حكاية صائم ٣
صالح وبناته (لست وحدك)
عاش صالح باحثا على لقمة العيش الحلال حيث إنه يعمل عامل بسيط باليومية
ولا يتأنف من أي عمل حلال مادام سوف يجني منه رزقا حلال يستر بيته وبناته فكان كل همه بعد عودة من العمل والعناء أن يجلس مع أسرته ليستمع للقرآن الكريم ويوضح لبناته أهمية العلم وكان يبكي لعدم حصوله على قدر من العلم لكي ترتفع مكانته بين الناس فادرك البنات حسرة ابيهم على عدم تعليمه وكأنه يلوم حظه بالأيام ولكنه كان يحاول أن يكون مثقفا متعارف على أحوال وأحداث المنطقة التي يعيش فيها والعالم ويشجع بناته على التفوق في التعليم لأنهم زرعته التي يرعاها ويرويها بالعرق وفعلا كان صالح دؤب ونشيط في البحث عن العمل يوميا فقد كان يخرج متوكلا على الله ليرزقه ومرت الأيام وفي شهر رمضان جاء عريسا يخطب إبنته الكبرى وذهب ليسألها فوفقت إبنته ولكن وجد نفسه امام عقبة مادية كبرى وهو تجهيز إبنته وما يلزمها في ظل غول الغلاء الفاحش فقد كان يتالم كثيرا لمجرد إحساسه بالتقصير في حق إبنته وأخيرا ذهب إلى تاجر الأجهزة المنزلية والكهربائية وأخذ إبنته لتختار ماتريد وكانت زوجته تقف في عينيه دمعة حزن على زوجها يشتري بالتقسيط ومن أين يسدد الأقساط وهي تعلم إنه يلقي بيده إلى التهلكه من أجل إسعاد إبنته وبعد شهرا من زوج إبنته حدث ما قد خافت منه الزوجة فلم يسدد الزوج خمس أقساط أو أكثر وقد تم القبض عليه لتنفيذ الحكم الصادر عليه ولكن كان على وجهه إبتسام رضا كبيرة بإن الله سوف يقف معه وفعلا امام النيابة قد تعاطف كل من ضابط الشرطة ووكيل النيابة وقد امر وكيل النيابة بحضور
التاجر لحل المشكلة وفجاءة يدخل التاجر ومعه المحامي وهنا يقول له وكيل النيابة اريد منك أن تتنازل عن القضية وأنا سادفع لك ماتريد ثم قال الضابط وانا أيضا ثم قال المحامي وأنا معكم ثم قال التاجر لقد رزقني الله الرزق الوفير وأنا متنازل عن حقي وأحتسبه من اموال الصدقات
والزكاه فأنا لم أعرف قصة صالح إلا عندما حاضر اصحابه وجيرانه ليسددوا ماعليه فقلت لهم لقد سدد الله عنه وخرج صالح وهو يعلم جيدا ويقول لنفسه عليك السعي وعلى الله الرزق فأنت دائما لست وحدك وكان هذا في أول رمضان
الكاتب/إبراهيم شبل