جاري تحميل ... فنون

إعلان الرئيسية

جديد فنون

عاجل

إعلان في أعلي التدوينة

جديد موقع علَّم نفسك

جديد علَّم نفسك
باقاتفاطمة نصيبيمكتبةنصوص

باقة من أشعار الرائعة فاطمة نصيبي

 

باقة من أشعار

الرائعة

فاطمة نصيبي

تونس

_


__________

1

وحدها السماء تلفني ..

وأنا عارية منّي .

رأسي ممتلىء بالطريق

لم يعد للمحطّات معنى

 قلبي وحده ينتفض لقطرات الماء

يراقصني البرد منتشيا

يشرب ارتعاشاتي

يتمدّد على طول المسافة

يغريني باليباس

وأنا أربكه بالرقص

أتحسّس قطرات الماء

مثله تماما أنتشي

أتلوّى تحت وقع صهيله

فيغرق في الهذيان

أنا العارية منّي 

أسمع صوت الليل دافئا

أمتزج مع جسدي

مع  رقصات قلبي

في كل هذا الصّخب ..

أنا العارية ...

والليل ممطر بي ..

بهواجسي

جنوني

وعراكي مع هذه اللذعات اليائسة...

أنا الغيمة النبيذ

أفتّت الفراغ ولا أثمل ..

فكيف نقتسم المسافة !!!

2

بلا ضفاف

من أيّ زيتونة!!

ولد هذا الزّيت الوارف

في فضاء ضيّق

ومن تضع طلاء لأصابع بلا أظافر!!

قالت:

من أيّ ثغر سالت  الأحجار الكريمة!

والسّماء جافة

يضحك الجدار

من نتوءات يدها

أقدامها توجع المرمر  المترامي 

في زاوية مظلمة 

تتكوّر الشجرة 

من باع ظلّها بحبيبات سكّر!

تقول نحلة حطّت على غصن أعرج 

أيّ مرّ سيلعق  المارّون  بي

المكان ضيّق جدّا

و"الغول"  كبير 

بضع أمتار

والمسروق  وطن

كيف يتورّد  الياسمين والأنفاس آثمة

أحبّك بلا ضفاف

وأنت تتسوّل بعض الغيث

الطوفان مازال بعيدا

فكيف يفيض طمثك!!

الوجع أن أرى وجهك ضاحكا

وأطرافك خلف البحر

فكيف أضع رأسي على صدرك!!

كلّ القصائد أوجعتكَ عشقا

وأنتَ تنتظر موعدا لا يأتي...

.....

3

ايّ صباح!!!

..

في أيّ فراغ يختبئ الصبّاح؟

لا لون للبحر

دون شعاع الشمس الهارب

من ظلّه

من  تجاعيد غائرة  على جدار الماء

من ملح  عينيك 

تفرّ نوارس

إلى  ضفاف أخرى

كلّما نشبت أظافرك في بياضها

شحب  الليل

القى بصخبك

على شراشف باهتة ...

أيّ صباح !!!

دون عطر امرأة عالية جدّا

أخت النور

والسرو

عبق الياسمين

تلوّح للبحر بقبلة عاصفة

تعلو  أمواجه

لا تضلّ الطريق ....

تتكسّرأمواجك على خاصرة ...

تمضغها

يمجّها الريح ..

هي الشمس تجرّ الصباح إليها

وتنفض عن وجهه

غبار الليل...

أيّ صباح دون امرأة مخمليّة!!!

تسقيك  شهد عينيها

 وتمطرك 

 هديل الحمام

يتراقص على أغصان نبضها

نبيذ عشق

بلون أرجوانيّ

أيّ صباح ؟

لا تلد فيه عيناك امراة

بلون الرّبيع

ظليلة كشجرة

حريريّة كنهر..

مازال الصباح لم يشرق

في عينيك  ...

4

_قد أموت غدا ...

وفي عينيك كل النساء

لا ترفع صوتك بالبكاء ،

فالحب لا يحتاج موكب حزن  ....

_اتركوه ينثرني

كحبة قمح ليَلدَ  قبيلة..! .

_هكذا تُفتح نوافذ الشمس...!

نساء يمضغنَ وريقات تساقطت من صدري ؛

قبل ولادتي بقرن !

عيون شاخصة .

همهمات رجال

 يعجلون بالرحيل ...

_فلتفتحوا  الأبواب.. .!

نسمة واحدة تكفي

 لتحملني بعيدا...

خفيفة كظل ، وارفة كشجرة بعينين ضاحكتين ؛

لبقايا أوراقي الخضراء ...

_تشبهني في الصمت تشبهني أيضا في الحب

 أشجار...

نبتت  من بطني في بطني....

لتشيعني  بمباسم ياسمين ، و لتزفني في فستان:

 أوله أنا وآخره ظلال مساء !

لا أحب الوداع...

_لا أحب الوداع ، فلماذا  تحيط خاصرتي يداك ؟!

و القبلة جافة لا تزهر ...

قد أموت و لم تكتمل ، بعدُ ، أنوثتي ....

و يغتالني الغياب ...

_قصائدي  التي كتبتها ، والتي لم أكتبها ،

 حنين إلى نفسي حين أحب ....

_الموت رحيل عاشق  أصاخ السمع

 لنايات غروبي ؛

قبل أن يحل المساء ...

_دعني ...!

دعني في نبضك أحيا  وأحيا ،

ففي عينيك تموت كل النساء !

5

العشّاق نسائم البحر الهادرة

ضوء الشمس المخاتل للشّتاء

ليل صاخب بالأغنيات

العشٌاق

النهر الضّاحك على وقع سنابك القلب

رذاذ الخريف الشٌادي

وجه الغابة في تمام عريها

أهازيج الحصٌادين الدافىء

العشاق

نوٌار اللوز الأبيض

نوارس البحر الراقصة برجل واحدة

عناق الأمواج للقمر السابح

قبلة السواري للريح

العشّاق أنا وأنت

في المدائن البعيدة

نتخاطر في الغياب

عن اللقاءات الممتدة بيننا

في الغياب

عن العرائش تطال السماء

تنثر نضارتها في قلبينا

عن القمر يلوٌح لنا ضاحكا

عن الليل  يحدّث عنٌا سمٌاره ...

العشّاق

صوت الإله في هذا الكون ..

لوحات السّكون

مزامير الأنبياء ..

كوّة الضوء الغامرة ...

العشّاق

أنا وأنت في أرض يباب ...

6

#ريان#

..

ريان هو مشهد مظلم  من مشاهد هذا العالم العربي

عن أي ريان سنبكي

عن الطفل الذي وقع في هاوية العجز في عالم قبيح

ينشر الأخبار ولا يهبٌ للخلاص ..

الصين بنت مستشفى في عشرة أيام وابتعلت الوباء..

عن الأطفال في المخيمات يعضهم  البرد وياكلهم الجوع

لا أحد يسمع أناتهم بين براثن الثلج والصقيع ..

عن الشباب العالقين في الغابات على مشارف اليونان أو هنقاريا أو أو ..بين فكي الطبيعة القاسية وسلاح حرس الحدود 

عن البحر البحر يعانق براعم الاوطان هادرا في وجه اليأس

باغنية الحظ ..

عن "جمال "ياكله قلبه النابض بالحبّ ..

" وتنسى كانك لم تكن "

كلنا أرقام مجرد أرقام في عالم قبيح ..

بينما لم نعرف العولمة ولم نعرف كم هذا الإحباط ...

قلوبنا مجرد موجات كهرومغناطيسية لا تجذب سوى القهر

مازلنا نبكي في كل حدث ..

7

الأحلام أيضا تطهى...

لا تتبخّر ...

يقول شاب يحمل شجيرات قلبه على كتفه

يغرس في كل مرة غصنا على الطريق

الجندي يترك بتلات صدره على شفاه أمه

يمسح غبار حزنه من عينيها  كلما أخلفه غدر الطريق ..

