محمود نوحو ابراهيم
بالصمت قلتٓ لاأريدك
فاضل الجرادي في مدار الصمت
فعلتها
كما يليق بك أن تفعلها
ذهبت في الحياة الى أخرتها
فاخترت أول الموت
وقطفت تفاحته قبل نضجها
وفعلتها
كما يليق بالرجال أن يفعلوها
فركلتها كما
لوانك _وانت كذلك_ فرس أصيل
لاينتظر رصاصة الرحمة
بل يرحم الرصاصة ويذهب الى موته
بغيرها
وفي غير توقيتها
لينسحب من الحياة
وبعينه فرحه بها
والصبح يعد السرج لجموحه فيها وبها
بسيطاً كنأمة عاشق يسرف في المحبة
ويجحف في الحنين إلى غياب يختاره هو
وحضوراً لايستسيغه هو
ينسحب من الحياة
من الأيام
واضحاً كشمس
تغيب ولاتُغيب
كجرح يختار احتزاز السكين له
ويختارلون دمه المنزوف
ذهبت في الصمت كثيراً
حد جرح الحنجرة
وحد ان صمتك شجّر
وأتى ثماره وأُكله ثمراً طيباً
وذهبت في النأي أبعد من الحنين
وأنحل من الأنين
وفي توقيت أخترت ساعته
ومكانه
ذهبت لتفاوض الحياة على الموت
وتفاوض الموت على شروط الحياة
وكان أن غدرك
كما فعل مع القليل
وداريت على غدره
كمالم يفعل ذلك الكثير
شجاعة منك
أن تنتظره
بوردة الصمت
وساعة امتلاكك للحياة من تلابيبها
الحياة بشروط الأخرين
واما الحياة بشروطك فقد كانت
تأفل شمسها
لحظة رحيلك عن السابية المسبية
وردة الشمال
(بندرخان)
التي صارت عندك تفاحة الجنوب
وطعنة التغيٓب والغياب
والرجال قليل
وطرفة ابن العبد كان قليل
وأمرؤ القيس
الذي ضيعه قومه
وحمل همهم أيضاً كان قليل
وكنت كضيف تعيش الحياة
وكمقيم تنتظر السفر
بالتأكيد أستعجلت
وعجلت وقدمت موعد الرحيل
أخترت
ان يكون رقم جلوسك متقدماً
حتى أنك رفضت الخيارات
وطرحت اختيارك الوحيد
إجابة ناجزة
ونهائية
أريد الحياة بشروطي
و الموت بشروطها
وكأن ان أنتصرت بخيارها
وانهزمتْ بخيارك
لك المجد في كونك كنت ماتريد
ولها الخسران في أنها كانت مالاتريد
لك تاج النصر وغاره في أنك اوغلت في حبها
ولها الخسران في نكرانها محبتك لها
لك الرفعة العالية
في أغماضك عينيك عن عهرها
ورفعك رنين الصمت نخباً
في قداس جنازتها
لك.......
ولك.......
ولنا منك بهاء الذكرى
ولك منا وعلينا دوام التذكر
وشجو الحنين