوب الناجحة .
البحث عن منهج علمي يقود إلي السلام والإيمان به كمعتقد بشري إجتماعي يؤمن
معاني الحقوق البشرية ويؤطر العقول إلي السلام الذاتي ، ويطلق عنان العقل إلي ربط
السلام بالممارسة الحياتية للفرد والمجتمع ، سلام يقود إلي الإتفاق علي وجوب
المشاركة بالإعتراف بإنسانية الإنسان في كل الحقوق والواجبات .
سلام يؤمن بالحداثة والتطور وأن يشارك المجتمع
إيجابيا في بسط الحضارة وإرساء قواعد العدل المجتمعي.
سلام يتيح للإنسان معرفة ما يريده في الحاضر
والمستقبل.
سلام يلج عبره الإنسان إلي المسار الحقيقي للسلام
والحرية والتطور.
سلام يعبر بالمجتمع إلي واقع أفضل في المجالات
الإقتصادية والإجتماعية وأن يعبر عن همومه ومشاكله وثقافته .
لا تستقيم الحياة الإجتماعية للإنسانية إلا في جو مفعم بالسلام .
كما أن السلام هو حاوي كل ذرات المتغيرات المتطورة في بيئة الفرد والمجتمع.
والسلام يحمل بشارات التطور ودفع عجلة الرقي في كل المجالات العلمية
والفكرية والأدبية للإنسانية جمعا.
ويعتبر السلام أحد أهم العوامل الأساسية للتنمية البشرية ويسهم إيجابيا في
توجيه الفكر وينتج عنه الإبداع والتميز
ويصقل أفكار ومفاهيم الأفراد والشعوب ، ويحدث تطورا فكريا في الحضارة الإنسانية.
""""
”"""""”"""""""
الباحث /الصادق عبدالمولي