الجنديّ يزهر دمه

يطول كالسرو

  يقصر ...يقصر كثيرا مُلهب الحريق

الجندي يحمل قلبه في يده

تخطئه الرصاصة

لايموت ...

اضرب ما شئت ..

قتّل عبّاد الطريق

الأغصان تنمو بالدم المهرق

تزهر   في الأرض  ألف حريق ...

8

وضعت يدا على خصرها وأخرى تظلل بها عينيها الممتدتين في الطريق المتعرّج

كلما اوغلت الشمس في الهذيان تسارعت دقات قلبها ..

تلفّ الطّريق بهواجسها ..

كان مجرّد انحناء المساء للأفق المبتلّ مدامع حنين .

9

أريدجدا ...أن أقول أحبّك

قد يلفّنا الحزن....

كل شي يبدو باهتا ..

وهذا الربيع يمشي....

يجرّ الأحزان متثاقلا

الصباح أيضا يبدو هجينا

كلون النهر ولد بالمطر

أيتها البلابل اقتربي من نافذتي قليلا..!

أيتها الشمس اخترقي هذه الغيوم المتراكمة في قلبي..!

 كشّتاء يغرق في العراء

أيتها الشمس بللي أطرافه برضابك المتوهج...!

قد يسيل ماؤه ربيعا أخضر

يفتّت الفراغ الممتدّ فيه ...

أحاول ككل العصافير بزغب قليل

أن أبحث عن أيد حريرية ترتق كل هذه الثقوب في ذاكرتي

كل المواعيد التي أخطأتني

وأنا في محطات الانتظار ...

 لا تأبه بالقلوب الجائعة

الحبّ وجبة مغرية كأكلات "الماكدونالدز"

قد تترك أوجاعا غائرة ..

أو وقتا مستقطعا بعد رحلة شاقّة

الأغاني التي تبثها المحطات صاخبة وقصيرة القامة

فكيف له أن يسمع موسيقاي !!

 أن يتوغّل في صمتي ...

أن يقرأ قصيدتي "الطفلة"

في وطن مغتصب...

أنا مثلك تماما ابحث عن رجل ممتليء بي

يغوص في تفاصيلي ...

يرفع صوتي عاليا في هذا النّشاز

يفكّ شفرات كلّ هذه الخيبات..

كم من الزّمن ونحن الإثنين في العراء؟؟؟

حدثني كيف نمارس الحبّ في كمّ هذا الرّكام !!!

هذا الربيع يدنو متثاقلا..

فكيف يشرق الحبّ فينا...؟!

أنا امرأة فقدت خيمتها مع أول عاصفة..

لا أحد رمّم أوجاعي..

انا امرأة  أوقعت بي أمومتي فسال دمي

لست أكثر من حكاية عابرة يأخذها الريح بعيدا....

أريد حقّا ان أكون أنثى..

أن أمارس العشق وأنا... أنا  الكاملة بي

 يريدني امرأة ملهمة..

يكمل  بي أغنياته ..

وهو ككلّ  الأشجار العارية  بلا أطراف...

كيف ستكتب لي رسائلك؟؟؟

الحبّ شجرة ربيعية لا تظلّل غير الممتلئين بالشمس..

مازلت أنتظر أن تمتدّ أغصانك في صدري

أن تزهر بي ...

نحن الإثنان أغنية قد  تضجّ بها الأرض ذات مساء ...

أريد جدّا  أن أقول أحبّك ...

أحبّك وطني ....وكفى ..

10

عيناك

..

أكتب لسحاب يفرّ ،

وفراش يلاحق طلاّ

وقلب يخشع للحبّ ،

 في أرض  بلا معابد عشق

أصلّي كعصفور مُشرّد في ربيع جافّ

يرفع عينيه للسّماء،

فلا تذرف ريشا

كيف تزهر الحروف !

والأشجار  تمدّ ذراعيها للفراغ

أقلّب الليل

يطفو وجهك

أسمع حفيف الروح

يعكس ظلّك  غابة

يتّسع صدري ،

تتراكض انفاسي

ينبت النّرجس ،

 يصبح الليل حديقة

أصيخ لتراتيل السكون

عيناك بحر مختلف الفتون ،

فاغضض البصر ،

تبقى النوارس راقصة

ويلقي البحر أحزانه...

ضاحكا كربيع ...

11

إشراقات...

لا أريد من الحب غير إشراقه

في عيني طفل

يهدي ابتسامته على شكل وردة

بين طوابير  السيارات

لا اريد من الوطن غير  شجرة

تخصف  علي من اوراقها  

تبلى  الثياب   من طول الطريق

لا أريد من الليل غير ضجيج الحبّ

وابتسامة صاخبة ...

لا أريد من الفجر غير أنفاس ملتهبة

تلفح وجه الأرض

فتتفتح براعمها

لا أريد من الصباح غير قبلة مثقلة بعناقيد النور

تطرد الشيطان من شفتي هذا الوطن

لا أريد من البحر غير ملحه

ينثره في عيني العتمة

لا أريد من الحب غير

إشراقي في عينيك

فيورق  قلبي فراشات ..

12

جمّعت أطراف  ذاكرتي ،

كنت أحتفل بي كبراعم اللوز في عناقها مع خيوط الربيع 

لنبيذ الربيع مذاق خارق،حلّقنا عاليا ..بلا أجنحة

سال النهار نهرا دافقا بموسيقى أسطورية  

"خبزوماء،وبن علي لا" 

 على نفس المسافة من الحناجر المكتظّة بحلم أخضر ..

كان الغيم يتكثّف ،  كان يقترب من الأرض بعينين محمومتين..

يراقص  الريح بعين شاهقة

كلّ العصافير ،تقريباضلّت أوكارها ..

حينها لم تدرك ان الربيع قد يكون مزحة شتويّة ..

13

كيف أكتبك!!!

أيًها الحرف المتوهّج فيٌ

أنت القصيدة المشتهاة

فترًفق بي ...

بقلبي الغيمة

يمطرك لواعج لهفتي

وأنت واقف على الحياد !

بيني وبيني

بين امراة تأكل أنوثتها

وأخرى

تشتهي قطرة ندى

تضمٌخ شفاهها العطشى

تريد أن تراقص الصباح

تلهو بلهيب موتك في جسدها

تتناثر كحبًات اللؤلؤ

وتجمًعها آلاف المرّات

إمرأة تنفض الشتاء دفعة واحدة ..

تتفتًح كالصًباح الجديد

كالورد من اكمامه ..

أيها الحرف المتوهّج في أنحائي

علٌمني كيف أعبرني ..

في لحظة عارمة

أنا البحر السّاكن

والعواصف تحيط بي

أعرف انك متلهٌف لغزوة عابرة

تنفث فيها حيرتك...

تتجمّع فيها وتتمدّد

كقطّ يشتهي الدفء في ليلة عاصفة 

وأنا المتيٌمة بالماء 

اخشى عليك  عبث النّهر..

14

صيحة

..

قلبها المزهر بحكايا العشق

يمرّر يده على الضوء المارق

الضوء الذي يسحب كل النساء  من عينيه

يتركه عاريا ...

تتناثر اللغة من الشراشف القائظة ذات عبور

الضوء الذي يسحب من الجسد دخانه...

يكبر حجم فنجان القهوة بين يديها

كيف للقهوة... !!!!

القهوة المشتهاة ان تناصبها العداء

كيف تصبح بلون قلبه !!!

وتتجرع وحدها مرارتها...

النساء اللواتي   يتساقطن من عينيه بلا جسد ..

مثل الأشباح يتراقصن ضاحكات

بنهود تغطّي الندوب الغائرة

بعد معركة طويلة مع الضّوء...

 اللغة نهر متجمّد على شفتيها

قلبها  جنين يبحث عن الضوء

الصيحة الأولى

التي تأخذه من الماء للماء

من العين للعدم ...

صيحتها الصامتة ....

اللحظات الأولى مترفة بالدّهشة

الدهشة من جسدها الأغنية ...

من روحها الورديّة ...

