أنا المدعو طلال
طلال رجا
لِلذين يعرفونني والذين
لا يعرفونني أيضًا
النص أدناه لا يتعدى عن
كونه حيلةٌ تعريفية
أنا المدعو طلال
مزحةٌ قالها أبي ذات ليلة
لأُمي
فظلّت تضحك عليها تسع
شهور
حتّى قاطعتها ببكائي
أتميز بشامةٍ فوق شاربي
ولثغةً واضحةً في رئتي
بشرتي سمراءٌ عربية
ورثتُ سحنتها من الشمسِ
والبُنِ والصحراء
عيناي بنّيتان
وذابلتان لكثرةِ ما نظرتُ
حابسًا دمعي إلى الأحبّةِ وهم يغادرون بعيدًا
طولي متوسطٌ
أبدو أطول بقليلٍ مقارنة
بحزني، وأقصر بكثيرٍ مقارنة بحزن العالم
ما يجعلني أكثر عرضةً
لفجيعةٍ أُخرى
وزني ليس ثابتًا، قد أزن
أطنانًا من الهموم
لكن كلمة حُب واحدة
تستطيع حملي بإصبعين فقط
يداي قويتان بما يكفي
لِأرفع بهما الغطاء عن وجهي كل صباح
أو ألكُم بهما وجه من
يوقظني
ساقاي قويتان جداً تعلمت
الركض والركل بهما
مذ لعبت كرة قدم للمرة
الأولى
وها أنا إلى اليوم لا زلت
أركض، طامعٌ بفرصةِ تسجيلِ هدفٍ
أهزّ به شباك الحرمان،
وأعادل به نتيجتي مع أحلامي
أعمل في النهار
كرجلِ أطفاءٍ للحرائق
التي تنشب ليلًا في الصدر؛ نتيجة احتكاك الذكريات ببعضها
وعامل توصيل صدمات في
أيام العطله
الممتلكات المُسجلة
بإسمي، لا تتجاوز بضع قصائد
وشريحةُ إتصال رصيدها
دوماً على وشك النفاد
هامش:
أنا كاذبٌ وبريء من كل ما
قلته عن نفسي، أنا لا زلت نُطفة في رحم هذا الكون، حين يكتمل نموي وأُولدُ
سأُقبّل المرأة التي أُحب
كثيرًا
لكنّني حتماً لن أمزح
معها مزحة قد تُضحكها لتسعِ شهور
طلال رجا
