إبراهيم عبدالفتاح شبل
الوصية
٦٥_قصة
قصيرة ( الوصية)
نادت أمي أخواتي وثم نادت
لي بأحب الأسماء إلي وقد تحلقنا حوالها وهي امامها صندوق صغير قديم
ثم سألت امي سؤالا غريبا
وعجيبا
ماذا في الصندوق؟
قال إحد الأخوة: يوجد
بالصندوق طعاما
قال الأخر: يوجد نقودا
وقال الثالث: يوجد ملابس
قلت يوجد بيه كنزا مثل
كنز علي بابا
فتبسمت الأم: قائلة
هذه وصيتي وتجاربي
بالحياه قد وضعتها بل كل مدخراتي وهي الكنز الأسمى بل الجائزة الكبرى لكم
قال أخي الإكبر:
لابد أن نرى ما في
الصندوق بنظرة عابرة ثم إغلقه يا أمي
قال الأوسط: بل تقوم
بتوزيع مافيه من مدخرات
قلت وما بالكم بالوصية
تفتح الأن وهنا تفقد الوصية معناها
أم يظل الصندوق مغلقا
قالت الأم: يا أولادي
النفوس كالصندوق المغلق إن فتحت ستجد فيها وصايا مغلقة ومشفرة لن تستطيع فك
طلاسمها إلا بعد وقت طويل من الزمن وقد مررت بتجارب عدة مع الحياة لتفهم وتدرك
قيمة الوصية وكذلك المحافظة على مافي صندوق من جوايز ومدخرات تضيف
إليها فتسلم الصندوق
لأولادك.
ثم قلت: ومنه لإحفاد
أحفادك وهكذا تستمر الحياة من جيل إلى جيل
قال أخي: وهل مافي الصندوق
قابل للإستخدام والنفاذ في دنيا بشر
قالت الأم: لقد تركت لكم
الصندوق هو يمثل نفسي بالخير
فاعملوا بما في وصيتي
واعتصموا ولاتضيعوا بينكم صلة الرحم وأنزعوا من قلوبكم الحقد والحسد. حتى تكونوا
أخوة ولا تستعينوا بعدوكم على بعضكم فيذهب ريحكم ولن تبقى لكم شجرة قد غرستها في
ارحام زوجاتكم فاعملوا بما في الصندوق لتفوزوا بالجوائز
ونحن مازلنا متحلقين حول
الأم وقد تشابكت أيدينا لنحملها بعد إن فارقت روحها الحياه وهي باسمة الوجه.
ثم فتحنا الصندوق لنجد
الكنز والوصية هي كتاب الله مكتوب سطر صغير الجوائز جنات عدن
التوقيع: أمة مسلمة
هنا بكينا ولكن تشابكت
أيدينا بقوة رافعة الوصية للسماء.
الكاتب/إبراهيم شبل.