وهي تتمدّد على شراشف تخنق ولادتها ...

 يلملم كالعادة امرأة ويرحل إلى أخرى ..

تلملم قلبها

تضع الشراشف الوردية  في سلة المهملات

 تلقي  أيضا بكل الأسطوانات

الأسطوانات التي شاركتها فيها كل امرأة في عينيه ...

تنزع ثيابها قطعة قطعة وهي تغتسل بماء عينيها ...

تقف أمام المرآة طويلا....

الصيحة الصامتة الأولى ...

تحت الماء الدافىء يداعب أنوثتها..

للمرّة الأولى  يمدّ لها الضوء جسدها...

  فينبت في قلبها الربيع ...

15

إمرأة خارج المدار

..

يحدثني عن الحب...

وأنا أحدثه  عن معنى الحب

عن امرأة خارج المدار

عن رجل  ظليل

يملأني  فأحيا...

يحدثني عن العيش...

أحدثه عن الحياة

عن الحب ّالسرو

عن الحب البحر

أحدثه عن امرأة خارج المدار

يحدثني عن حبٍّ...

 بعثرته  الملاءات والشراشف...

عن الحبّ المغمّس ببياض النشوة

بلون باهت ...

أحدثه عن الرقص...

بين شعاعين

خالييْن منّا....

عن الرقص الممطر

يشتعل على رقصة ساكنة...

يحدّثني عن جنٌته الضٌائعة ..

عن الملاءات المورّدة بالفراغ ..

بيننا مسافات ..

كعشق راقصة الباليه لموجة التصفيق ..

كانحناءةِ الموسيقي للجمهور...

بيننا طفلة لم تعرف تفاصيلها بعد....

طفلة ترنو للضوء

تحلّق في سماء أخرى

 مليئة بالحبّ ...

تجعل من خيوط الشمس

ضفيرتها ..

يتناثر  من قلبها ورد الصّباح

 الضلع معوجٌ

فكيف يُرسم على وجنتيها

أزاهير الحياة !!

16

"المتشائل/ة"

..

عام جديد

الشّتاء متشّرد

 على أرض أعياها الرّكض نحو الشّمس 

في العام الجديد

يشرب السّمّار كل انواع النبيذ المستورد

والأرض عطشى

عناقيد الصباح دانية

والأرصفة عارية

مازالت الشفاه  تلعق رضابها في ركن ضيّق ..

عام يطلّ

تفّاحة آدم بلا غواية

امرأة على خطّ النّار

 رجل يمضغ الكلام في مقهى عن الحرب

وعن  امرأة لم تفركه بمسكها

  عن لعبة ال Crrida والنّساء

في الأقبية

عن السباحة في الأزرق بلا تأمين صحّيّ

عن " شي قيفارا"والحبّ

عن الشعر في فراغات جسد

عن الحانات وامرأة بلا رأس

عام يأتي

أنا لست على ما يرام

كجنديّ عاد من  الحرب بلا هويّة

يكسّر كل المرايا

يحاول رسم وجهه

فتكبر  الندوب اكثر 

الحرب

أن تنام على سنة عارية

أن يبتر الريح قلب شجرة

أن تركن إلى ظلها

لا يتسلّل إليها  الصّباح 

عام جديد

الليل تنّين

النهارات تركض في الفراغ

 عام يطلّ

وأنا الخريف الطويل

اتساقط

ولا يجمّعني المطر

كل عام

وانا  شرنقة حبيسة صدرها 

لا سماء لي

 عام يأتي

وأنا ليس لي غير جدار

أرسم نهرا  لا يغرق 

في حلقي الجافّ

كلّ الهتافات يرصدها الرّصاص

كقبلة مجنونة في  طريق عامّ

عام يطلّ

 بآلاف القبل

بقصائد الحبّ

ركضت  بكلّ شوارع المدينة

قلّبت الواجهات البلورية

 لم أجد  بدلة على قياس الحبّ

الحبّ اغنية صوفية لا تجد رواجا  في عالم صاخب

  كل عام

أنتظر موتا فيك

أن أمزّق الصّمت 

بالجنون ...

أريد أن يأتي هذا العام

 كقبلة عاشقين تحت المطر

 أن يرحل التنّين

أن تتكاثر النوارس

والبجعات..

أن تمشي كلّ الكائنات عارية قبل القيامة ...

أن يُتْرَك الربيع لي .

..

"المتشائل " عنوان رواية لإميل حبيبي

17

الأعياد 

..

الأعياد لحظات ثملة

 الفرح على الرفّ

والمعايادات

قُبْلة جافّة بعد موسم عراك 

شجرة  أعياد الميلاد

 ترصد العام الجديد ....

لا أحد غرسني  في قلبه

ك"عهد التميمي"

يعلو ضوئي

يسقطون الواحد تلو الآخر

كديك  مخمور بالموت

  السجّاد يمتدّ ساخرا من الأرض

من عينيّ

من دمي النافر من علم يتيم 

العدوّ مخاتل

و "ديهيا" بلا فرس

فكيف تحول بين السمّ والأفواه  الفاغرة !!!

الأعياد

شجرة أعياها الفأس

فكيف يحتفل ميّت بكفنه!!!

الأصوات صاخبة في الفنادق

الشعر يتعثّر على الصّدور الناهدة

الأعياد  جنديّ

خسر كل المعارك  واارتمى في أحضان اوّل حانة 

الأحلام

دنّ مثقوب وأفواه عطشى

شجرة  عيد الميلاد

مثقلة بالحبّ

المحتفلون عراة

تشتهي  حجابا بينها وبينهم

لترى المسيح يوزّع الحبّ على الجائعين

الحبّ الجوع الأكبر

تصيح  " ديهيا"

 وأنا صوت الله ترّد "الغازية "

تسرق الكحل من عيني بلادي

ويردّد الموتى :  سبحان الله

الشِعْر شَعْرٌ شهيّ

وشَعر"عهد التميمي " اشْعثُ

فمن يضمّخ رأس شجيرة الميلاد ب"العود "

ومن في القدس   يسكب العطر؟

الحشائش الغضّة تنتظر  شعاعا واحدا

لتنفلت من عقالها  ...

تتّسع الأرض

وتزهر  على شفاهنا

"المنّ والسلوى  "

 ..

العود: عودالقرنفل

"ديهيا" ملكة و فارسة أمازيغية

18

الدولاب

أنا المنسية كدولاب قديم

أراقب الحياة من شقوقه

بعض الضوء يربكني

أحلق كعصفور ضلّ سربه

أنا المنسية في دولاب ،

يميل لونه للسواد..

أحاول كل يوم تلوينه بقلبي

قلبي المفعم بالربيع

أركض نحوه ...

وتبقى المسافة حزينة

أنا المنسية ....

أبحث عن ضوء خارق

يتسرّب بهدوء مثير

أملأ صدري به ...

فأخضرّ كشجرة

كم مرّ ة حاولت العبور

لم تسعفني قدماي

الظلٌ طويل ..

فمن يمدٌ له يده ؟

أيها المارّ بي ..

تأنّى قليلا ...

راقص الفراغ ..

لأطفو في عينيك ..

هل تراني الآن !!!!!

وأنا أتمدّد كشجرة سرو

أدفع الريح ..

أحاول الصعود ...

أنا الوردة الغضٌة في دولاب قديم

أبحث عن الماء

عن الصبّاح ...

صباح مورٌد بي ...

19

الفرح

أن تمتدّ امرأة على شكل قوس قزح

أن تكون في تمام عريها

تشرب ماء عينيك

ولا تمطر

تسحب أنفاسك

ولا تلثم قلبها الغضّ

امرأة لا تعلق

خفيفة كفراشة

امرأة مزنة

لا تطأ خراجها ...

بعض الرّيح تشتّت السّحب

الشّتات يسحبك من عقالك إلى أسفلك

يراقصك

تتتبعثر بين يديه كورقة خريف

وينعتق ...

أنا من وطن أخضر

يجفّفون وريدا   ...

