هشام محمود
·
شَيْءٌ كَالكِتَابَة
رِوَايَةٌ شِعْرِيَّة
هِشَام مَحْمُود
شَــــيْءٌ كَالإِهْــــدَاء
أَيَّتُهَا القَصِيدَةُ:
عَفْوًا يَا حَبِيبَتِي
لَا أَسْتَطِيعُ..
أَنْ أَكْتُبَكِ عَلَى مَهَلٍ،
فَإِنَّكِ لَنْ تَحْتَمِلِي.
وَلَا أَسْتَطِيعُ..
أَنْ أَكْتُبَكِ مَرَّةً وَاحِدَةً،
فَإِنِّي لَنْ أَحْتَمِلَ.
هِشَام
مَحْمُود
كَأَنَّهُ افْتِتَاحٌ
إِنَّ مِنْ ذُنُوبِ النَّاسِ..
ذُنُوبًا..
لَا يُكَفِّرُهَا..
إِلَّا الحُب.
مَــــدْخَـــلٌ
(النَّاسُ نِيَامٌ،
فَإِذَا مَاتُوا انْتَبَهُوا).
الإمَامُ/ عَلِيُّ بنُ أَبِي طَالِبٍ
ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ ـ
(..... وَإِذَا عَشِقُوا)
هِشَام مَحْمُود.
الحَرَكَةُ الأُولَى
أَحِبَّائِي الذِينَ يَرْحَلُونَ دَائِمًا
بِلَا مُقَدِّمَاتٍ،
لَيْسُوا صَادِقِينَ مَعِي فِي رَحِيلِهِمْ.
أُحِسُّهُمْ،
وَأَسْمَعُ أَصْوَاتَهُمْ،
وَأَرُدُّ تَحِيَّتَهُمْ،
وَأَشْرَبُ مَعَهُمْ الشَّايَ كُلَّ صَبَاحٍ،
وَنَتَحَاوَرُ كَثِيرًا فِي قَضَايَا خِلَافِيَّةٍ
حَتَّى الفَوْضَى نَتَحَاوَرُ فِيهَا،
دُونَ أَنْ نَهْتَمَّ بِوَضْعِ نِظَامٍ مَا..
لِهَذِهِ الفَوْضَى.
أَمَّا الذِينَ يُجَاوِرُونَ الجَسَدَ..
عَلَى قَارِعَةِ الحَيَاةِ
فَهُمْ فِي الغَالِبِ فَارِغُونَ،
أَخِفَّاءُ،
مُجَوَّفُونَ،
وَبَارِدُونَ..
كَأَيَّامٍ مَرَّتْ بِلَا حُبٍّ،
وَلَا حَبِيبَةٍ،
وَلَا مَوَاعِيدَ غَرَامِيَّةٍ..
أَخْتَلِسُهَا اخْتِلاسًا.
يَا إِلَهِي.....
هَلْ يُضِيفُ الرَّحِيلُ جَمَالًا..
إِلَى الأَحِبَّاءِ الرَّاحِلِينَ..؟
رُبَّمَا.
وَلَكِنَّهُمْ كَانُوا بِالفِعْلِ جَمِيلِينَ،
وَأَنْقِيَاءَ بِالفِطْرَةِ،
وَكَانُوا يَذُوبُونَ اشْتِعَالًا،
وَأَوْجَاعًا لَذِيذَةً،
وَرَغْبَةً فِي اتِّصَالٍ أُسْطُورِيٍّ بَهِيجٍ،
تَفْنَى مَعَهُ رُوحٌ تَوَزَّعَتْ فِي جَسَدَيْنِ،
وَيَتَّحِدُ جَسَدَانِ مُشْتَبِهَانِ..
اتِّحَادًا صُوفِيًّا رَائِعًا.
هَلْ يَكْمُنُ جَمَالُ المَوْتَى..
فِي أَنَّهُمْ لَنْ يَسْتَطِيعُوا..
فِي يَوْمٍ مِنْ الأَيَّامِ
أَنْ يَمُوتُوا مَرَّةً ثَانِيَةً..؟
وَأَنَّهُمْ يَمْلِكُونَ حُضُورًا أَثِيرًا
فِي ذَاكِرَةِ المَوْتَى
الذِينَ لَمْ يَمُوتُوا بَعْدُ..؟
- صَبَاحُ الخَيْرِ يَا حَبِيبَتِي.
- صَبَاحُ الخَيْرِ يَا حَبِيبِي.
- عَيْنَاكِ قَادِرَتَانِ تَمَامًا..
عَلَى احْتِوَائِي
فِي آفَاقٍ مِنْ الدَّهْشَةِ،
وَالرَّوْعَةِ،
وَالسِّحْرِ
النَّبِيلِ.
- عَيْنَاكَ تَسْتَطِيعَانِ احْتِوَاءَ
جَمِيعِ الفُصُولِ..
فِي نَظْرَةٍ بَالِغَةِ الإِيحَاءِ.
كَيْفَ تَمْنَحُ تَكَسُّرَ أَشِعَّةِ الشَّمْسِ عَلَيْهِمَا..
كُلَّ هَذِه الفِتْنَةِ..؟
صَيْفٌ سَخِيفٌ وَمُخَاتِلٌ
يَحْمِلُ طِفْلًا لَمْ يَبْلُغْ الثَّامِنَةَ..
إِلَى عَالَمٍ سَيُحَاوِلُ أَلَّا يَكْرَهَهُ،
حِرْصًا عَلَى أَنْ تَكُونَ المَسَافَةُ..
بَيْنَهُ وَبَيْنَ الأَشْيَاءِ..
مَحْسُوبَةً،
وَذَاتَ تَأْثِيرٍ..
يُمْكِنُ التَّعَايُشُ مَعَهُ.
سَتَتْرُكُ الشَّمْسُ لَهُ فُرَصًا كَثِيرَةً ..
لِاسْتِعْمَالِ جَفْنَيْهِ بِشَكْلٍ مُبَالَغٍ
فِيهِ،
بِحَيْثُ لَنْ يَسْتَطِيعَ فِيمَا بَعْدُ..
أَنْ يَفْتَحَ عَيْنَيْهِ تَمَامًا.
سَتَبْدُوَانِ كَبَقَايَا عَيْنَيْنِ..
أَرْهَقَهُمَا طُولُ النَّظَرِ فِي كُلِّ شَيْءٍ،
وَرُبَّمَا إِلَى لَا شَيْءٍ.
هَلْ كَانَ الجَفْنَانِ مُعَطَّلَيْنِ..
قَبْلَ أَنْ يَعْمَلَا بِشَكْلٍ مُبَالَغٍ
فِيهِ..؟
سَيَمْنَحُ الجَفْنَانِ حَجَرَيْهِمَا..
إِضَاءَةً مَا خَافِتَةً وَلَافِتَةً،
بِحَيْثُ تَصْحُو النَّظْرَةُ..
آلَافَ المَرَّاتِ،
قَبْلَ أَنْ تَنَامَ نَوْمَهَا الأَخِيرَ.
هَذِهِ الأَلْوَانُ المَجَّانِيَّةُ..
سَتُلْفِتُ انْتِبَاهَ عَاشِقَةٍ..
تُحَاوِلُ إِقْنَاعَ نَفْسِهَا
بِأَنَّ لِعَشِيقِهَا عَيْنَيْنِ جَمِيلَتَيْنِ
يُمْكِنُ أَنْ تَصِفَهُمَا فِي قَصِيدَةٍ.
رُبَّمَا لِأَنَّهُ فِي الوَاقِعِ
لَا يَمْلِكُ شَيْئًا وَاحِدًا..
يُمْكِنُ أَنْ يُمَيِّزَهُ
غَيْرَ
قُدْرَتِهِ عَلَى أَنْ يُحِبَّ.
المَرْأَةُ أَقْوَى بِضَعْفِهَا..
مِنْ رَجُلٍ يَبْدُو ضَعِيفًا..
فِي قُوَّتِهِ.
وَحَبِيبَتِي لَهَا جَبَرُوتُ فَرَاشَةٍ
تَسْتَطِيعُ أَنْ تَسْتَلِبَ القَلْبَ..
بِدِفْءِ أَلْوَانِهَا،
وَصَخَبِهَا،
وَحُضُورِهَا..
فِي مَرَايَا الرُّوحِ.
وَإِنِّي سَمَّيْتُهَا (لَارَا)
وَإِنِّى أُعِيذُهَا بِالرَّحْمَنِ..
مِنْ رَحْمَتِهَا وَنِقْمَتِهَا،
وَحُضُورِهَا وَغِيَابِهَا،
وَدَلِّهَا وَمَلِّهَا،
وَإِينَاسِهَا وَإِيحَاشِهَا،
وَأَيْنِهَا وَكَيْفِهَا وَمَتَاهَا،
وَمِنْهَا وَمِمَّا سِوَاهَا،
وَأَشْرَبُ خَمْرَ صَحْوِهَا؛
لِأَغِيبَ فِي سُكْرِي..
عَنْ شُهُودِهَا وَإِشْهَادِهَا.
فَسُبْحَانَ مَنْ أَشْهَدَنِي حَضْرَتَهَا..
وَجَلَا لِى أَنْوَارَ تَجَلِّيهَا،
حِينَ تَجَلَّى وَتَجَلَّتْ.
