محمد حبشي
كان رأس الطريق منحنياً
كان رأس الطريق منحنياً ، يركلُ إيقاع خطواتي المستقيمة
من الخلف ،
بينما يفقأ الظلام ،
ب أصابعه الخمسة أعين
أعمدة الإنارة ،
ف تسيل ألوان أحلامي
المضيئة على الأرض ..
ترسم على وجه الأسفلت
ابتسامة ،
خطوطاً بيضاء للعابرين ،
منفذاً للاجئين ،
الهاربين
من الجحيم إلى ضجيجِ
الصمت ..
زيَّا صيفياً لجنديٍّ
أبكم ،
يتسول حلمه
العجوز ،
عند تقاطع دروب الليل /
إشارات عمرِهِ الحمراء ..
كان رأسُ
الطريقِ منحنياً ،
يكنسُ بقايا الحزن من
ذاكرتي قبل طلوع الشمس ،
يرش ب ظلي البارد ، وجه
الرصيف ..
قبل أن أقفَ ك الأشجار ،
مورقاً على ناصية
الصباح ،
أبيع لقائدي السيارات ،
بعض الحسنات المستهلكة
المغلفة بالدعاء ،
أراقب
أكياسَ المناديل ،
التي تمسح بدموعها عينَ
الغبار ،
باقاتِ الزهور ،
التي يداعبُ عطرُهَا أنفَ
امرأةٍ مكتبئة
تنظر من زجاج نافذتها
الجانبي إلى اللا شئ ،
طفلةً تُمَشِطُ شَعرَ
دميتها
بالمقعد الخلفي ..
الطيورَ
التي تراقص ب أجنحتها
النسيم ،
تغني للحفاة ،
" نشيدَ
الأمل " / تلعقُ بصوتها العذب جراحَ السائلين ..
محمد حبشي / مصر ..