يكبر  فيه النهد

يتكوّر الخصر

يشعل الرغبات الجامحة

ويتعفّف ...

الفرح أن تكبر  العصافير

أن تطير الفراشات

قبل الربيع

أن يشرق الليل امراة في تمام بهائها

وتشرب وحدك العتمة..

الفرح أن ينبت الزهر

وأنت تشعل فتيل الرّدة

أن تصبح النساء فارهات الطّول

 بتفّاح أخضر

وعيناك معلّقة على الريح .

20

كم أحتاجك !

أيها المسافر فيّ...

ككل إمرأة اشتهي  هطولك

في الدقيقة الأخيرة

القطار لا تهدا سرعته

وأنا المسافرة في الفراغ

انتظرك

أنتظر لمعان دفئك في عينيّ

أحتفظ بوردة لا يجفّ خفقان وريدها

تملؤك بي

ككلّ امراة يملؤها البرد

أحتاج قلبك الشجرة ...

ليخضرّ الطريق

أيها الماطر بالربيع

تعال

تعال نرتق من الورد جسرا

اوله أنا

وآخره صباحك الغضّ

كيف لا أحب !!

وكل هذا الضوء

يخترق لياليّ ...

فاطمة نصيبي

21

باحتنا الضيقة

ككل العصافير الصغيرة

نتضوّر من البرد

في أرضنا النّائية ...

الزغب  القليل لا يعفينا الجَلْد

العشّ....

ّ باحتنا الضّيّقة 

يحدث ان نهتف للحياة 

ولا تصل حناجرنا مصبّ النّهر

نشتم الغابة

وشجرتنا في مهبّ الريح

يحدث ان نرتمي في أحضان الليل

تفرّ العتمة

ونتعثّر في عُرْينا

خطيئتنا ...

انّنا نمتدّ كثيرا

وينحسر  ماء البحر 

نشرب أجاج أعيننا

نمشي على ظلّنا ...

نحيا   ولادتنا الأولى

  شرانق لا تكبر .

ربّما يئدها الحلم ...

أن تكون يوما فراشة

كحبّات المطر

 تنقر قلبا ضلّ الطريق إليه

 ولا توقظه

كل نبيذنا  اندلق

قبل موسم الحياة بقليل

الحياة خرافة

هكذا كبرنا

عرفناجيّدا فضل الموت

فغرقنا في حكاياه.

22

لعلّه الحبّ

تمشين في أنحائي هادئة

كشمس الصّباح تشربين عطري المتصاعد

كنوّار اللوز تبدو اناقتك الثائرة

تمشين في أنحائي هادئة

يمدّ لك الموج بياضه

تفتحين ذراعيك باسمة

تحلّقين في صدري بحركة دائرية

 كالنوارس المضيئة بلمعان وجهك في المرايا..

كم لطيف هذا الدوار!!!

لحظة النشوة العارمة

قبلة الماء للماء

شيء ما يأخذني بعيدا...بعيدا

لعلّه الحبّ

ما فاض من جسدي ليضمّك إليّ..

انعتقنا عصفورين بزغب طفيف

أحبّك كما انا ممتدة كغابة

مطلّ فيّ عينيّ بخجل شمس الصباح

أحبّ احمرار الحبّ في وجنتيك

انا لا أحبّك كما تزعم الروايات..

أنا لست ليلى..

انا لا انتظر مواسم الحبّ لاهديك قلبي ...

فلما تدور هكذا !!

كعراك الأمواج لحظة عناق على الشاطىء ...

  فلماذا لا نلتقي على أرض واحدة ..

لعلّه الحبّ

كل الأرصفة ممتلئة بمواعيد مؤجلّة

 مازلت أرتق الفراغات

كجدار منهك

قلبي الممتلىء بكتابات العشّاق

  لم يعد للأشجار ماء

فكيف اكتبك؟ 

بتمام عريك من الف امرأة كتبتها على الورق

لعلّه الحبّ ....

ما يلمع في عينيك

هكذا تحدثني نفسي وانا ارسمك على وجه الماء

 كيف اكتبك؟

عصفورا بزغب طفيف

احدّث نفسي

وانت  كل هذا المحيط ...

23

ضجيج

..

لمسة يتيمة من الليل

تكفي لتمسح  غبار الحنين ..

من عيني طفلة تضرع مسافات الصمت

تجمّع  رفات الصراخ وتضعها على الرفّ ..

تراقص ظلّ الضّوء

الأصوات الآتية من وراء الليل

تتدحرج ككرة ثلجيّة

تذوب صرختها على شفاه آثمة

لمسة واحدة من الليل

تعيد للشجرة  نضارتها

فلا يسحب الفأس ظلّها

النجوم فتحة الليل الشبقيّة

عيناه  ماؤها

والأرض عاقر

النّهار مسْخ

والجحيم أغنيات تزفّ العصافير

لمسة واحدة من الليل

تعيد للبحر  بريقه

  وللنوارس الموزّعة على الحزن شواطئها

للقمر عيناه تسكبان دفئا في قلوب

الجائعين لحفنة  تراب

لعبق شجرة ياسمين ..

لمسة واحدة من الليل

تمسح زيف الكلام  

تشرّع الأبواب المغلقة لصفعة  القيامة.

24

من وراء الجدار

..

"اولبرايت "  كانت ذكية بما يكفي

لتتهاوى  خيوط العنكبوت

البالونات

رصاصة غادرة

آخر الشرانق تفقد ماءها على باب الصّباح

الحمامة التي نجت من براثن الليل

تحيض طحينا

وتغتسل بعيون المارّة

"ترامب"ذكيّ بما يكفي

ليزيح  الضّباب بإصبع  واحدة

لتخجل الشمس من ضوئها

غرق النهر

فمن يزقّ العصافير!

الغابة  واجفة

فمن يبلّل ريقها !

"ترامب"جرىء بما يكفي

ليسحب القميص

وينشره ملطّخا بالسواد

قطرات الندى يابسة

فكيف تشرق وردة!

الأرض واقفة

والشمس تدور

فكيف نقف على أطراف الحلم !

للأرض لون  الزيتون

فلماذا يقطعون أطراف الشجرة !

ليوسف قميص واحد

فمن يمنح الفجر عينه!

25

نا فارقت اهلي وناسي

_______________________

نافارقت اهلي وناسي

وما ظنيت غربتي

تفيّض كاسي

نا ليّنت  جبال رواسي  

مْشِيت على الشوك

ما طال مداسي

نا شقّيت في البحر ثنيّة

مشّيت الموج بأطراف يديّ

هكّة تعلمت من ممّو عينيّ

ما نخّ من طاطي راسي 

تعدّوا ليالي طويلة

شفت القمر يشاغل فيّ

ناقلبيّ في يديّ

سكّر ت بابه  بمفاتيح قويّة

نا ما نحبل الثمار الدوني

ولا نقول  للغريب  شجوني

لكن لزّوني  الي كادوني 

وما ظنيت على غرسي يعادوني

نا فارقت أهلى وناسي

وما ظنّيت غربتي

 تفيّض كاسي

نا عروقي  في أرضي وساسي

ماتنبّت القلب القاسي

نا بلادي بلاد القمح

 وديانها لبرّهم  سواقي....

26

"غريبان نحن "

..

أحاول أن أضمّد جراح اللّيل ..

الليل ايضا يحاول أن يضمّني

هو غريب مثلي ..

لا يدرك كل هذا الضّجيج،

نشيج طفل بعد قصف ..

عويل أرض يباس...

بكاء إمرأة اعياها الانتظار

إنزواء النجوم بعد عاصفة

وهذا الطريق الذي لا يتوقف عن الهذيان

كم أنا مثلك

أيها الشاسع في بياضه

نتّكىء على العواصف المحمومة ..

يسكننا كلّ من ضلّ طريقه

نضمّد أحزانه..

نرسم له الف صباح ..

يثمل بنا ..

ندسّ همومه ...

يمضي عاريا ..