سَتَمْنَحُنِي قُدْرَتُهَا عَلَى افْتِرَاسِي..
بِطُغْيَانٍ آسِرٍ،
وَتَشَفٍّ لَذِيذٍ..
قُدْرَةً مُوَازِيَةً عَلَى أَنْ أُحِبَّهَا.
فَقَطْ
بَيْنِي وَبَيْنَ اللهِ.
لَنْ أَبُوحَ لِأَحَدٍ بِهَذَا الحُبِّ،
وَلَنْ أَبُوحَ لِنَفْسِي.
فَرُبَّمَا..
لَا تَحْتَمِلُ.
سَأَبُوءُ بِإِثْمِي وَحْدِي
عِنْدَمَا..
يُوَاجِهُنِي اللهُ بِهَذَا الحُبِّ.
الأَرْجَحُ
أَنَّ مُوسِيقَا نَاعِمَةً..
تَسَلَّلَتْ
عَبْرَ شِيشِ الغُرْفَةِ الخَارِجِيَّةِ،
وَعَرَفَتْ طَرِيقَهَا..
عَبْرَ
مَدْخَلٍ صَغِيرٍ،
لَا يُعَبِّرُ عَنْ شَيْءٍ
نَحْو
صَالَةٍ
يُمْكِنُ لِمَنْ يَجْلِسُ مَكَانِي..
فِي غُرْفَةٍ دَاخِلِيَّةٍ
لَهَا مِسَاحَةُ هَذِهِ الغُرْفَةِ..
أَنْ يَتْرُكَ أُذُنَيْهِ..
تَتَلَصَّصَانِ عَلَى مَا يَدُورُ فِي هَذِهِ
الصَّالَةِ..
مِنْ أَصْوَاتٍ.
سَيَلْتَقِيَانِ (هُوَ وَالمُوسِيقَا)
فِي مِنْطَقَةٍ مُحَايِدَةٍ.
حَالَئِذٍ
لَنْ يَكُونَ مِنْ الصَّعْبِ عَلَيْهِ..
أَنْ يَكْتَشِفَ هَذِهِ المُوسِيقَا
المُنْبَعِثَةَ مِنْ جِهَازٍ نَسِيَهُ فِي
البَلْكُونِ
مُنْذُ أَقَلَّ مِنْ سَاعَةٍ
/عَلَى الأَرْجَحِ/
ذَلِكَ أَنَّ الذَّاكِرَةَ..
لَمْ تَكُنْ قَدْ اتَّسَعَتْ..
لِأَكْثَرَ مِنْ هَذَا القَدْرِ..
مِنْ مُوسِيقَا (نَصِير شَمَّة)*
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*فَنَّانٌ عِرَاقِيٌّ، وَأَحَدُ أَشْهَرِ
عَازِفِي العُودِ فِي العَالَمِ.
وَلَمْ يَحْدُثْ
أَنْ أَوْقَفَ أَحَدٌ هَذَا الجِهَازَ،
ثُمَّ أَعَادَهُ،
وَعَلَى نَفْسِ المُوسِيقَا
تَوْرِيطًا لَهُ..
فِي سِلْسِلَةٍ مِنْ الاسْتِنْتَاجَاتِ..
التِي لَا تَعْنِي شَيْئًا.
هُوَ
وَحِيدٌ،
مُنْفَرِدٌ بِوَحْدَتِهِ،
وَسَعِيدٌ بِهَا،
سَيَكُونُ مُفِيدًا..
أَنْ يُفَكِّرَ
فِي أَشْيَاءَ كَثِيرَةٍ
قَدْ لا تُفِيدُ
كَأَنْ يَكْتُبَ رِوَايَةً..
لَا تَسْتَدْرِجُهُ إِلَى سِيرَةٍ ذَاتِيَّةٍ.
أَوْ يَضَعَ حَدًّا قَاطِعًا..
بَيْنَ حُبٍّ مَضَى،
وَحُبٍّ لَنْ يَأْتِيَ.
أَوْ أَنْ يَقُولَ لَهَا: أُحِبُّكِ.
سَيَحْسِبُ بِجِدِّيَّةٍ..
احْتِمَالَاتِ أَنْ تُصَدِّقَهُ تَمَامًا،
أَوْ تُفَكِّرَ
فِي أَنْ تُصَدِّقَهُ،
أَوْ تَسْمَعَ لَهُ بِدُونِ تَعْلِيقٍ،
أَوْ تُكَذِّبَهُ عَلَى الفَوْرِ.
سَيَشْغَلُ نَفْسَهُ..
بِتَصَفُّحِ مُفَكِّرَةٍ كَبِيرَةٍ
لَمْ يَكْتُبْ بِهَا شَيْئًا،
إِلَّا أَنَّهُ يَنْوِي..
أَنْ يُسَجِّلَ فِيهَا إِشَارَاتٍ قَدْ
تُفِيدُهُ..
فِي عَمَلٍ رِوَائِيٍّ لَنْ يَكْتُبَهُ.
سَيُغْمِضُ عَيْنَيْهِ وَيَسْتَلْقِي عَلَى
ظَهْرِهِ،
فِي طُقُوسٍ مُوَاتِيَةٍ لِلاحْتِفَاءِ
بِدَمْعَتَيْنِ..
تَعْرِفَانِ طَرِيقَيْهِمَا..
عَلَى خَدَّيْنِ سَكَنَتْهُمَا التَّجَاعِيدُ.
سَيَبْدُو دِيوَانُ (ابْنِ الفَارِضِ)
فُرْصَةً لِتَفْسِيرِ هَذِهِ الدُّمُوعِ،
سَتَنْبَعِثُ فِي أَعْلَى رَأْسِهِ..
مَشَاهِدُ فَضْفَاضَةٌ..
لِعُصْفُورَيْنِ غَرِيبَيْنِ
يَتَبَادَلَانِ أَشْيَاءَ جَمِيلَةً،
وَغَامِضَةً بِالنِّسْبَةِ لَهُ،
بِاعْتِبَارِهِ لَيْسَ أَكْثَرَ مِنْ رَجُلٍ..
وَخَطَ الشَّيْبُ قَلْبَهُ،
يَجْلِسُ مَعَ بِنْتٍ تُحِبُّهُ بِلَا أَسْبَابٍ.
يَذُوبَانِ فِي قُبَلٍ لَذِيذَةٍ مُتَتَابِعَةٍ،
بَعْدَ أَنْ أذَابَا كُلَّ مَا بَيْنَهُمَا..
مِنْ حَوَاجِزَ شَكْلَانِيَّةٍ:
المِنْضَدَةِ،
كُوبَيْ النِّسْكَافِيه،
زُجَاجَةِ المِيَاهِ،
كُوبِ مَاءٍ نِصْفِ مَلْآنَ..
تَعَلَّقَتْ بِحَوَافِّهِ آثَارُ شِفَاهٍ..
تَحْمِلُ فَصِيلَتَيْ الدَّمِ: (a)
وَ(ab)
وَنَظَرَاتٍ زَائِغَةٍ..
دَحْرَجَتْهَا هَذِهِ الأَجْسَامُ المُصْمَتَةُ..
التِي تَدُورُ حَوْلَهُمَا.
وَحْدَهَا هَذِهِ النَّخْلَةُ..
التِي أَلْقَتْ ظِلَالَهَا خَارِجَ الزَّمَانِ.
(يَبْدُو اسْتِدْعَاءُ الزَّمَانِ هُنَا..
أَكْثَرَ مُلَاءَمَةً..
لِنَصٍّ يُحَاوِلُ أَنْ يَكُونَ حَدَاثِيًّا)
سَعْفَةٌ خَضْرَاءُ..
تَحْمِلُ عُصْفُورَيْنِ غَرِيبَيْنِ
سَتَسْمَحُ لَهُمَا..
أَنْ يَلْتَقِطَا مَشَاهِدَ يُمْكِنُ
مُحَاكَاتُهَا،
مَعَ إِلْغَاءِ احْتِمَالِ أَنْ يَتَلَصَّصَ
عَلَيْهِمَا أَحَدٌ.
رَغْمَ أَنَّنَا قُمْنَا بِهَذَا فِي الحَقِيقَةِ،
وَلَيْسَ عَلَى سَبِيلِ المَجَازِ
رُبَّمَا كَمُحَاوَلَةٍ..
لِتَثْبِيتِ اللَّحْظَةِ خَارِجِيًّا.
انْحِسَارٌ
مَا..
لِلمُوسِيقَا التِي تَتَسَلَّلُ نَحْوَ
الصَّالَةِ،
عَبْرَ
المَدْخَلِ الذِي لَا يُعَبِّرُ عَنْ شَيْءٍ.
الأَرْجَحُ أَنَّ (نَصِير شَمَّة)
نَجَحَ فِي تَحْرِيرِ آخِرِ زَفْرَةٍ..
مِنْ عُودِهِ النَّحِيلِ،
قَبْلَ أَنْ يُصَفِّقَ لَهُ الجُمْهُورُ.
- هَلْ تَسْتَطِيعِينَ..
أَنْ تَعُدِّي هَذِهِ الشَّعْرَاتِ البِيضَ..
التِي بَدَأَتْ تَغْزُو رَأْسِي..؟
- أَسْتَطِيعُ،
وَتَسْتَطِيعُ أَنْ تُصَدِّقَ..