ونبقى أنا وأنت وحيدين ...

موزّعين على الفراغ .

27

أرض  فارهة الشوق

 والفجر  بعيد...

تقول شرنقة  على حافة الولادة 

من يسقيني ريقه الشهد !...

الحياة معضلة الغريب

 الياسمين جفّ

على شفاه الصباح

ولاذت النوارس بالغرق.

فمن يشدّ أزر الأرض    !

للصمت

انفلات الرّيح....

28

ميلاد باهت

..

اودّع اليوم ككلّ عام صيحتي الأولى

في ركن بيتنا القرميديّ القديم

لا اعلم إن كنت حظيت بقبلة الفرح

ابى لم يهزّه الخبر

انكفا على مسحاته يقبّل الأرض

البنت السّابعة ...

    ميلاد جديد

ابي من فرط فرحه ارجأ ميلادي لآخر أيّام الخريف المطلّ على الأشجارالعارية..

لن يحظى بالملاليم التي تضاف عند كل مولود جديد.

هذا الفصل لا يحبّني..

 يحدث أن آخذ لونه

  عواصفه

أغرق مثله في الحزن

ابي أرجأ ميلادي للخريف

آخر أيام الخريف المطلّة على درب طويل 

الفلّاح صديق المواسم ..

 ابي لا يعلم أنّ قلبي ربيع دائم

 وأنّ صراخ الخريف مسافة عابرة...

قضّيت ما سافر من عمري.... صامتة بقلب مكتظّ

كنت أناشد الربيع  أن يمرّ بي ..

بقلبي  المتشرّد بين ألوانه ..

ولانّي خريفية بشتاء غير مكتمل

لا اتقن العشق ..

الرجل الذي احببت ودّعته في اوّل لقاء

رجل صامت بقلب مكتظّ

ربّما اُرجِأ ميلاده مثلي  لخريف مطلّ على شتاء ثماننيّ

 قلبي ربيعيّ

كل الفراشات وجدول الماء المحاذي لبيتنا يشهد بذلك

فصل واحد يأسرني ولم التق به..

 كم خريفا مرّ الآن ...

لا أذكر..

لم يرسم تجاعيده على وجهي..

انتصار هشّ...

ككلّ امرأة أختبىء في الرّبيع ...

وككلّ موظّفة حكوميّة في عراك مع الرّاتب...

لا يمكنني ان ارتاد دور التجميل

لشدّ عجلة الزّمن...

لا اريد ان اتشبّه بجميلات العالم ..

اريد ان اكون انا الطفلة المتشردةفي الحقول الوارفة

 بقلب بذات لون أزهار اللوز

دور التجميل لا ترتق القلوب...

 الصيحة الأولى في بيتنا القرمديّ القديم

ميلاد باهت ...

29

 هواجس عاشقة

..

أعرف أنك تقرأ نشرة الأخبار في عينيّ 

فتفرّهاربا ..

كيف أخبرك

 انه أصبح للفراش مخالب

  أنّ الليل الذي يضمّ الأصوات الشّاردة

في قلبه ثقوب كثيرة

كيف يلجم صراخ التّائهين في أحشائه؟

مثلك تماما اتجنّب متابعة يوميّات الوطن ..

أحلم بيوم جديد بلا إحصائيات..

من يتصدّر المرتبة الأولى من الأحزاب الغارقة في العشق الممنوع..

عشّاق الأرض جوعى

فمن يملأ عين الوطن ؟

فوضى البرلمان اليوميّة توجع الموتى 

لا"اتوجع الأحياء "

  مريض  أخطأ موعدا مع سرير مجهّز بالأكسجين ..

 إمراة اغتالها كحل عينيها

شابّ جمّع انفاسه وعانق سمك القرش حافيا من قبلة أخيرة...

مثلك تماما ارهقتني أخبار الحروب...

انت تبحث عن امرأة بصدر مزهر

تضمّك فيسّاقط من عينيك حديث مرّ..

لا أحد يحمل زهرة كاملة في يده

لا احد يحمل قلبه كاملا

أنا أيضا اريد ان اعانقك بعينين وارفتين  بالأحلام ...

 كعصفور هارب من القيظ ..أشرب نخب الحياة من شفتيك ..

اريد ان اخبرك شيئا ..

البارحة سهرت طويلا على ضفاف   الفرح ..

أمّ الذبيحين  تعانق ابنيها..

ارتفعت قامتها كثيرا..

وأزهرت عيناها..

رفعت يديها عاليا ...تساقطت كلّ الوجوه على أرض عارية ..

لم تجد سريرا يغمر أحزانها..

فدانت لها الجبال الثّائرة

رفعتها عاليا ...عاليا

من قطع رأس الشهيد ؟

  لماذا ثدياي انا تآكل؟

ترحل الأسئلة في خرقة بالية....

حتى الأسئلة من نفسها حائرة

من ينعى من على هذه الأرض اليابسة؟

أيتها الأرض الحائض بي ..

يصيح الشهيد بعينين ضاحكتين

متى يزهر فيك غصني

 سيفا في وجه مغتصبي ..

مشيت وسط الحشود بلا رأس..

أنا الراعي

والأغنام تحرسني...

مثلك تماما اهرب من عينيّ

في مزحة عابرة

في وطني كل النّهارات واحدة ..

الصّباح  ينزع من الليل كحله

يقف على الرّصيف بحمّالة صدر وردية

يصطاد عابرا أحمق بلا هويّة ..

أنا الحزينة

أواريك في جسدي

هنا ...او هناك ...

أنا لك في ندرة العشّاق

العاشق الولِهُ...

اعرف انك تقرأ نشرة الأخبار في عينيّ..

فتفرّ هاربا ...

كيف أخبرك انّ الأخبار يوميّات باهتة

وأنّ  لايفات الماجنين  عملة نادرة

ملايين الليكات للغة أخرى....

قصيدتك التي رصّفتها لغة عابرة

أنا فقط مازلت أقرأ قلبك بين السطور

أنا العاشقة قبل التاريخ لأغانيك الحائرة 

أعرف أنك تقرأ نشرة الأخبار في عينيّ

عينيّ الحائرة ...

تفرّ هاربا ..

سأخبرك شيئا...

قلبي يحدثّني بأنّ الليل أصبح سافرا ...

وانّ الفجر يمدّ لحافه ...

وانا وانت في قبلة حاشدة ...

30

انتظار

..

 باقات ورد

ركن بلون الموج في عينيك

ولايفصلني عن اللهفة المشتهاة

إلا مسافة عشق

هكذا هيّأت المساء

الساعة الحائطيّة لم تخف وطأة الانتظار

هي ترتعش مع صخب البحر في قلبي

المثقل بقصص الحبّ العتيقة

كنحت غائر على لحاء

نزّ الانتظار

شعرت  أنّ الوقت شرنقة 

و وجهي جدار

وأن" إيديف بياف"تربّت على كتفي

ذات الحزن في عينيها

طويت الليل

تهت في وجهك الطفوليّ

يداك تعبث بأزرار قميصك

 الشاشة الإلكترونية

أخذت من النجوم ضوءها

ومن الشراشف عطرها

وانا مازلت أسمع "ليلة حبّ"ل"أمّ كلثوم"

اعطّر ليلي بقصيدة

على شاطىء الذّكرى

ربّما  النساء ينسجن  من سحر الكلام

بيت " الشعر على  الرقوبة"

  زرّ إلكتروني  يجعله في مهبّ النّسيان

لا غرابة ان تحبّ امرأة فأرة الحاسوب 

وأن يعشق رجل وجه الشّاشة

غرف النوم منفى

والشاشات توزّ ع رمّانها

مازلت أسمع " صوت العندليب "

تأخّر الليل كثيرا 

والناس يودّعون العشق في جنح الظلام .

31

في اليوم العالمي للرجال :

..

احادثك ضاحكة

 كما يحلو لك ان تراني

أقشّر الليل الهارب منّا

كثير من الشٍعر

الأخبار الشّاردة

الأغاني المنسيّة

وكثير من الحبّ الطّازج

تواعدنا كثيرا

لم نأكل الحبّ بعد

لن نأكل طبقنا الواعد

غبت ...غبت طويلا

وما زلت انتظر  أن تشرق يوما

تقف بوجهك اللّا مع امامي

 كنت أراه من بعيد

أخبّىء كلّ أشيائي الصّغيرة

لأبدو ملاكا

تقف بطولك الفارع

تمشي واثقا ..

أحطّم كرسيّا كان حاجزا

اراك طويلا ...طويلا

تمدّ يدك ...من هناك

أقبّلها باكية ..

كلّ الأحاديث بيننا عالقة

الشّوق كلمة يائسة ..

أشجار الزّيتون يا ابي باقية

 مثلك تماما لا تموت بالضّربة القاضية ...

32

أجلس في المقهى

مليئة بي ...

ألملم ذكرياتي

في كأس القهوة

أراني السكّر

أمتصّ سواد ها

مزهوّة بي ...

انا ما وما تبقى مني

بعد.عراك مع الفصول

هذا النادل ضاحكا

يصبّ قطرات الزهر

في فنجانها الابيض

يجمّع نصفيّ ...

يضمّ سنوات الضياع

في ابتسامته العريضة

كم انا في قهوتي !!!

في صورها التي تشكلني

كلما ارتشفت منها

صوت فيروز :

:حبيتك في الصيف

حبيتك في الشتاء"

ورحت بعيدا يا حبيبي

في كل هذا الزحام

انا وانت في المقهى

كجريدة هجرها قراؤها

وحيدة منك

اهشّ الغبار عن قلبي ...

لأراني ...

أراني مزهّوة بي ..

وانا اشكّل صورتك في فنجاني

اضع السكر على شفتيك

 ارتوي بعصارة قلبك ..

أجمع كل القصائد فيك

في المقهى وحيدة ..

أطالع وجهك ..

لماذا كلما امعنت في عينيك

أرى امراة أخرى ..

أنثى تتلوى راقصة

على انغام كلمات الشوق ..

انت تتقن لعبة الحبّ

وانا اتقن لعبة الانتظار

كم مرّ من الوقت !!!

وانا أجمّعني لأراني ....

أراني مزهوة بنفسي

كانفاس الصباح ..

كوردة تجمّع ماءها

تقبل  الضوء ...

الضوء القادم على مهل ...

كم انا مزهوة بقهوتي

تلبسني هدوءها ..

ترمّم قلبي ...

ليدركني الصباح ..

ناضجة كغيداء

  عالية كشجرة سرو

تعانق سرّها كل يوم ..

انا في المقهى ..

ممتلئة بي

أطالع وجه غدي

الضوء القادم على مهل

سانتظر ...

لن أكون القصائد المكتظّة

ولا كتاب اعياه الغبار ..

في المقهى وحيدة ..

انا والانتظار ..

والمسافة...

وخيوط الشمس

تخرق الغيمات ....

لأراني ...

33

"الله كبير"

..

هكذا يبدو الصباح مثقلا

 كطائر فقد عشه

ينتف الريح ريشه

وعيناه معلقتان بالشجرة

كلما دمعت عيناها

تشبث باهدابها..

هكذا يرتدي الرصيف حزن الخريف

كعاشق خسر آخر معركة حبّ

فتقوّس قلبه

ككلّ صباح يمدّ يده للضوء

يصيخ السمع

فلا يسمع غير نشيج قلبه

هكذا يُلوّن السماء   بعريه

   فتربت عليه فيروز الصباح

"الله كبير"

يتدثر الغيمات المتساقطة

من وحشته...

ويمضي ...

يمضي فارغا من كل شيء

34

لاشىء..

..

لا شىء على هذا الرصيف

لا ياسمين . ..

لا أزهار تزين حوافيه

لا شىء..

غير بقايا عطر امرأة

وحبات ثلج تلهب خد الطريق .

35

مسافة حبّ

..

ك "دون كيشوت" ،

تراقص مراكب الريح

وانت على مسافة حب ،

يكفي ان تمرّر يدك على صدرك

فتنفلت براعم الورد من خدرها

"دون جيون" بعيني بحر

وشفاه  عائمة،

فكيف لا يغرق الحبّ فيهما؟

الحبّ قصيدة  منفلتة

وانت قيس  تتهجّى الغياب بامراة

كل النساء "ليلى" خارج القصيدة

ليلى ..تتقمّص الليل ،

 وتشدّ جدران قلبها

بحكايات الف ليلة وليلة

تتعرّق المرآة خجلا،

قلب ليلى أعمق  من الليل

فكيف تعكسه؟

كيف تحدّث رجلا عن امرأة يغار

الكحل من عينيها

عن يا سمينها

عن الربيع على شفتيها

وعيناه معلقتان على احمر الشفاه

على وجه سرقت كل تفاصيله 

كوطن محشوّالأرداف بالسيلكون

يترنح ..لا

يغري بالرقص..

من شرب كلّ النهر ؟

ليتجعّد وجه ليلى قبل طلوع الفجر

قيس يشرب نخب كل النساء

وليلى تجمّعهنّ من حانات

الحرب..

وتزرع أشلاءهنّ غابة ..

36

_قد اموت غدا ...

وفي عينيك كل النساء

لا ترفع صوتك بالبكاء ،

فالحب لا يحتاج موكب حزن  ....

_اتركوه ينثرني

كحبة قمح ليَلدَ  قبيلة..! .

_هكذا تُفتح نوافذ الشمس...!

نساء يمضغنَ وريقات تساقطت من صدري ؛

قبل ولادتي بقرن !

عيون شاخصة .

همهمات رجال

 يعجلون بالرحيل ...

_فلتفتحوا  الأبواب.. .!

نسمة واحدة تكفي

 لتحملني بعيدا...

خفيفة كظل ، وارفة كشجرة بعينين ضاحكتين ؛

لبقايا أوراقي الخضراء ...

_تشبهني في الصمت تشبهني ايضا في الحب

 أشجار...

نبتت  من بطني في بطني....

لتشيعني  بمباسم ياسمين ، و لتزفني في فستان:

 اوله انا وآخره ظلال مساء !

لا احب الوداع...

_لا احب الوداع ، فلماذا  تحيط خاصرتي يداك ؟!

و القبلة جافة لا تزهر ...

قد اموت و لم تكتمل ، بعدُ ، انوثتي ....

و يغتالني الغياب ...

_قصائدي  التي كتبتها ، والتي لم أكتبها ،

 حنين إلى نفسي حين احب ....

_الموت رحيل عاشق  أصاخ السمع

 لنايات غروبي ؛

قبل ان يحل المساء ...

_دعني ...!

دعني في نبضك أحيا  وأحيا ،

ففي عينيك تموت كل النساء !

37

هذيان...

..

الليل يعدّ الوقت

وأنت شهقة الحبّ الأخيرة

قلبي يركض في المسافات البعيدة

كالمهاجر لنبع ماء

أنا ألف أحبّك

والأرض تشهد والسماء

قل لي

كيف لشجرة أن تخضرّ

أن تراقص ظلّها

والربيع واقف في المنتصف

قل لي

كيف أمشي على ظهر الماء!!

والبحر ظمآن

كل الروايات تقول

أنّه يخبّىء قلوب العاشقين

أخاف أن يُتيّم بي

 مثل كل الذين مدّ لهم ظهره

وفي القبلة الأخيرة  ..

  غرز  أسنانه في قلوبهم

كسمك القرش يشتمّ رائحة الخلاص

أحبك جدا

والاّمطار تقف في المنتصف 

أخاف وانا اركض إلى صدرك

أن تاخذني السيول

كطفلة ضلّت طريق العودة

هكذا الحبّ مخيف ..