أَنَّنِي أُحِبُّكَ فَوْقَ طَاقَتِي،
وَأَنَّكَ تَقْسُو عَلَيَّ فَوْقَ طَاقَتِكَ.
وَكَانَ قَلْبِي فَضْفَاضًا كَغَيْمَةٍ،
رَائِقًا كَعَيْنِ عُصْفُورٍ،
وَكُنْتُ أُجَرِّبُ فِيهَا..
طَرَائِقَ جَدِيدَةً لِلحُبِّ،
تَجْعَلُنَا أَوَّلَ زَوْجَيْ عَصَافِيرَ..
يَتَّفِقَانِ عَلَى أَنْ يُخَاتِلَ..
كُلٌّ مِنْهُمَا الآخَرَ،
وَيَسْقِيَهِ دَهْشَةً..
مُنَدَّاةً بِالفَرَحِ.
- لِمَاذَا أَنْتِ هُنَا الآنَ؟
- كُنْتُ أَمْلَأُ رُوحِي بِحُضُورِكَ..
فِي غِيَابِكَ.
- وَبَعْدُ....؟
- سَأَزْرَعُ الحَيَاةَ أَشْجَارًا
تُشْبِهُكَ،
وَأُغَنِّي لِسَبْعِ شَعْرَاتٍ بِيضٍ..
أَنَارَتْ لَيْلَ مَفْرِقِكَ الآسِرَ.
- تَبْدُو عَيْنَاكِ أَجْمَلَ بِكَثِيرٍ..
وَهُمَا تُطَوِّحَانِ عُشْبًا جَبَلِيًّا؛
لِتُفَجِّرَ فِيهِمَا أَشِعَّةُ الشَّمْسِ..
يَنْبُوعَيْنِ مِنْ عَسَلٍ
سَائِغٍ بِالفِطْرَةِ،
وَلأَسْبَابٍ أُخْرَى مُكْتَسَبَةٍ.
سَتَبْدُو الأَشْجَارُ..
التِي وَخَطَهَا الشَّيْبُ مُبَكِّرًا..
غَيْرَ قَادِرَةٍ..
عَلَى مُمَارَسَةِ الدَّهْشَةِ..
عِنْدَمَا تَرَانِي.
***
الحَرَكَةُ الثَّانِيَةُ
سَأَكْتُبُ شَيْئًا كَالكِتَابَةِ،
تَعْلِيقًا عَلَى أَحْدَاثٍ لَا تَخُصُّ أَحَدًا.
(عَسَانِي أَصِيرُ مَلَاكًا..
مَلَاكًا أَصِيرُ..
إِذَا مَا لَمَسْتُ قَرَارَةَ قَلْبِكِ)*
وَقَلْبُكِ هُوَ مَا يَخُصُّنِي وَحْدِي
دُونَ مَخْلُوقَاتِ اللهِ،
أُقَلِّبُهُ فِي مَجَامِرِ دَهْشَتِي وَفُضُولِي،
فَيَطِيبُ لِي حُبًّا مُتَجَدِّدًا،
يَحْمِلُ جَمِيعَ أَطْيَافِ الرَّغْبَةِ.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* مِنْ قَصِيدَةٍ لِـ (مَحْمُود دَرْوِيش)
سَأَضَعُهُ فِي إِطَارٍ مُنَاسِبٍ،
وَأُعَلِّقُهُ عَلَى جِدَارِ الرُّوحِ.
سَيَبْدُو شَاحِبًا أَوَّلَ الأَمْرِ،
إِلَّا أَنَّهُ سَيَأْخُذُ وَضْعَهُ
- فِيمَا بَعْدُ -
كَقَلْبِ عَاشِقَةٍ..
تَعْرِفُ كَيْفَ تَصْطَادُ البَهْجَةَ،
وَتَمْنَحُهَا لِعُصْفُورَيْنِ غَرِيبَيْنِ..
تَحْمِلُهُمَا..
سَعْفَةٌ خَضْرَاءُ.
لِفَرَاشَةٍ تَخَفَّفَتْ مِنْ حُضُورِهَا
شَيْئًا فَشَيْئًا
سَأَرْوِي شَجَرَ الغِيَابِ فُضُولًا،
وَاشْتِيَاقًا لَذِيذًا..
يَكْفِي لِأَنْ تَتَبَادَلَ أَرْبَعُ عُيُونٍ
عَسَلِيَّةٍ..
أَنْدَاءً رَائِقَةً،
وَدَهْشَةً تُلَائِمُ عُصْفُورَيْنِ.
سَتَحْتَاجُ هَذِهِ المُعَانَاةُ..
لِقَلِيلٍ مِنْ الفَهْمِ المُتَبَادَلِ،
بِمَا يَكْفِي لِوَضْعِ تَفْسِيرٍ جَدِيدٍ..
لِكِيمْيَاءِ مَا بَيْنَ العَيْنَينِ،
تَوْرِيطًا لَهَا فِي عَلَاقَةٍ غَامِضَةٍ..
مَعَ طَائِرٍ طَيِّبٍ وَمُرَاوِغٍ
يُجِيدُ اقْتِنَاصَ اللَّذَّةِ.
كُنْتُ قَدْ انْتَظَرْتُكِ طَوِيلًا،
وَلَمَّا لَمْ تَأْتِ،
وَأَيْقَنْتُ أَنَّكِ لَنْ تَأْتِي،
رَأَيْتُ لِزَامًا عَلَيَّ أَنْ أَنْتَظِرَكِ.
سَأَلْتَقِيكِ كَثِيرًا
وَأَنْتِ تَتَقَمَّصِينَ دَوْرَ لَيْمُونَةٍ..
عَلَى حَافَةِ كَأْسٍ
لَمْ تَكْشِفْ عَنْ فَرَاغِهَا لِأَحَدٍ،
حَتَّى بَعْدَ أَنْ شَرِبْنَاهَا مَعًا.
سَأَرَاكِ اللَّيْلَةَ فِي أَحْلَامِي
وَأَنْتِ تُوَشِّينَ بَقَايَا لَيْلٍ..
غَافَلْنَاهُ كَثِيرًا..
بِاقْتِنَاصِ حُضُورٍ مُدْهِشٍ،
وَغِيَابٍ أَكْثَرَ دَهْشَةً.
وَإِلَّا فَمَا مَعْنَى..
أَنْ تَحْضُرِي فِي غِيَابِكِ..
كُلَّ هَذَا الحُضُورِ..؟
يُمْكِنُنِي الآنَ..
أَنْ أُقِيمَ زَاوِيَةً جَدِيدَةً لِلرُّؤْيَةِ،
بِحَيْثُ أَرَاكِ أَمَامِي
- كَأَوَّلِ لِقَاءٍ -
تُقَشِّرِينَ إِيمَاءَاتِكِ الغَامِضَةَ،
بَعْدَ أَنْ نَجَحْتُ..
فِي تَثْوِيرِ عَيْنَيْكِ العَسَلِيَّتَيْنِ،
فِي إِجْرَاءٍ وِقَائِيٍّ..
يُنَاسِبُ قِطَّةً..
مَمْسُوسَةً بِالرَّغْبَةِ،
وَالجُنُونِ.
سَيَمْنَحُنِي مُخْمَلُ عَيْنَيْكِ..
مُتْعَةَ أَنْ أُسِرَّ إِلَيْهِمَا..
حَدِيثًا تَعْرِفِينَهُ،
وَعِنْدَمَا تَكُونُ الرُّوحُ..
فِي مُوَاجَهَةِ الرُّوحِ
سَتُعْلِنِينَ الهَزِيمَةَ،
وَتُسَلِّمِينَ مَدَائِنَ النُّورِ وَالنُّعَاسِ..
لِفَارِسٍ
لَنْ يَقْبَلَ بِعَيْنَيْكِ بَدِيلًا.
أَنْ تُحِبَّكَ..
امْرَأَةٌ مِنْ هُزَامٍ وَمِنْ نَهَوَنْدٍ،
فَكَيْفَ تَكُونُ لَهَا..
قَبَسًا مِنْ صَبَا..؟
الشَّمْسُ قَرِيبَةٌ جِدًّا،
وَجَفْنَايَ لَمْ يَعُودَا قَادِرَيْنِ..
عَلَى المُوَاجَهَةِ.
لَا أَعْرِفُ
لِمَاذَا لَمْ أُحَدِّثْ نَفْسِي
حَتَّى الآنَ
بِضَرُورَةٍ مَا لِلنَّظَّارَاتِ الشَّمْسِيَّةِ.
يَبْدُو أَنَّ شَكًّا كَاليَقِينِ..
فِي صِدْقِ كَلَامِكِ
عَنْ سِرْيَالِيَّةِ عَيْنَيْنِ عَسَلِيَّتَيْنِ،
تُكْسِبُهُمَا الشَّمْسُ اخْضِرَارًا شَفِيفًا
هُوَ مَا يُؤَثِّرُ فِي عَلَاقَتِي..
بِعَيْنَيْنِ لَمْ تَمْنَحَانِي..
كُلَّ مَا أُرِيدُ.
المَكْتَبَةُ المَرْكَزِيَّةُ،
حَدِيقَةُ كُلِّيَّةِ الآدَابِ،
وَالكُورْنِيشُ
سَتَبْدُو أَمَاكِنَ مُحَايِدَةً تَمَامًا،
بِحَيْثُ يَكْفِي حِيَادُهَا..
لِلتَّوَاطُؤِ مَعَ وَقْتٍ أَثْقَلَهُ الفُضُولُ،
وَصَارَ ضَرُورِيًّا..
أَنْ يَهْجُوَنِي فِي قَصِيدَةٍ تَقْلِيدِيَّةٍ،
يُعَدِّدُ فِيهَا مُمَيِّزَاتِي كَطَائِرٍ
مُنْقَرِضٍ
حَلُمَتْ بِهِ،
وَعِنْدَمَا صَحَتْ وَجَدَتْهُ بِجَانِبِهَا
يَشْرَبُ شَايًا أَخْضَرَ،
وَيَسْكُبُ رُوحَهُ فِي قَصِيدَةٍ
خَافِتَةِ الإِيقَاعِ.
سَتَكُونُ لَهُ أَجْمَلَ مِنْ فَرَاشَةٍ،
وَسَيَكُونُ لَهَا أَضْوَأَ مِنْ ضَوْءٍ،
وَسَيَسْهُلُ عَلَيْهِمَا..
اكْتِشَافُ العَلَاقَةِ التِي تَجْمَعُهُمَا.
سَتَصْحُو المُوسِيقَا..
قَبْلَ نِهَايَةِ المَشْهَدِ
بِوَقْتٍ كَافٍ؛
لِتُمَشِّطَ شَعْرَهَا،
وَتَعْقِدَهُ ذَيْلَ حِصَانٍ،
وَسَأَضَعُ حُدُودًا جَدِيدَةً..
حَوْلَ الشِّفَاهِ،
سَتَبْدُو ظِلَالُ الآي شَادُو..
وَشْيًا مُلَائِمًا..
لِنَهْرَيْنِ مِنْ لَبَنٍ وَنَبِيذٍ
عِنْدَهَا....
لَنْ يَكُونَ مِنْ المُنَاسِبِ..
أَنْ أَقُولَ لَهَا: أُحِبُّكِ،
وَلَنْ تُغَنِّيَ لِي:
(يَا قَمَر أَنَا وَيَّاك)*
سَأُغَنِّيهَا أَنَا.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* أُغْنِيَّةٌ لِـ (فَيْرُوز)
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وَعَدْتِنِي بِجَنَّةٍ أَسْتَحِقُّهَا؛
لِأَنَّنِي أَحْبَبْتُكِ.
أَعِدُكِ بِجَحِيمٍ تَسْتَحِقِّينَهَا؛
أَيْضًا..
لِأَنَّنِي أَحْبَبْتُكِ.
تُرَى....
عَلَى أَيِّ أَعْرَافٍ سَنَلْتَقِي..؟!
***
الحَرَكَةُ الثَّالِثَةُ
طُيُورٌ تَتَخَطَّفُ خُبْزِي،
وَتَطِيرُ فِي سَمَاءِ اللهِ،
مَشْمُولَةً بِنَزَقٍ طُفُولِيٍّ،
وَفُضُولٍ جَمِيلٍ.
مُومْيَاءُ شَاحِبَةٌ..
تَشْحَذُ عَيْنَيْهَا..
لِاصْطِيَادِ قَمَرٍ مُطَرَّزٍ بِالمُوسِيقَا،
وَأَوْرَاقِ النَّعْنَاعِ.
سَيَصْحُو مِنْ نَوْمِهِ مُتَأَخِّرًا هَذِهِ
اللَّيْلَةَ،
بَعْدَمَا نَسِيَ أَنْ يَضْبِطَ سَاعَتَهُ..
عَلَى مَوْعِدٍ مُنَاسِبٍ.
سَتُحَاوِلُ النُّجُومُ الصَّغِيرَةُ..
أَنْ تَقُومَ بِالمُهِمَّةِ،
وَسَتَبْدُو عَيْنَاكِ رَحِيمَتَيْنِ كَالعَادَةِ
بِسَمَاءٍ،
وَنُجُومٍ صَغِيرَةٍ،
وَعُشَّاقٍ..
لَمْ يَضَعْهُمْ القَمَرُ فِي حِسَابَاتِهِ،
عِنْدَمَا نَسِيَ مُهِمَّتَهُ الفِطْرِيَّةَ.
مُوسِيقَى حَالِمَةٌ..
تَمْلَأُ عُصْفُورَيْنِ
انْسَدَلَتْ عَلَيْهِمَا سَتَائِرُ الزَّمَانِ،
وَأَصْبَحَ مُمْكِنًا..
أَنْ يَقْتَرِفَا حَسَنَاتٍ كَثِيرَةً
تَزِيدُ لَهُمَا الفِتْنَةُ فِيهَا حُسْنًا،
بِحَيْثُ تَنْتَفِي..
إِمْكَانِيَّةُ احْتِسَابِ نِقَاطٍ مَا
تُحَدِّدُ مِيكَانِيزْمَ الأَدَاءِ
اخْتِرَاقًا وَاحْتِرَاقًا،
وَصُعُودًا وَهُبُوطًا.
كُلُّ الأَشْيَاءِ مُوَاتِيَةٌ تَمَامًا..
لِلاحْتِفَاءِ بِحُضُورٍ يَلِيقُ بِعُصْفُورٍ،
وَحَضْرَةٍ..
تَلِيقُ بِعُصْفُورَةٍ.
سَيَصْحُو الطِّفْلُ الذِي بِدَاخِلِهِ..
عَلَى صَهِيلِ المَكَانِ،
بَعْدَ أَنْ يَكُونَ قَدْ تَوَسَّدَ الفَرَاغَ،
فِي مُحَاوَلَةٍ فَاشِلَةٍ لِلنَّوْمِ.
أَلْوَانٌ بَارِدَةٌ..
تُوَشِّي رُوحَهُ فِي لَوْحَةِ الحُضُورِ،
وَالغِيَابُ الفَتَّانُ لِوَجْهٍ سَيَعْشَقُهُ
عِنْدَمَا يَكُونُ بِإِمْكَانِهِ أَنْ يَعْشَقَ،
يَحْمِلُهُ إِلَى وَسَاوِسِ امْرَأَةٍ
تَسْتَطِيعُ أَنْ تُمَزِّقَهُ
بِقَسْوَةٍ تَلِيقُ بِعَاشِقَةٍ.
مِشْنَقَةٌ تَتَوَسَّطُ غُرْفَةً كَغُرْفَةِ
نَوْمِهِ،
وَبَشَرٌ كَثِيرُونَ يُحْكِمُونَ شَدَّهَا حَوْلَ
عُنُقِهِ
فِي تَفَانٍ نَادِرٍ.
بَيْنَمَا تُحَاوِلُ امْرَأَةٌ..
أَنْ تُحَرِّرَ دَمْعَةً زُجَاجِيَّةً..
عَلَى عُصْفُورَيْنِ غَرِيبَيْنِ
يَتَبَادَلَانِ مَوْتًا جَمِيلًا وَدَافِئًا.
سَتَبْدُو تَفَاصِيلُ هَذَا الحُلْمِ..
فُرْصَةً مُنَاسِبَةً..
لِأَنْ أُعِيدَ حِسَابَاتِي..
كَطَائِرٍ مُنْقَرِضٍ
يَهُمُّهُ أَنْ تَظَلَّ هُنَاكَ مَسَافَةٌ مَا..
بَيْنَهُ وَبَيْنَ الأَشْيَاءِ.
يَبْدُو مِنْ غَيْرِ المُنَاسِبِ..
أَنْ يَطْفُوَ المَوْتُ عَلَى سَطْحِ الرُّؤْيَةِ
وَخُصُوصًا
عِنْدَمَا تَظْهَرُ مُتَعٌ حَيَاتِيَّةٌ
تُوقِظُ الجَسَدَ
فِي إِجْرَاءٍ..
يُنَاسِبُ رُوحًا..
لَمْ يَعُدْ يُنَاسِبُهَا الحِيَادُ.
المُنْتَحِرُونَ..
لَيْسُوا أَكْثَرَ مِنْ نَاسٍ قِصَارِ النَّظَرِ،
لَمْ يَسْتَطِيعُوا أَنْ يَرَوا..
مَاذَا يَفْعَلُ المَوْتُ المَجَّانِيُّ..
فِي نَاسٍ..
يَعِيشُونَ حَيَاةً بَاهِظَةَ الثَّمَنِ..!
وَأَنَا لَسْتُ بَرِيئًا بِمَا يَكْفِي..
لِاتِّخَاذِ هَذَا القَرَارِ.
شَيْءٌ كَالكِتَابَةِ،
شَيْءٌ كَالحُبِّ،
شَيْءٌ كَالسَّعَادَةِ،
شَيْءٌ كَالحُزْنِ،
شَيْءٌ كَالحَيَاةِ،
شَيْءٌ كَالمَوْتِ،
إِنَّهَا أَشْيَاءُ..
تَفْعَلُ فِينَا كُلَّ شَيْءٍ،
وَتَتْرُكُنَا مُجَرَّدَ أَشْيَاءَ..
لَا تَحْمِلُ مَعْنًى.
سَيُمْكِنُنِي..
بَعْدَ حُبَّيْنِ (عَلَى الأَكْثَرِ)
أَنْ أُجَرِّبَ فِي حَبِيبَاتِي..
أَسَالِيبَ جَدِيدَةً
لِمَلْءِ فَرَاغَاتٍ مُحْتَمَلَةٍ..
فِيمَا بَيْنَنَا.
سَأُفَكِّرُ كَثِيرًا..
فِي حَتْمِيَّةِ الاسْتِعَانَةِ..
بِذَاكِرَةٍ (all size)
وَأُوَزِّعُ الهَوَاءَ..
فِي فَقَاقِيعَ مُلَوَّنَةٍ
تَكْفِي لِخَلْقِ حَالَةٍ مِنْ الوَعْيِ..
بِضَرُورَةِ الإِنْصَاتِ لِلاوَعْيِ.
سَأَصْحُو قَبْلَ أَنْ أَصْحُوَ..
بِحُلْمٍ،
وَبِضْعَةِ كَوَابِيسَ صَغِيرَةٍ،
لَنْ أَرَى فِيهَا امْرَأَةً..
بِعَيْنَيْنِ مِنْ رُخَامٍ،
وَشَفَتَيْنِ كَحَبَّتَيْ كِرِيسْتَال،
وَصَدْرٍ بَارِدٍ كَإِيمَاءَتَيْنِ..
لَا تَحْمِلَانِ مَعْنًى.
فَقَطْ ...
حَيَاةٌ حَائِلَةُ اللَّوْنِ،
وَجُمَّيْزَةٌ أَدْرَكَهَا الوَهَنُ
فَآثَرَتْ أَنْ تَنْسَحِبَ بِهُدُوءٍ..
مِنْ مَعْرَكَةٍ غَيْرِ مُتَكَافِئَةٍ..
مَعَ الهَوَاءِ.
امْرَأَةٌ أَحَبَّتْنِي
اسْتَطَاعَتْ أَنْ تَخْلُقَ لِي..
كُلَّ هَذِهِ الجَحِيمِ
جَحِيمٌ تُشْبِهُهَا،
وَتَخُصُّنِي وَحْدِي.
فَكَيْفَ بِامْرَأَةٍ أَحْبَبْتُهَا..؟!
***
الحَرَكَةُ الرَّابِعَةُ
التَّفَاصِيلُ الصَّغِيرَةُ الكَثِيرَةُ
كَانَتْ غَيْرَ كَافِيَةٍ..
لِاسْتِيعَابِ كُلِّ الظِّلَالِ
التِي انْعَكَسَتْ بَيْنَنَا
رَغْمَ انْتِفَاءِ البَيْنِ.
وَالمَفَاهِيمُ الكُلِّيَّةُ
كَانَتْ عَاجِزَةً..
عَنْ مُجَرَّدِ فَكِّ اشْتِبَاكٍ مَقْصُودٍ
بَيْنَ ظِلَّيْنِ.
أَنَا وَحْدِي أَعْرِفُ لِلُغَتِكِ..
قَانُونَهَا الخَاص.
هَذِهِ اللُّغَةُ تَسْتَطِيعُ اخْتِصَارِي
رُبَّمَا فِي فَاصِلَةٍ وَاحِدَةٍ،
وَرَغْمَ تَعَثُّرِهَا الفِطْرِيِّ
حَتَّى وَهِيَ تَصْطَنِعُ الجُرْأَةَ
فِي ثِيَابِهَا الدَّاخِلِيَّةِ الشَّفِيفَةِ
اسْتَطَعْتِ أَنْ تَجِدِي كَلِمَاتٍ مُنَاسِبَةً
تَقُولِينَهَا لِي..
فِي عِيدِ الحُبِّ.
فِي هَذِهِ اللَّحْظَةِ
لَمْ يَكُنْ غَرِيبًا تَلَصُّصُ الفَرَاشَاتِ..
عَلَى حَبِيبَيْنِ
أَذْهَلَهُمَا الحُبُّ عَمَّا سِوَاهُ،
الغَرِيبُ بُكَاءُ الفَرَاشَاتِ..
بُكَاءًا لَا يُشْبِهُ البُكَاءَ.
فِي آخِرِ لِقَاءٍ..
قَالَتْ: لَمْ تَحْلِقْ ذَقْنَكَ كَمَا يَنْبَغِي.
قُلْتُ: بَلْ شَفَتَاكِ هُمَا النَّاعِمَتَانِ
جِدًّا..
أَكْثَرَ مِمَّا يَنْبَغِي،
تَنَهَّدَتْ غَيْمَةٌ عَابِرَةٌ:
لَا وَقْتَ لاسْتِعْرَاضِ اللُّغَةِ،
فَاللُّغَةُ نَفْسُهَا لَمْ تَعُدْ قَادِرَةً..
عَلَى مُلَاحَقَةِ كُلِّ هَذِهِ البَهْجَةِ.
هَلْ تُصَدِّقِينَنِي
لَوْ قُلْتُ: إِنَّنِي أُحِبُّكِ
فَوْقَ مَا أَسْتَحِقُّ أَنْ أُحِبَّكِ..؟
عُمُومًا أَنَا مُتَأَكِّدٌ تَمَامًا
أَنَّكِ تَسْتَحِقِّينَ أَنْ أُحِبَّكِ..
فَوْقَ مَا أُحِبُّكِ.
حُبِّي فِطْرِيٌّ
لَا يَخْلُو مِنْ الإِيحَاءَاتِ وَالظِّلَالِ،
وَحُبُّكِ مُمَنْطَقٌ
كَمَعْزُوفَةٍ كِلَاسِيكِيَّةٍ
لَمْ يَسْتَطِعْ مُؤَلِّفُهَا أَنْ يَتَخَلَّصَ..
مِنْ شَهْوَةِ التَّفْكِيرِ فِي كُلِّ
التَّفَاصِيلِ،
بِشَكْلٍ مُبَالَغٍ فِيهِ.
تُرَى يَا حَبِيبَتِي..
مَتَى يُسَلِّمُ جَلَالُ المَنْطِقِ..
لِجَمَالِ الفِطْرَةِ..؟
سَأَخْتَلِي اللَّيْلَةَ بِنَفْسِي،
وَأَبْعَثُ إِلَيْكِ قُبْلَةً مِنْ حَرِيقٍ.
فَاسْتَقْبِلِيهَا بِتَلَذُّذٍ،
وَتَطَلَّعِي لِلسَّمَاءِ فِي كِبْرِيَاءٍ
يَا مَلَاكِي الجَمِيلَ
أَنْتِ يَا مَنْ حَلَلْتِ،
وَاحْتَلَلْتِ،
وَتَحَلَّلْتِ،
وَصَارَ ضَرُورِيًّا أَنْ أَقْتَحِمَ جَحِيمَكِ..
بِعَرَائِسِ فِرْدَوْسِي.
مَنْ أَيْقَظَ نَهْرَ العَسَلِ فِي عَيْنَيْكِ..؟
وَأَشْعَلَ وَرْدَةَ الفُسَيْفِسَاءِ..
فِي حَدِيقَةِ جَسَدِكِ..؟
كُنْتِ رَائِعَةً بِالأَمْسِ
وَكَانَ الأَمْسُ مُثْقَلًا بِالمِيتَافِيزِيقَا
فَآثَرَ الانْسِحَابَ
وَصَارَ مِنْ المُنَاسِبِ..
أَنْ نَخْلُقَ زَمَانًا..
خَارِجَ الزَّمَانِ.
مَاذَا تَفْعَلُ قُبْلَةٌ وَاحِدَةٌ..
فِي قَلْبٍ تَحَرَّقَ
مِمَّا يَحْمِلُ مِنْ تَجَارِبَ
مُوغِلَةٍ فِي طَزَاجَتِهَا
وَحَبِيبَاتٍ..
أَسْبَغْنَ عَلَيْهِ مِنْ تَجَلِّيهِنَّ:
وَاحِدَةٌ رَحَلَتْ رَحِيلًا طَاغِيًا
كَحُضُورِهَا.
وَأُخْرَى كُلَّمَا غِبْتُ فِي حُضُورِهَا
حَضَرَتْ فِي غِيَابِي.
وَثَالِثَةٌ مَا زَالَتْ مُولَعَةً..
بِتَجْرِيدِ حَالَةِ اللَّاحُضُورِ،
وَاللَّاغِيَابِ.
وَرَابِعَةٌ لَا تَغِيبُ..
وَإِنْ غَابَتْ كُلُّ الأَشْيَاءِ.
وَخَامِسَةٌ.
وَسَادِسَةٌ بَعْدَ الأَلْفِ.
وَمِلْيُون.
كُنَّ جَمِيعًا..
وَاحِدَةً أُدِينُ لَهَا بِالوَحْدَانِيَّةِ.
وَكَانَتْ وَحْدَهَا..
عَشِيقَاتٍ كَثِيرَاتٍ..
أُقَلِّبُ وَجْهِي فِي سَمَاوَاتِهِنَّ،
وَأَرْضَى لِي كُلَّ يَوْمٍ..
قِبْلَةً جَدِيدَةً.
أَنَا لَمْ أُحِبَّكِ مُطْلَقًا،
غَيْرَ أَنِّي أُحِبُّكِ.
وَأَنْتِ لَمْ تُحِبِّينِي مُطْلَقًا،
غَيْرَ أَنَّ عَيْنَيْكِ وَاسِعَتَانِ..
بِدَرَجَةٍ كَافِيَةٍ..
لِهَزِيمَتِي.
مَا زِلْتِ تَخَافِينَ الأَمَاكِنَ
المُظْلِمَةَ..؟
مَا رَأْيُكِ لَوْ احْتَمَلْنَاهَا مَعًا..؟
بِالتَّأْكِيدِ سَنَعْشَقُهَا
وَهِيَ تَخْصِفُ عَلَيْنَا فُرَصًا رَائِعَةً..
لِتَدْلِيلِ الوَقْتِ،
وَاصْطِيَادِ الدَّهْشَةِ.
كُنْتُ مُنْشَغِلًا..
بِتَقْشِيرِ جَمْرَةٍ
تَعَلَّقَتْ بِوَتَرٍ فِي الكَمَانِ
بَيْنَمَا كَانَتْ تُقَشِّرُ ظِلَّهَا
الذِي تَعَلَّقَ بِي عَارِيًا،
فِي مُحَاوَلَةٍ..
لِأَنْسَنَةِ البَهْجَةِ.
كَانَتْ بَارِعَةً فِي الجُغْرَافْيَا،
لِدَرَجَةِ أَنَّهَا تَسْتَطِيعُ..
رَسْمَ خَرِيطَةٍ كَامِلَةٍ لِلفَرَحِ
بِأَقَلِّ قَدْرٍ مِنْ الدُّمُوعِ.
وَكُنْتُ بَارِعًا فِي الحِسَابِ،
وَمَعَ هَذَا..
لَمْ أَتَصَوَّرْ أَنَّنَا نَبْقَى اثْنَيْنِ
عِنْدَمَا نَلْتَقِي.
أَوْ يَبْقَى أَحَدُنَا وَاحِدًا
(عَلَى البُعْدِ)
سَأَلْتَمِسُ فِي جُرْأَتِكِ..
تَحْرِيضًا عَلَى كَسْرِ فَرَاغَاتٍ مُحْتَمَلَةٍ
بِامْتِلَاءَةٍ لَنْ تُحِسَّهَا الأَشْيَاءُ.
سَنَتَبَادَلُهَا كَهَدَايَا تَذْكَارِيَّةٍ،
فِي مُحَاوَلَةٍ لِلانْتِصَارِ عَلَى الوَقْتِ.
زُجَاجَةُ مِيَاهٍ غَازِيَّةٍ،
وَأَرْبَعُ شِفَاهٍ..
تَتَبَادَلُ مَذَاقَ الأَشْيَاءِ
- أَخَذْتِ قَدْرًا أَكْبَرَ مِنْ الصُّودَا.
- طَعْمُ البُرْتُقَالِ يَرْتَاحُ أَكْثَرَ..
بَيْنَ شَفَتَيْكَ.
- شَفَتَاكِ سَاخِنَتَانِ جِدًّا.
- كَيْفَ تَسْتَطِيعُ بِقُبْلَةٍ وَاحِدَةٍ..
أَنْ تَحْكِيَ كُلَّ هَذِهِ الجَحِيمِ..؟
أَرْبَعُ عُيُونٍ مُشْتَبِكَةٍ..
فِي حِوَارٍ وُجُودِيٍّ بَدِيعٍ،
وَرُوحَانِ تَرْقُصَانِ السَّامْبَا بِلَا
مُوسِيقَا.
هَلْ مِنْ الضَّرُورِيِّ أَنْ نُثْقِلَ
المَشْهَدَ..
بِأَيَّةِ تَأْوِيلَاتٍ رَمَادِيَّةٍ..؟
المَشْهَدُ لَا يَحْتَمِلُ،
وَمِسَاحَةُ البَيَاضِ مَفْتُوحَةٌ..
لِكُلِّ دَرَجَاتِ الفِتْنَةِ وَالحُضُورِ.
وَلِأَمْرٍ مَا
كَانَتْ القَصِيدَةُ آخِرَ مَا تَبَقَّى مِنِّي،
وَكُنْتُ بَرِيئًا..
تَصَوَّرْتُهَا لُعْبَةَ كَرَاسٍ مُوسِيقِيَّةٍ
يُمْكِنُ أَنْ نَلْعَبَهَا
الفَرْضِيَّةُ التِى لَمْ يَتَحَقَّقْ صِدْقُهَا
حَتَّى الآنِ.
مَا زِلْتِ تَتَصَوَّرِينَ أَنَّنِي أُحِبُّكِ..؟
لَابُدَّ أَنَّكِ سَاذِجَةٌ
صَدِّقِينِي.....
أَنَا لَا أُصَدِّقُ،
وَمَعَ هَذَا
وَرُبَّمَا لِأَجْلِ هَذَا
أُحِبُّكِ.
تَشْرَبِينَ الشَّايَ..
بِقِطْعَةِ سُكَّرٍ وَاحِدَةٍ.
أُفَضِّلُهُ بِاثْنَتَيْنِ.
تَشْرَبِينَ النِّسْكَافِيه بِقِطْعَتَيْنِ.
أُفَضِّلُهُ أَيْضًا بِاثْنَتَيْنِ.
أَمْرٌ سَطْحِيٌّ لِلغَايَةِ،
وَخِلَافٌ غَيْرُ جَوْهَرِيٍّ،
لَيْسَتْ لَهُ عَلَاقَةٌ بِوَلَعِكِ الجَمِيلِ..
بِتَقَمُّصِ دَوْرِ فَرَاشَةٍ،
وَوَلَعِي بِإِيقَاظِ ضَوْءٍ مُرَاوِغٍ
تُحِبِّينَهُ.
فَقَطْ.....
تَأَكَّدِي بِاسْتِمْرَارٍ..
مِنْ بَقَاءِ المَسَافَةِ فِيمَا بَيْنَنَا..
كَافِيَةً لِاسْتِيعَابِ أَلْوَانٍ جَدِيدَةٍ.
ظَلِّي فِي هَدْأَةِ ظِلِّي.
وَاجْتَهِدِي..
فِي اكْتِشَافِ وَظَائِفَ جَدِيدَةٍ لِلأَشْيَاءِ،
بِحَيْثُ تَقُولُ لِي عَيْنَاكِ..
مَا تَعْجَزُ عَنْهُ شَفَتَاكِ.
هَاتَانِ الشَّفَتَانِ (بِالتَّأْكِيدِ)
لَمْ تُخْلَقَا لِلكَلَامِ.
حُزْنِي مُرٌّ جِدًّا.
هَلْ تَسْمَحُ لِي شَفَتَاكِ..
بِقِطْعَةِ سُكَّرٍ إِضَافِيَّةٍ..
تُذِيبِينَهَا عَلَى مَهَلٍ..
فِي رُوحِي..؟
سَيُعْلِنُ الجَسَدُ ثَوْرَتَهُ،
وَسَيَبْدُو ضَرُورِيًّا عَقْدُ مُصَالَحَةٍ..
بَيْنَ الرُّوحِ وَالجَسَدِ.
تُقَدِّمِينَ لِأَجْلِهَا تَنَازُلَاتٍ كَثِيرَةً.
لَا تَتْرُكِي النِّسْكَافِيه يَبْرُدُ،
وَدَعِي شَفَتَيْكِ..
تَغْسِلَانِ دَمِي..
فِي نَارِهِمَا اللَّذِيذَةِ.
أَنْتِ طَيِّبَةٌ لِلغَايَةِ.
وَسَوْفَ نُقَدِّرُ لَكِ هَذِهِ الطِّيبَةَ
أَنَا،
وَالغَيْمَةُ التِي تَحْمِلُنَا بِحَنَانٍ
شَفِيفٍ،
بَيْنَمَا نَرْقُصُ السَّامْبَا
(أَيْضًا .. بِلَا مُوسِيقَا)
خَمْسُ سَاعَاتٍ فِي الجَنَّةِ،
أَسْتَحِقُّ لِأَجْلِهَا..
أَنْ أَعِيشَ بَقِيَّةَ عُمْرِي فِي الجَحِيمِ،
مُعَادَلَةٌ لَهَا مَا يُبَرِّرُهَا،
وَخُصُوصًا أَنَّ إِيمَاءَةً وَاحِدَةً
مُوحِيَةً..
كَانَتْ بَدِيلًا مُنَاسِبًا لِذَبْحِي،
وَأَنَا أَرْقُصُ فَرَحًا،
وَأَقُولُ: مِنْ فَضْلِكِ
اغْلِقِي بَابَ قَلْبِي بِهُدُوءٍ،
وَتَبَوَّئِي مَكَانَكِ مِنِّي،
فَلَكِ وَحْدَكِ كُلُّ الأَمَاكِنِ،
يَا مَلَاكِي الشِّرِّيرَ القَاسِي.
أَنْ يَخُونَكِ اللَّيْلُ،
وَيَأْتِيَنِي دُونَ أَنْ يَحْمِلَ أَنْفَاسَكِ..
التِي تُلْهِمَنِي أَجْمَلَ القَصَائِدِ،
وَأَنْ تَخُونَكِ القَصَائِدُ،
وَتَرْسُمَ لِي جَهَنَّمًا أُخْرَى،
بِلَا عَيْنَيْكِ،
وَأَنْ تَخُونَنِي عَيْنَاكِ،
حِينَ تَصْلُبَانِ الظِّلَّ..
فِي جُذُوعِ اللَّيْلِ.
إِذَنْ لَيْسَ ثَمَّةَ شَيْءٌ..
إِلَّا أَنَّ اللَّيْلَ خَائِنٌ.
مَنْ وَضَعَ هَذِهِ النَّجْمَةَ البُنِّيَّةَ..
أَسْفَلَ سُرَّتِكِ..؟
تَوْرِيطًا لِي فِي عَلَاقَةٍ دَافِئَةٍ..
مَعَ مِنْطَقَةٍ أُحِبُّهَا،
وَأَجْتَهِدُ كَثِيرًا..
فِي أَنْ أُذَوِّبَ فِيهَا جَحِيمِي.
سَأُحَاوِلُ اللَّيْلَةَ..
أَنْ أَنْظُرَ فِي عَيْنَيْكِ
دُونَ أَنْ أُشْرِكَ بِشِفَاهِكِ شَيْئًا.
وَحَاوِلِي أَنْ تَنْظُرِي فِي عَيْنَيَّ
دُونَ أَنْ تُؤْمِنِي بِهِمَا..
كُلَّ الإِيمَانِ.
سَأَحْرُثُ بَيْنَ نَهْدَيْكِ..
حَقْلًا مِنْ الفَرَحِ،
وَأُهَدْهِدُ عُشْبًا مِنْ الضَّوْءِ..
يَنَامُ بَيْنَ عَيْنَيْكِ.
تُرَى.....
هَلْ يَلِيقُ بِنَا أَنْ نَظَلَّ نَرْقُصُ..
بِلَا مُوسِيقَا..؟!
***
الحَرَكَةُ الخَامِسَةُ
مَنْ أَعْطَى الأَشْيَاءَ شَيْئِيَّتَهَا؟
بِحَيْثُ لَا يُشْبِهُ شَيْءٌّ شَيْئًا،
وَلَا يَخْتَلِفُ شَيْءٌ عَنْ شَيْءٍ.
هَذِهِ لَيْسَتْ نَجْمَةً بُنِّيَّةً،
وَلَكِنَّهَا مُجَرَّدُ شَامَةٍ،
بِدَلِيلِ أَنَّهَا لَمْ تُضِءْ لِي..
مَا حَوْلَهَا،
كَمَا أَنَّهَا لَمْ تَأْسِرْنِي بِذَاتِهَا،
فَقَطْ.....
هِيَ مُحَاوَلَةٌ لِلتَّأْكِيدِ..
عَلَى أَنَّ دُكْنَةَ البُنِّيِّ..
قَادِرَةٌ عَلَى رَسْمِ إِيحَاءَاتٍ..
رُبَّمَا لَا تَسْتَطِيعُهَا النُّجُومُ.
وَهَذَا لَيْسَ حَقْلًا مِنْ الفَرَحِ،
أَحْرُثُهُ بَيْنَ نَهْدَيْكِ،
الذَيْنِ رُبَّمَا لَا يَكُونَانِ نَهْدَيْنِ..
مِنْ الأَسَاسِ.
الطَّبِيعَةُ مُرَاوِغَةٌ جِدًّا،
وَنَظْرَتُنَا لِلأَشْيَاءِ..
لَا بُدَّ أَنْ تَكُونَ (عَلَى الأَقَلِّ)
عَلَى نَفْسِ الدَّرَجَةِ مِنْ المُرَاوَغَةِ.
سَتَبْدُو الأَشْيَاءُ بِدَلَالَاتٍ كَثِيرَةٍ..
تَخْتَلِفُ تَبَعًا لِقُدْرَتِنَا..
عَلَى أَنْ نُمْسِكَ بِخُيُوطِ هَذِهِ
الدَّلَالَاتِ،
مَعَ احْتِمَالَاتٍ مُتَكَافِئَةٍ..
لِلنَّجَاحِ،
أَوْ الفَشَلِ.
ـ كَيْفَ حَالُكِ؟
ـ أُحَاوِلُ أَنْ أَكُونَ بِخَيْرٍ.
ـ أَنَا أُحَاوِلُ فَقَطْ أَنْ أَنْسَاكِ.
مُتَلَذِّذًا بِإيلَامِ رُوحِي وَجَسَدِي،
وَغَيْرَ عَابِئٍ بِمَا بَيْنَنَا مِنْ
تَفَاصِيلَ.
حُبُّكِ وَحْدَهُ جَوْهَرِي الفَرْدُ.
عَيْنَاكِ تَكْذِبَانِ يَا حَبِيبَتِي،
وَكُنْتُ أَطْمَعُ..
أَنْ أَنَالَ فِيهِمَا مَقَامَ الصِّدِّيقِينَ.
تُرَى.....
هَلْ اسْتَنْفَدْتِ قُدْرَتَكِ..
عَلَى الصِّدْقِ..
مُنْذُ أَوَّلِ اعْتِرَافٍ بِالحُبِّ..
لَمْ أَسْتَوْعِبْهُ إِلَّا بَعْدَ فَوَاتِ
الأَوَانِ..؟
عُمُومًا
أَنَا أُحِبُّكِ،
وَهَذَا كُلُّ مَا أَسْتَطِيعُهُ..
(حَتَّى الآنَ)
بِالمُنَاسَبَةِ.....
لَمْ تَكُنْ ثَمَّةَ مُوسِيقَا..
تَتَسَحَّبُ نَحْوِي
فِي مُحَاوَلَةٍ لِلِقَائِي..
فِي مِنْطَقَةٍ مُحَايِدَةٍ.
فَقَطْ.....
هَوَاءٌ مَصْلُوبٌ فِي جُذُوعِ المَلَلِ،
وَطُفُولَةٌ نَائِمَةٌ..
تَوَدُّ لَوْ تَصْحُو.
لَيْسَ ثَمَّةَ شَيْءٌ حَقِيقِيٌّ خَالِصٌ،
وَلَا افْتِرَاضِيٌّ خَالِصٌ.
فَقَطْ.....
حَقِيقَةٌ كُلُّهَا افْتِرَاضٌ،
وَافْتِرَاضٌ كُلُّهُ حَقِيقَةٌ..
يُؤَكِّدَانِ لِي أَنَّنِي أُحِبُّكِ.
وَعِنْدَمَا أَقُولُ: أُحِبُّكِ
فَلَيْسَ ثَمَّةَ إِسْقَاطٌ
بِالمَعْنَى الشَّائِعِ،
وَلَا مُحَاوَلَةٌ لِخَلْقِ مُعَادِلٍ
مَوْضُوعِيٍّ.
فَقَطْ.....
تَجْرِبَةٌ فِي اسْتِجْلَاءِ..
حُضُورِ الحُضُورِ،
وَغِيَابِ الغِيَابِ.
هَذِهِ الـ (أُحِبُّكِ) اخْتِصَارٌ لِلُّغَةِ،
وَمُقَاوَمَةٌ مَشْرُوعَةٌ..
لِمَوْتٍ يَتَكَرَّرُ..
عَلَى نَحْوٍ يَبْعَثُ عَلَى المَلَلِ.
أَلَيْسَ غَرِيبًا..
أَنْ نَمْشِيَ حُفَاةً عَلَى جَمْرِ أَيَّامِنَا،
وَنَقْطِفَ زُهُورَ الشَّمْسِ
دُونَ أَنْ نَحْتَرِقَ حُبًّا،
وَنُحِبَّ حَتَّى الاحْتِرَاقِ..؟!
(أُحِبُّكَ)
قُولِيهَا كَثِيرًا،
وَامْلَئِي رُوحَكِ بِي..
ضَوْءًا يَتَكَسَّرُ بِكِبْرِيَاءٍ،
لِيُشَكِّلَ إِيقَاعَاتٍ جَدِيدَةً.
تَأَكَّدِي يَا مَلَاكِي الجَمِيلَ..
أَنَّ الأَضْوَاءَ المُتَكَسِّرَةَ أَجْمَلُ
بِكَثِيرٍ،
وَأَكْثَرُ قُدْرَةً عَلَى خَلْقِ الفِتْنَةِ،
وَالدَّهْشَةِ،
وَالحُضُورِ.
مَنْ يَسْتَطِيعُ إِثْبَاتَ أَنَّ ثَمَّةَ
ضَوْءًا،
وَمُوسِيقَا،
وَعُصْفُورَةً..
تُحِبُّ بِطَرِيقَةٍ وَاحِدَةٍ..؟
وَمَنْ قَالَ: إِنَّ طَرِيقَةً وَاحِدَةً..
يُمْكِنُ أَنْ تُمَثِّلَ شَيْئًا..
لِحَبِيبَيْنِ لَمْ يَقْنَعَا بِظَاهِرِ الحُبِّ،
وَصَارَ ضَرُورِيًّا..
أَنْ يَخْتَلِسَا جَوْهَرَهُ الفَرْدَ..؟!
نَحْنُ لَا نَرَى أَنْفُسَنَا فِي المِرْآةِ..
بِنَفْسِ الشَّكْلِ..
الذِي يَرَانَا بِهِ الآخَرُونَ.
وَوَجْهُكِ فِي المَاءِ..
يَبْدُو كَجُمْلَةٍ مُوسِيقِيَّةٍ..
تُوَقِّعُهَا عَيْنَايَ،
وَلِهَذَا سَأُعِيدُهَا كَثِيرًا،
تَارِكًا لِرُوحِي..
مُتْعَةَ الإِنْصَاتِ لِدَهْشَةِ المَاءِ،
وَهِيَ تُوَشِّي..
قَمَرًا مِنْ فِتْنَةٍ.
هَذِهِ لَيْسَتْ تَجْرِبَةً..
فِي اسْتِنْطَاقِ المَجَازَاتِ،
وَلَكِنَّهَا مُجَرَّدُ مُحَاوَلَةٍ..
لِوَضْعِ الأَشْيَاءِ فِي إِطَارٍ مُنَاسِبٍ.
وَأَنَا أُحِبُّكِ.
هَذَا فَقَطْ كُلُّ مَا أَعْرِفُهُ.
سَأَظَلُّ أُحِبُّكِ..
حَتَّى أَقْصَى..
دَرَجَاتِ الكَرَاهِيَةِ.
أَكْرَهُكِ..
حَتَّى أَقْصَى..
دَرَجَاتِ الحُبِّ.
***
الحَرَكَةُ السَّادِسَةُ
مَا أَجْمَلَ..
أَنْ تُجَرِّبِي حُضُورَكِ فِي أَشْيَاءَ
مُفِيدَةٍ.
كَأَنْ تَسْكُبِي جَحِيمَكِ اللَّذِيذَةَ..
فِي رُوحٍ تُحِبُّكِ،
وَتُضِيئِي سِمْسِمَتَيْنِ..
احْتَلَّتَا بِلَادَ مَا بَيْنَ النَّهْدَيْنِ.
سَيَكُونُ المَشْهَدُ مُدْهِشًا..
بِدَرَجَةٍ كَافِيَةٍ..
لإِيقَاظٍ حُضُورِكِ مِنْ غِيَابِهِ.
أَشْتَاقُ لِظِلِّكِ جِدًّا،
وَهُوَ يُوَشِّي عَاشِقَيْنِ يَخْتَلِسَانِ
اللَّذَّةَ،
وَيَزُمَّانِ تَفَاصِيلَ كَثِيرَةً..
تَكْفِي لِمَلْءِ الأُفْقِ بَهْجَةً،
وَافْتِتَانًا.
أَنْتِ أَوَّلُ النِّسَاءِ،
وَآخِرُهُنَّ.
وَأَنَا مُولَعٌ بِاصْطِيَادِ المَجَازَاتِ؛
وَلِهَذَا...
أُحِبُّ فِيكِ جَمِيعَ النِّسَاءِ،
وَأُجَرِّبُ تَجْرِيدَكِ مِنْ حُضُورِكِ..
بِحَيْثُ..
نَغِيبُ مَعًا..
فِي الغِيَابِ.
فِي القِطَارِ رَقْمِ (941)..
الخَامِسَةِ وَالثُّلُثِ صَبَاحًا،
هَلْ يُمْكِنُ أَنْ أَحْجِزَ هَذِهِ المَرَّةَ..
مَقْعَدَيْنِ،
رُبَّمَا يَفِي الزَّمَنُ بِوَعْدِهِ
المُسْتَحِيلِ..؟
الشَّمْسُ عَنْ يَمِينِي،
وَأَنْتِ فِي الجِهَةِ اليُسْرَى مِنْ صَدْرِي
تَتَقَلَّبِينَ كَقَصِيدَةٍ لَمْ يَئِنْ
أَوَانُهَا،
وَرُوحِي ـ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ ـ
تُرَفْرِفُ فِي جَسَدِكِ.
أَهَكَذَا يَزِنُ جَسَدِي الحَيَاةَ،
وَيُرَتِّبُ احْتِرَاقَاتِهَا،
بِحَيْثُ تَكُونِينَ أَجْمَلَ النِّيرَانِ،
وَأَحَنَّهَا..؟!
يَا كَمَالَ اللُّغَةِ،
وَجَمَالَ المَعْنَى،
كَيْفَ أُسَمِّيكِ لِمَخْلُوقَاتٍ تَعْرِفُكِ،
وَأَفْضَحُ شَهْوَتِي..
لِأَنْ أُذَوِّبَ جَسَدَكِ فِي مَائِي..؟
يَا خَمْرَ الرُّؤْيَا،
وَجَمْرَ الرُّؤْيَةِ..
حَتَّى مَتَى تَشْرَعِينَ تَجَلِّيكِ الشَّفِيفَ..
فِي وَجْهٍ يَحْتَوِيكِ..؟
وَتُوَشِّينَ نَهَارَاتِكِ الخَضْرَاءَ..
بِدِفْئِكِ اللَّذِيذِ..؟
لَا تَشْرَبِي جَحِيمِي دُفْعَةً وَاحِدَةً،
وَدَعِي لِي قَطَرَاتٍ..
أَسْقِي بِهَا أَشْجَارَ فُضُولِي.
سَأَنْتَصِرُ لِعَيْنَيْكِ..
حِينَ تُعْلِنَانِ الهَزِيمَةَ..
فِي نُبْلٍ أُحِبُّهُ.
وَأَكْتُبُ شِعْرًا كَثِيرًا..
فِي مَدِيحِ السُّؤَالِ.
سَأَخْتَصِرُ كُلَّ الإِجَابَاتِ المُقْتَرَحَةِ..
فِي (أُحِبُّكِ) وَاحِدَةٍ،
فَكُونِيهَا حَيَاةً..
أَوْ شَيْئًا كَالحَيَاةِ.
سَأَظَلُّ مُعَلَّقًا كَالفَرَاغِ،
مَشْمُولًا بِجُمُوحِي..
كَطَائِرَةٍ وَرَقِيَّةٍ.
وَتَظَلِّينَ وَدِيعَةً..
كَيَدِ طِفْلٍ..
أتْعَبَتْهَا خُيُوطِي،
وتَقَاطُعَاتِي.
أَحِنُّ إِلَى دِفْءِ عَيْنَيْكِ..
حَنِينًا تَعْرِفِينَهُ فِي عَيْنَيَّ،
يَا وَرْدَةَ النُّورِ وَالبَرَاءَةِ.
أَهَكَذَا يَكُونُ إِيمَاؤُكِ،
وَإِيحَاؤُكِ،
وَإِغْضَاؤُكِ،
وَإِفْضَاؤُكِ..؟
مَا أَجْمَلَ أَنْ نَرْقُصَ مَعًا وَنُغَنِّيَ..
لِئَلَّا يَنَامَ القَمَرُ.
ظِلُّكِ مُنْكَمِشٌ فِي نَفْسِهِ،
وَأَنْتِ تُجِيدِينَ احْتِوَاءَ حُضُورِي..
فِي غِيَابِكِ.
جَمْرَةُ الوَقْتِ فِي يَدِي،
وَيَدَاكِ أَعْلَى كَتِفَيَّ..
تُحَاوِلَانِ كَسْرَ فَرَاغَاتِكِ..
بِامْتِلَاءَةٍ..
سَتُعَانِينَ كَثِيرًا فِي فَهْمِهَا.
أَيْقِظِي جَسَدَكِ..
عَلَى إِيقَاعَاتِي الأَرْضِيَّةِ،
بِحَيْثُ يَسْتَوِي فِيكِ..
التَّجَلِّي وَالتَّخَلِّي،
وَالإِرْوَاءُ وَالإِظْمَاءُ.
تَبَارَكْتِ يَا لُغَةٌ..
حُرُوفُهَا أَضْوَاءٌ،
وَظِلَالٌ،
وَإِشَارَاتٌ،
وَإِيقَاعَاتٌ.
أَنْتِ الحَرِيقُ وَالمَدُّ،
وَلُغَتِي عَيْنَاكِ.
لَيْسَ فِي إِمْكَانِي..
أَنْ أَتْرُكَ عَيْنَيْكِ،
دُونَ أَنْ تَعِدِينِي..
سِدْرَةً أُخْرَى..
مِنْ جَحِيمِكِ،
يَا سَيِّدَةَ الأَلْوَانِ.
سَيَبْدُو كُلُّ شَيْءٍ..
قَابِلًا لِلفَهْمِ،
عَلَى أَنْ تَظَلِّي..
فِي عَقْلٍ يُفَكِّرُ فِيكِ،
وَقَلْبٍ يَتَمَلَّاكِ يَقِينًا طَاغِيًا،
وَرُوحِ تَشْتَاقُكِ..
أُفْقًا مِنْ بَهْجَةٍ.
وَأَظَلُّ وَاثِقًا فِي قُدْرَتِي..
عَلَى مَلْءِ اتِّسَاعَاتِكِ.
كُلُّ مَا عَلَيْكِ..
أَنْ تَحْتَمِلِي.
كَثِيرٌ مِمَّا نَظُنُّهُ حَقِيقَةً..
لَيْسَ أَكْثَرَ مِنْ مُجَرَّدِ مُحَاوَلَةٍ..
لِعَقْلَنَةِ المَجَازِ،
وَكَثِيرٌ مِمَّا نَظُنُّهُ حُبًّا..
لَيْسَ أَكْثَرَ مِنْ تَجْرِبَةٍ..
فِي اصْطِيَادِ الهَوَاءِ.
***