أحبّك

وكلّ الطرق لا تؤدّي إلى روما

الحبّ محاصر 

كيف أشقّ طريقي

الكلّ يشهر سلاحه في وجهي

أمشي على الألغام

وقلبك  يشهق بين أصابعي

كيف لا يكفّ عن الخفقان

والشفاه تسكب الحرائق

فكيف أخترق  الدخان

الكلّ متواطئ

فأين أخبّىء قلبك المخضرّ !

القبلة خطّ أحمر

فكيف أقنع الشمس بأن تزوّار عن وجهي

كلّ شيىء مباح

أن أسرق الكحل من عينيك

أن أشهر الموت في وجهك

أن أمزّق كلّ كتب التاريخ

وأشهد أن الأرض أضيق من ثقب إبرة

وأن الليل عين النهار...

إلا قلبك فهو لي مشنقة .

38

احتفظ بقصائد من ورد

..

كنت مجرد كلمات ...

كلمات على ورق

كنت القصائد  المشتهاة

كل الأغاني اسمعها من حين لآخر

واقول في نفسي

كيف  نسيت كمّ الأهازيج....

كنت فيروز الصباح

فيروز مازالت تغني بصوت ملائكيّ

يا ذا الصّوت المباح

الراديو غيّر نبضاته في اللحظات الأخيرة

على أيّ تردّد يا ترى حطّ الرحال !

فاطمة نصيبي

39

افتقد ابي في كل يوم

وفي الأعياد اكثر ..

رحل ابي ..

لم يعد للعالم وجه

الأيام تجرّ بعضها ..

لم يعد للخريف لون..

دون بندقيته

لم يعد للشتاء مذاق

جفّ زيتونه

فقد الربيع اخضراره

البئر جفّ

والأشجار فقدت براعمها

لم اكن اعرف ان العالم

يمكن ان يكون عاقرا دونك

يا ابي ..

40

الحروف ثلاثة

..

لا ذنب لي

 عيناك والنبيذ مدادي

كيف لا اُصْلَبُ على حروف ثلاثة

أ

ح

ب

ورابعهم أنت

انا في الهوى زليخة

لا فتنة لي إلاّك

ترفّق بقلبي

وكن قميص يوسف

يمسح الحزن من عينيّ

أنا المتعبّدة

والمحراب مداك

انا ما كفرت

أنا قرأت آيات عشقي في محيّاك

 اناجيك

فيشعّ الغسق

ويسجد  الليل لي

أنا المتيّمة

والسَّفن أنت

عيون الريح ناتئة

فهلمّ إليّ

لا بحر

الاّ بحر هوانا

حروف العلّة ثلاثة 

ه

ج

ر

ورابعها

أصابعي تخبّىء قيظ مشاعري

إذا جنّ ليل

وطيفي لا يسكن ثناياك

أنا ما أبطأت يوما عن موعد

يضمّ عيني الى عينيك

أنا المعمّدة بك

لا عشق لي إلا الرّوح

وروحي فداك

يا ليل طلْ

ففيك ارتوائي من دمعي

إذا هطلت بحلو ذكره في أعماقي

يوسف قلبي

أنا ما سكرت إلا بآيات البيان

حين عشقت

فأمطر الليل شهبا ترقص في مداي

الحروف ثلاثة 

أ

ح

ب

ورابعها هاء  الغياب

كيوسف عن أبيه

وقميص العشق يزهر في الإيّاب

الحبّ صلاة 

وانا رابعة  في ظلال رباك

ليس لي

غير النسك في محراب الغياب

21/7/2017

41

ذاك الجنين ....

..

كل النّساء جميلات

إلاّ امراة شرب البحر عينيها

ولاذ بالفرار

ككل العابثين ...

كل الفصول افتراضية

إلا فصل النفوق

كاللااشيىء أنت على شاطىء منسيّ

أيّتها السماء 

كيف تقفين على الحياد ؟

والحصاد مرّ

كل النّساء خارقات

إلاّ واحدة

لم تجد وطنا

يرثي قلبها الموزّع

يا لثقل الخطوات في مهبّ الطرقات   !

كل النساء حالمات

إلاّ امراة

كان خدرها مورّدا  قبل سنوات  

وأخبروها اليوم ....

أنّ ذاك الجنين  ...مات

تبّت يدُ

من سرق ليل  امراة

وهو يقضّيه في سبات  ...

42

انا الوحيدة ...الوحيدة

..

اتوسّد الليل ...

ارنو إلى فجر بعيييبد

فهل تكون فجري ؟

انا الوحيدة

اكدّ س احلامي كلّ يوم

الطفولة تكبر فيّ كلما خطّت الايام تجاعيدها ..

فهل تخضرّ احلامي  بصدرك الغضّ

انا الوحيدة...

 الملم الأفكار

ارتّبها كل يوم على دفاتر مشرّدة

فهل تلملم انفاسي المبعثرة ؟

لست وحدك  تعبث بك الامواج ..

انا ايضا اركب بحرا ...بلا امواج ..

فهل تكون لي طوق النجاة !!

هكذا اسافر كل يوم ...بلا مجداف ..

"فهلاّ اعرتني خدّك ؟ "

لاحبّك كلّ يوم وأكثر

43

بلا ضفاف

..

من أيّ زيتونة!!

ولد هذا الزّيت الوارف

في فضاء ضيّق

ومن تضع طلاء لأصابع بلا أظافر!!

قالت:

من أيّ ثغر سالت  الأحجار الكريمة!

والسّماء جافة

يضحك الجدار

من نتوءات يدها

أقدامها توجع المرمر  المترامي 

في زاوية مظلمة 

تتكوّر الشجرة 

من باع ظلّها بحبيبات سكّر!

تقول نحلة حطّت على غصن أعرج 

أيّ مرّ سيلعق  المارّون  بي

المكان ضيّق جدّا

و"الغول"  كبير 

بضع أمتار

والمسروق  وطن

كيف يتورّد  الياسمين والأنفاس آثمة

أحبّك بلا ضفاف

وانت تتسوّل بعض الغيث

الطوفان مازال بعيدا

فكيف يفيض طمثك!!

الوجع أن أرى وجهك ضاحكا

وأطرافك خلف البحر

فكيف أضع رأسي على صدرك!!

كلّ القصائد اوجعتكَ عشقا

وانتَ تنتظر موعدا لا يأتي...

45

آخر الموانىء

..

كنت تقريبا نويت الرحيل

إلى ضفافك

وانت النهر المبارك

في خريف العمر

شيئ ما وقف في المنتصف

نشب أظافره  في حلقي

لم يعد النهر يسع اكتظاظ المشاعر

وفيء الشجرة ضاق ببراعمها

الفصل يوحي بالرّبيع

فلماذا لا تمطر السماء بالنرجس ؟

حدّثت نفسها ...

  ومدّت اللحاف على قلبها النحيل..

هو أيضا يغرق في دنّه

لا يثمل بعناقيد الحبّ

لا العناق على حافة الحلم يوجعه

قبلة واحدة تكفي

ليذوب الشتاء بين يديه

يجمّع شتات النصف

النصف المعمّد ببخور العشق

على رفّ في خزانة بجدار قديم

هي أيضا تبحث عن كفّه لتقرأ قلبها

وتفكّ طلاسم آخر خريطة

رسمتها نظراته العابثة  بتفاصيلها  

هي زجاج لا يقبل الكسر

فكيف يمسك بشعاعها؟

الوقت مطرقة

وقلبها ألواح تروي قصة خرافية

عن طوفان العشق في لحظة جزر

وعن نوارس تشتهي الغرق فيه

آخر الموانئ قلبه

هي الطفلة التي لم تكبر بعد

فكيف يتحسّس الرّجفة  الطفوليّة في صوتها ؟

وهي تدسّه في حبل  الوريد 

هو أيضا كبير بما يكفي

ليمرّر وهج الشمس بأصابعه على صدرها

وهو الطفل  أيضا ...

الذي لا يعي معنى الاحتراق ..

46

الأيّام تودّع بعضها

الغياب يستلّ منها رضابها

للليل عينان كبيرتان

سحبتني ولم أغرق ...

في ربع الساعة الأخيرة

رقصت الكلمات ....

على شفاهك ازهر الورد

للوداع الأخير لذّة أخرى

 تجمّع الحروف الهاربة

ترتقها على مهل ..

آخر دمعة تنثال هادئة

لعلٌها سكينة الوجد ..

يا وجهك الوضّاء

يا اغنية قلبي المسافر فيك

كيف أمدّ أنفاسي !!

ليعلو الحبّ قليلا...

فتحتفل اللحظة بعاشقها ..

كيف أضمٌك !!!!

يا رجلا ..بكاه الليل

وسالت من حرّ اشواقه قِرب

ما كنت أحسب

أنّ الليل يٓفتِك بعاشقه..

فلمن أشتكيه يا ولهي !!

 قد أهديته صمتك على عجل

وأهداني مدامعه..

هل انتهينا ثلاثتنا!!!

لمّا أمسكنا بالعشق في لحظة العدم ..

________

في ليلة شتوية ودعت أبي

رحمه الله واسكنه فراديس جنانه ..

22/1/2019

47

أيها الزمن  المتوعّك

كيف أسرج لك حروفي !

وكيف أستلّ من خاصرة وطن سيوفا !!

الدائنون على عتبة المطحنة

الطحّان يمدّ جسرا من ثقب في الجدار

والمطحون يختلس رائحة الخبز ...

48

والله لوكان بيدي

ما تركت عقلي يهجرني

ولا المطر من عينيّ ينهمر

 ولا هجرت الأغاني  في توهّجها

لكن زارني ما بشبه العبث

 فكاد لي القوم ......

 حتى تورّم منّي الشّغف

وهل ييأس الحطّاب من الشّجر !!

سلوت القلب بما من عرائشه  في المدى أنثره 

وشدّني ما بشبه الأمل

تلوت آيات الحبّ على مسامعهم

 فكان رجع الصّدى أرق

كيف لا يكبر بي الوجع

وفي كلّ يوم أصداء عن نهاية العرب

هل لي  ان اقول أحبّك

وكل ما حولي مُغتصب

49

أن تحبني

هو ان تزيح  عن الليل سواده 

أن ترسم  بقطرا ت الندى صباحا ورد يّا..

أن تجمّع عطر الورد في أنفاسك

أن تضمّخ بشفاهك عطشي

أن تحبني

هو أن تجيد قراءة قلبي

أن تقرأ خطوط كفّي مجمّعة في يديك

أن تحبني

هو أن تطرد الخريف الزاحف على جسدي

ان يتدفّق قلبك في دمي

فأزهر كشجرة ربيع

ان تحبني

هو ان تنموَ في ذاكرتي شجرة لبلاب يانعة  ....

ان تحبني ان لا اكون بطلة رواية حزينة ....

ان تحبني ايها السعيد بي

هو ان تملأ الفراغات بين أصابعي

ان يتكور  النرجس  على وجنتي

ان تحبني

هو ان تأخذني على صهوة الحب

انا " السندريلا " الغارقة ...

ان تحبني

ان تقدم لي الحياة...

الحياة التي انتظرتها ...ولم تات..

50

مزنة

..

سأرخي  الوشاح من على  كتفي

وأمشي مكشوفة الصدر

لن يتغير لون المساء

ولا السحب الشاحبة 

ولا العصافير  المهاجرة

في خريفي المزهر بي

سيلتهم  صدر ي العناكب الزاحفة 

بزفير صامت

سأخلع الكعب العالي

أصفع وجه العتمة

أمشي حافية من جسدي

عارية من تاريخ الوأد

في عرض الطريق

ساتعرّى من النظرات التي ترمقني ...

سامرر يدي على الليل

ليضيىء

سأرسم على أهدابه قبلة الانعتاق

واجري نحو الفجر

أشتهي عناق البحر في خطواته الأولى نحو الصباح

كطفل يرنو إلى عيني وطن بعيد

وامه طيف بلا ملامح

كالمولود  من رحم  متاهات

أكتشف الصباح سافرا

بألوان زاهية

ضاحكا كربيع

وانا الضبابية في معطف الوأد

أنعتق كمزنة

من رحم السحب

56

إشراقات...

..

لا اريد من الحب غير إشراقه

في عيني طفل

يهدي ابتسامته على شكل وردة

بين طوابير  السيارات

لا اريد من الوطن غير  شجرة

تخصف  علي من اوراقها  

لا اريد من الليل غير ضجيج الحبّ

وابتسامة امرأة على وجه القمر

لا اريد من الفجر غير أنفاس ملتهبة

تلفح وجه الأرض

فتتفتح براعمها

لااريد من الصباح غير قبلة مثقلة بعناقيد النور

تطرد الشيطان من شفتي هذا الوطن

لا اريد من البحر غير ملحه

ينثره في عيني العتمة

لا اريد من الحب غير

إشراقي في عينيك

فيورق  قلبي فراشات ..

57

على ضفاف الذكرى

..

تحلق النوارس في الفراغ الممتد

كدوائر النهايات القصيرة

هذه التي تحلق بذاكرتي

لحظة عناق شفتين تائهتين في السراب

لعبارات الشوق العابرة

في قصيدةمعلقة على طرف الحروف

الحروف التي تسقط من الأصابع المرتعشة

هي نزيف الذكرى

وأطياف تمر على الموانىء المكتظة

ببقايا الصخب

تسافربعيدا

إلى ما وراء اللحظات الممتلئة حلما

هي أيضا كساعة لقاء

معلقة بالذاكرة

وقفت على أعتاب القلب

وتركت دائرة أخرى فارغة

في المدى..

بحر هائج

ذاك السكون الذي يتجول في ثنايا المكان

بعينين متورمتين

وشفتين جافتين

من عبارات الشوق

والحب المعلق على أبواب مقفلة

كالبحار بلا شواطىء

كنورس فقد بياض  ريشه

كالاحلام التي ارتطمت بسور مدينتنا

هي كقطع المكعبات التي القى بها طفل من الشرفة

 على أسفلت الطريق

هي أيضا مشاعر الحب

التي تمر بالذاكرة

تملا انفاسي...

اطلالة من ربوة ...

عابرة كروائح الياسمين

كشمس خريف

هي الدوائر التي تتحول إلى عاصفة ساكنة

على ضفاف الذكرى..

هي لا تؤلم العابرين

هي تسكن القلوب المفعمة بالحنين

القلوب التي لا ترحل...

تسقي الارض..

هي العيون المعلقة على الاسوار

تداعب الحلم..

58

ما يجمع شتاتي

هو ترك الحلم معلقا على اسوار ذاكرتي

ما بقي من المشاعر المفعمة حنينا

ساعة حلم

لحظة لقاء مزخرف بلون عينيك

كورد الربيع

او كالوان ماء البحر

تعانقك بكل ألوان الذكرى

خضراء

ارجوانية

لازوردية

او بلالون اذا غاب طيفك منها

مثلي تماما..

تائهة بدوني ..

حيث انت..فقط

تتراقص الاحلام..

نبضات القلب

تينع الروح بعد غيمة مثقلة بثمارالشوق

بقبلات الندى لازهار الصباح

بعناق اول شعاع الشمس

يمد يده إلى شغاف القلب

يراقص النبضات في حنو

هي

صلاة في جنان الروح

لحظات العشق

ما يجمع شتاتي

في مدى اللحظة

هو الحلم ...

المعلق على شرفات زمن

بلا لون..

59

قد نلتقي

..

قد نلتقي كإثنيين

كإثنين جمّعا حروف الأبجدية حرفا حرفا

قد نلتقي كإثنيين

رتقا أثواب الحنين

إثنين في أرض العبور الشامخة

لا عكاز يخز العابرين  من فوهة المعركة

واحد في اثنين نرمّم الطرق الباكية

 نكتب بالأخضر قصيدتنا

بالأبيض عروبتنا

نطوي السّواد

ننثر بقاي


***********************


***********************

إعلان في أسفل التدوينة

اتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *